الارتجاع عند الرضع وأنواعه

يعد الارتجاع عند الرضع أمرًا شائعًا، حيث إن كثيرًا من الرضع نصفهم تقريبًا يبصقون عدة مرات يوميًا فى الأشهر الأولى، ويقل الارتجاع بمرور الوقت إلى أن يتوقف فى الشهر ١٢ الى الشهر ١٨.

وبرغم إن الارتجاع عند الرضع أمرًا شائعًا، لكن في بعض الأوقات تكون له مضاعفات، وسوف نتناول عزيزى القارئ مسببات الارتجاع وأعراضه والتشخيص والطرق العلاجية.

الارتجاع هو رجوع جزء بسيط من محتويات المعدة عبر الفم، يحدث عند جميع الأطفال تقريبًا بعد الرضاعة سواء طبيعية او صناعية، وهو بصق أو تجشؤ يزيد حدوثه ما بين بلوغ الرضيع شهرين إلى ستة اشهر.

 ويكون بسبب زيادة السوائل في الوجبات، ثم ينخفض تدريجيًا من الشهر السابع ويختفي بنسبة 85% في الشهر 12 و 95% في الشهر 18.

ينبغي علينا عزيزي القارئ في بداية الأمر التفرقة بين الارتجاع عند الرضع والارتجاع الصامت، ومرض الجزر المريئي، وسوف نتناول التفرقة والتمييز بينهم:

  • الارتجاع الطبيعى 

هو حركة ارتداد محتويات المعدة إلى المريء وخروج جزء من اللبن المهضوم حيث يكون به جزء متجبن بشكل جانبي.

  •   الجزر المريئي المعدي

ارتداء محتويات المعدة أيضًا لكنه يسبب مضاعفات مثل التهيج ومشاكل التنفس و تأخر النمو.

  • الارتجاع الصامت  

هو ارتجاع حمضي لمحتويات المعدة، و لكنها لا تخرج من فم الرضيع، وإنما  تمر من المريء إلى الحلق إلى الحنجرة وأحيانا إلى الأنف، ويمكن أن يبتلعها الرضيع مرة أخرى.

ويفسر الارتجاع الصامت في بداية الأمر على أنه مغص كما أنه له علامات من أهمها:

  • سعال كالنباح.
  • البكاء بعنف.
  • ملاحظة تقوس الظهر عند الرضاعة أو منع الرضاعة.
  • انقطاع التنفس أو أزيز الصدر.
  • فقدان وزن.

 ومع ظهور هذه العلامات على الرضيع، ينبغي عزيزي القارئ استشارة الطبيب لمعرفة السبب وعلاجه.

ملحوظة: ينبغي علينا أيضا التفرقة بين الترجيع(القيء) والارتجاع عند الرضع، حيث أن الترجيع هو اندفاع الطعام وقذفه خارج المعدة بقوة خارج الفم مع انقباض عضلات البطن،ويكون غالبًا في شكل سائل بدون هضم الطعام، مع شحوم وتعب في وجه الرضيع و شعوره بالألم.

عرفنا يا عزيزي القارئ مما سبق أن الارتجاع عند الرضع هو ارتداد محتويات المعدة إلى المرئ، حيث يوجد حلقة عضلية تسمى (المصرة المريئية السفلية)، وهي تتراخى وتسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة ولا تسمح بالعكس، لكن عند الرضع لا تكون الحلقة العضلية مكتملة ولكنها تكتمل بمرور الوقت.

حيث تفتح و تتراخى هذة العضلة عند ابتلاع الرضيع الطعام، وتظل مغلقة فى الأوقات الأخرى لمنع ارتداد الطعام والارتجاع.

هناك عوامل تساهم في حدوث الارتجاع عند الرضع ومن هذه العوامل.

  • استلقاء الطفل معظم الوقت في وضع مسطح.
  • الطعام المختص بالرضيع يكون سائلًا أو معظمه سائل وبكمية تفوق قدرة الرضيع.

 وهناك بعض العوامل تكون بسبب حالات مرضية وبها نسبة خطورة على الرضيع منها.

  • الارتجاع الحمضي المريئي وهو بسبب احتوائه على حمض يعمل على تهيج بطانة المريء.
  • عدم تحمل الأطعمة، حيث أن بعض الأطعمة يحتوي على بروتينات كالتي تكون موجودة في حليب البقر، وهو يساهم في عملية الارتجاع.
  • تضيق البواب وهو صمام عضلي، وفي بعض الحالات يزيد سمك الصمام اكثر مما ينبغي، ويحبس الطعام في المعدة ويمنعه من المرور إلى الأمعاء الدقيقة.

أيضا يوجد بعض العوامل التي تؤخذ في الاعتبار، والتي تزيد من إصابة الرضيع بالارتجاع، وتشمل:

  • التليف الكيسي وغيره من أمراض الرئة.
  • الولادة المبكرة.
  • جراحة سابقة في المريء.
  • الشلل الدماغي وهذه من الحالات التي تؤثر على الجهاز العصبي.

قد تظهر أو لا تظهر أعراض الارتجاع عند الرضع ولكن إليك أهم العلامات عزيزى القارئ.

  • بصق الحليب أو التجشؤ بعد الرضاعة.
  • التهابات الأذن.
  • السعال المستمر أو المتقطع.
  • البكاء المفرط أو المتقطع أثناء الرضاعة.

لكن لا داعى للانزعاج إذا كان طفلك نموه ووزنه سليم ويتغذى جيدًا وصحته جيدة.

بما أننا تحدثنا سابقا عن الارتجاع عند الرضع ووضحنا أنه أمر طبيعي عند الرضع، خصوصًا إن كان وزن ونمو الرضيع جيد طبقًا لعمره.

لكن قد نلجأ الى استشارة الطبيب اذا زاد الارتجاع من بعد ستة أشهر واستمر إلى بعد العام عند الرضيع، وأيضًا عند ظهور بعض من العلامات والمشكلات التالية:

  • رفض أو بصق للرضعات في كثير من الأوقات.
  • التقيؤ بقذيفة وبشدة باستمرار.
  • القي الاخضر او الاصفر او القيء المصحوب بدم.
  • بطن منتفخة أو آلام في البطن.
  • ارتفاع درجة الحرارة فوق 36 درجة مئوية.
  • فقدان الوزن أو عدم نمو الوزن الصحيح.
  • دم في البراز والإسهال المتكرر.
  • تقوس الظهر أو ثني الأرجل إلى البطن بعد الرضاعة.

وفى هذه الحالات ينبغي استشارة الطبيب، والحصول على التشخيص المناسب، وإجراء الفحوصات إذا استدعى الأمر والعلاج. 

ويتم ذلك عن طريق اتباع بعض الخطوات المهمة لصحة الرضيع فيما يلي سوف نتناول بعض منها.

  • وضعية الجسم
    • جلوس الطفل في وضعية مستقيمة ما بين 20 ل 30 دقيقه بعد الرضاعة.
    • مساعدة الرضيع على التجشؤ بعد الرضاعة.
    • لبس الطفل الملابس الفضفاضة والمريحة له.
    • تقسيم الوجبات إلى وجبات صغيرة ومتكررة.
  • المأكولات البحرية 

حيث تقلل الأغذية السمكية من القيء المستمر، وخصوصًا للرضع الذين يتناولون اللبن الصناعي، وأيضا اللبن الصناعي يكون ضد الارتجاع لأنه سميك. 

  • تجنب التدخين 

ينبغي إبعاد الطفل أو إطعامه بعيد عن التدخين، وذلك لأن تعرض الرضيع للدخان، يزيد من الارتجاع عند الرضيع ويجعله في حالة سيئة.

  • الطرق الغذائية السليمة 

اتباع الطرق الغذائية السليمة للرضع يجعلهم يتجنبون الأمراض والارتجاع ويجعل صحتهم جيدة وينمون بشكل أفضل، وينبغي علينا إبعادهم عن تناول الوجبات الكبيرة وتقسيمها على وجبات صغيرة، واستخدام أغذية صحية ومفيدة،ومعرفة الأغذية المسببة للارتجاع حتى نستطيع تفاديها، وسوف نتناول نبذة عن الأطعمة المسببة للارتجاع.

تؤثر الأم تأثيرًا غير مباشر على رضيعها من خلال الرضاعة الطبيعية،حيث أن طعام الأم ومشروباتها الشخصية وعاداتها اليومية، يمكن أن تزيد من الارتجاع أو تسببه للرضيع.

 وبذلك ينبغي على الأم مراقبة طعامها ومشروباتها أثناء فترة الرضاعة، ومن الأشياء التي تؤثر على الرضيع عن طريق حليب الثدي هي:

  • القهوة والكافيين.
  • المأكولات التي تحتوي على الثوم.
  •  أي أطعمة أو مشروبات تحتوي على حموضة عالية مثل البرتقال الليمون والفواكه الحمضية الاخرى والطماطم.
  • الأطعمة عالية الدهون.
  • المأكولات البحرية المحتوية على نسبة عالية من الزئبق مثل سمك أبوسيف، ماكريل، القرميد.
  • الكحول.

وبعد حديثنا عن الارتجاع وأنواعه ومسبباته وأعراضه فلا داعى للقلق، فهو أمر طبيعى بالنسبة للرضع وسوف يزول ببلوغ الرضيع العام الأول، ولكن أيضًا ينبغى الحذر ومتابعة الطبيب باستمرار، لتجنب أي أضرار يمكن أن تحدث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى