الاضطراب ثنائي القطب | الأنواع والأعراض الأسباب والعلاج 

الحالة الصحية الجسدية والنفسية هما العمودان القائم عليهما حياة الإنسان، وفي حالة وجود خلل في أحدهما يحدث خلل في توازن الإنسان، والحالة النفسية قد يحدث بها ارتفاعات وانخفاضات وتقلبات مزاجية، ولكن هذه الحالة قد تتحول إلى مرض وهو الاضطراب ثنائي القطب، ويعاني صاحبة من هذه التقلبات مدى حياته، وهنا سوف نناقش عزيزي القاريء كل ما يخص هذا المرض وكيفية التغلب عليه.

ما هو الاضطراب ثنائي القطب؟

الاضطراب ثنائي القطب أو كما كان اسمه قديمًا الاكتئاب الهوسي، وهو حالة صحية عقلية تسبب تقلبات مزاجية و تغيرات حادة وتشمل الارتفاعات العاطفية (الهوس والهوس الخفيف) والانخفاضات العاطفية وتضم الاكتئاب.

في حالات الاكتئاب قد يشعر الشخص بالحزن وفقدان الشغف في معظم الأنشطة التي يمارسها، وقد يشعر أيضا باليأس، أما في حالات الهوس أو الهوس الخفيف قد يجد الشخص نفسه مفعم بالطاقة والبهجة، سريع الانفعال.

هذه التقلبات المزاجية قد تؤثر على النوم وطاقة الإنسان والأنشطة اليومية له، وقد تؤثر على التفكير بوضوح والقدرة على التصرف بطريقة صحيحة، هذه التقلبات المزاجية قد تحدث مرات عديدة على مدار العام أو قد تحدث نادرًا.

على الرغم أن الاضطراب ثنائي القطب حالة مزمنة، لكن يمكن التحكم في التقلبات المزاجية المصاحبة له أو أي أعراض أخرى قد تحدث وذلك بالعلاج الدوائي والعلاج النفسي.

 أنواع الاضطراب ثنائي القطب

هناك أنواع عديدة من الاضطراب ثنائي القطب مثل: الهوس والهوس الخفيف والاكتئاب، والأعراض قد تسبب تقلبات مزاجية وتغير في التصرفات وقد تؤدي إلى الشعور بالضيق الشديد وصعوبة في الحياة وأنواعه هي: 

  • الاضطراب ثنائي القطب النوع الأول

في هذا النوع قد يكون الشخص عانى من نوبة هوس واحدة على الأقل وسبق هذه النوبة أو تبعها نوبة هوس خفيفة أو نوبة اكتئاب عظمى، في بعض الحالات قد يسبب الهوس الانفصال عن الواقع وهو ما يسمى علميًا باسم (الذهان).

  • الاضطراب ثنائي القطب النوع الثاني

قد يكون الشخص مر بنوبة اكتئاب شديد ونوبة هوس خفيفة واحدة ولكن الشخص لم يمر بنوبة هوس مطلقًا.

  • النوع الثالث اضطراب دوروية المزاج 

في هذا النوع قد يكون الشخص عانى لمدة عامين (عام في حالات الأطفال والمراهقين) من فترات عديدة من أعراض الهوس الخفيف وأعراض الاكتئاب.

  • أنواع أخرى

تشمل الاضطراب ثنائي القطب والذي قد يحدث بسبب المخدرات أو الكحول أو بسبب حالة طبية مثل كوشينج (Cushing syndrome) أو التصلب المتعدد (Multiple sclerosis) أو السكتة الدماغية (stroke).

الاضطراب ثنائي القطب النوع الثاني ليس أقل حدة من النوع الأول، ولكن هو نوع منفصل عنه بتشخيص مستقل، ولكن نوبات الهوس في النوع الأول قد تكون شديدة وخطيرة أما في النوع الثاني فإن الشخص يعاني من الاكتئاب لفترة أطول وقد يسبب هذا له إعاقة كبيرة. أعراض الاضطراب ثنائي القطب قد تختلف من شخص لآخر ومن وقت لآخر.

أعراض الاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال والمراهقين

من الصعب ملاحظة أعراض الاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال والمراهقين، ومن الصعب أيضًا معرفة ما إذا كانت تلك التقلبات طبيعية أو نتيجة ضغوط تعرضوا لها أو حتى مشكلة في الصحة العقلية مثل: اضطراب ثنائي القطب.

قد يصاب الأطفال والمراهقين بنوبات الاكتئاب والهوس والهوس الخفيف ولكن بنمط مختلف عن البالغين، كما أن بعض الأطفال يكون لديهم فترات بدون أعراض، وأكثر علامة واضحة لاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال والمراهقين هي تغير المزاج الحاد بخلاف طبيعتهم.

الهوس والهوس الخفيف 

هما نوعان مختلفان من النوبات ولكن لهما نفس الاعراض، الهوس أكثر خطورة من الهوس الخفيف، ويسبب الهوس مشاكل ملحوظة للمصاب به في العمل أو الدراسة أو الأنشطة المختلفة أو حتى العلاقات العاطفية كما أن الهوس يسبب ما يسمى بمرض (الذهان) وهو الانفصال عن الواقع ويتطلب البقاء في المستشفى تحت الملاحظة.

أعراض الهوس والهوس الخفيف

  • التفاؤل.
  • زيادة النشاط والطاقة.
  • الشعور بالثقة الزائدة بالنفس (النشوة).
  • قلة الحاجة إلى النوم.
  • كثرة الثرثرة.
  • التشتت وتسارع الأفكار.
  • سوء اتخاذ القرارات مثل: الإسراف في الشراء.

أعراض الاكتئاب

أثناء فترات الاكتئاب يشعر الشخص بالأعراض التالية:

  • الحزن وفقدان الأمل.
  • فقدان القدرة على التركيز أو تذكر الأشياء.
  • عدم الإهتمام بالأنشطة اليومية.
  • الشعور بالفراغ.
  • فقدان الطاقة.
  • الشعور بالذنب والشك الذاتي.
  • التفكير الغير منطقي.
  • عدم الثقة بالنفس.
  • التشاؤم واليأس.
  • الهلوسة.
  • الأفكار الانتحارية.
  • فقدان الشهية.

أسباب الاضطراب ثنائي القطب

حتى الآن لم يتوصل العلماء إلى سبب محدد لهذا المرض ولكن هناك عدة عوامل قد تؤثر فيه ومنها:

  • الوراثة والتي تلعب دورًا في الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب، فإن احتمالية إصابة الطفل به تزداد في حالة أن أحد الآباء مصاب به، ولكنه ليس سببًا قطعيًا؛ فقد تكون عائلة الطفل مصابة ولكنه غير مصاب. كما أن الدراسات أوضحت أنه في حالة التوائم المتطابقة قد يكون هناك طفل مصاب والآخر غير مصاب.
  • الضغوط التي يتعرض لها الإنسان مثل: موت أحد المقربين للشخص أو المرض، الطلاق، المشاكل المالية جميعها قد تؤدي للإصابة بالاكتئاب أو الهوس.
  • تركيب الدماغ ووظيفته، فنجد أن الأشعة أو الفحوصات التي قد تتم على الدماغ غير قادرة على تشخيص الاضطراب ثنائي القطب، ولكن الدراسات أوضحت أن هناك اختلاف في حجم ونشاط بعض الأماكن في دماغ الأشخاص المصابين بالاضطراب.

متي تزور الطبيب؟

على الرغم من التقلبات المزاجية الحادة التي تحدث لمصابي اضطراب ثنائي القطب إلا أنهم غالبًا لا يدركون عدم الاتزان والاضطرابات التي تحدث لهم، والتي قد تؤثر على حياتهم وحياة المحيطين بهم؛ وبالتالي لا يتلقون العلاج المناسب لهم.

إذا كنت مثل الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب، فإنك قد تستمتع بفترات الشعور بالنشوة والتفاؤل، ولكنك غالبًا ما تصدم بفترة الاكتئاب والحالة المزاجية السيئة والتي قد تؤدي بك إلى مشاكل مادية أو قانونية أو في علاقتك بالمحيطين بك.

إذا شعرت بأعراض الاكتئاب أو الهوس عليك زيارة الطبيب النفسي؛ لأن اضطراب ثنائي القطب لا يمكنك علاجه بنفسك، حتى تتمكن من السيطرة على هذه النوبات بمساعدة الطبيب.

عوامل الخطر

هناك عوامل قد تزيد من احتمالية إصابتك، مثل:

  1. وجود قريب لك من الدرجة الأولى مصاب به مثل أحد الوالدين.
  2. الإفراط في تناول المخدرات أو الكحول.
  3. وجود مشاكل نفسية.

التشخيص

حتى يتمكن الطبيب من تشخيص هذا النوع من الاضطراب فإنه يقوم بفحص بدني، وإجراء مقابلة وحوار للمريض، وطلب فحوصات معينة، وهذا المرض لا يتم تشخيصه بالفحص أو تحاليل الدم، ولكن هذه الفحوصات تساعد في الكشف عن وجود بعض الأمراض المشابهة لأعراض هذا الاضطراب مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، كما أنها تكشف عن وجود المنشطات والتي تسبب أعراض مشابهة لهذا المرض.

في حال عدم وجود أي منهما، فإن الطبيب يرجح وجود مشكلة عقلية، وحتى يتم تشخيص شخص أنه مصاب بالاضطراب ثنائي القطب فإنه يكون قد عانى من الهوس أو الاكتئاب مرة على الأقل. يستخدم الأطباء في التشخيص ما يسمى (الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطراب النفسي DSM).

المضاعفات إهمال العلاج

في حالة إهمال علاج الاضطراب ثنائي القطب فإنه قد يؤدي إلى مشاكل خطيرة منها:

  • الانتحار أو محاولة الانتحار.
  • ضعف القدرة على العمل والإنتاج.
  • مشاكل مالية أو قانونية.
  • مشاكل تتعلق بإدمان الكحول والمخدرات.

حالات صحية متزامنة

في حالة أنك تعاني من هذا المرض، فإنك قد تعاني من مشاكل صحية أخرى تحتاج إلى علاج وقد تزيد من حدة المرض في حال إهمال علاجها ومنها:

  1. اضطراب القلق.
  2. اضطراب الأكل.
  3. اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة (ADHD).
  4. مشكلات الصحة البدنية مثل: أمراض القلب ومشاكل الغدة الدرقية.

الوقاية

لا يوجد حتى الآن طريقة محددة للوقاية من مرض الاضطراب ثنائي القطب، ولكن العلاج في حال ظهور الأعراض الأولية له يمكن أن يمنع تطور المرض. إذا تم تشخيص أحد أنه مصاب بالمرض، هناك بعض الاستراتيجيات التي يمكنها أن تمنع الأعراض الأولية له من التطور حتى تصبح نوبة اكتئاب حاد أو هوس وهذه الخطوات كالتالي:

  1. اتبع العلامات التحذيرية، يجب عليك ملاحظة العلامات والأعراض البسيطة التي تظهر وعلاجها؛ لأن هذا يمكنه أن يمنع النوبات في أن تصبح أسوأ، كما أن الشخص المصاب بهذا المرض يكون قد عرف نمط النوبات التي يتعرض لها والمحفزات التي تؤدي إليها وأعراضها. في حالة شعور الشخص أنه على وشك التعرض لنوبة عليه أن يتواصل مع الطبيب فورًا، والعائلة يقع عليها دورًا هامًا في ملاحظة حالة المصاب ومساندته.
  2. تجنب شرب الكحوليات أو المخدرات تمامًا.
  3. اتبع تعليمات الطبيب والتزم بالأدوية والجرعات كما هي، تجنب إيقاف أو تقليل الجرعات من تلقاء نفسك لأنه قد يزيد الوضع سوءًا.

علاج الاضطراب ثنائي القطب

علاج الاضطراب ثنائي القطب يكون عن طريق طبيب مختص في تشخيص وعلاج حالات الصحة النفسية والعقلية، وكما عرفنا عزيزي القاريء أن حالات هذا الاضطراب مزمنة، لذا هذا العلاج يعمل على السيطرة على الأعراض التي قد تحدث، وينقسم العلاج إلى:

  • العلاج الدوائي، في الغالب يحتاج المريض أخذ أدوية للسيطرة على الأعراض وإعادة التوازن الطبيعي له.
  • العلاج المستمر، مريض هذا الاضطراب يحتاج علاج مدى الحياة، حتى في الفترات التي لا يعاني فيها من أي أعراض، وفي حالة التوقف فإن الأعراض قد تظهر عليه وتتحول إلى نوبات أعنف وهذا ما نحاول منعه.
  • في حالة إدمان المخدرات أو الكحول، يجب على المريض التوقف فورًا عنها؛ لأنها تزيد حالة المريض سوءًا.
  • العلاج في المستشفى، أحيانًا يرجح الطبيب الإبقاء على المريض في المستشفى في حالة وجود أفكار انتحارية أو أعراض خطيرة تهدد حياته وحياة من حوله.
  • مجموعات الدعم النفسي لها دور هام في تقديم الدعم والمساندة للمريض.

أسلوب الحياة والعلاج المنزلي

إلى جانب العلاج الدوائي يجب على المريض تغيير أسلوب حياته، والتوقف عن التصرفات التي تحفز ظهور النوبات وذلك بالخطوات الآتية:

  • الإقلاع عن المخدرات والكحول.
  • تكوين علاقات جيدة، حاول أن تجعل العلاقات المحيطة بك علاقات جيدة دائمًا وذات تأثير إيجابي قادرة على تقديم الدعم.
  • إقامة نظام صحي لنفسك وتعديل نظام النوم والطعام الصحي وممارسة الأنشطة الرياضية، وكل هذا قادر على أن يعيد التوازن إلى حياتك، عليك استشارة الطبيب قبل ممارسة أي نشاط بدني.

وختاما نكون قد عرفنا أن الاضطراب ثنائي القطب ليس بالمرض الخطير في حالة السيطرة عليه والالتزام بتعليمات الطبيب وأخذ العلاج المناسب له، وفي حالة إهمال التعليمات السابقة يمكن أن يتحول هذا المرض إلى وحش يهدد حياة صاحبه وحياة المحيطين به.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى