الإنزلاق الغضروفي.. الأسباب والأعراض وطرق العلاج
الإنزلاق الغضروفي من إصابات العمود الفقري شائعة حدوث, والتى تتمثل فى إصابة الغضاريف الفاصلة بين فقرات العمود الفقري والتى تمنع الفقرات من الإحتكاك أثناء الحركة, كما تحمى ألحبل العصبي المار من خلال القناة الشوكية والأعصاب الخارجة منه من الإحتكاك والإلتهاب.
و يتسبب الانزلاق الغضروفي فى أعراض مزعجة للمريض, تتراوح بين التنميل الطفيف وبين الألم الشديد الذى قد يعوق المريض عن الحركة فى بعض الحالات, مما يجعله من الحالات التى يجب على الجميع التعرف عليها لتجنب الإصابة بها بقدر المستطاع.
ما هو الإنزلاق الغضروفي؟
الغضروف هو قرص هلامي يشبه الجيلاتين يفصل بين فقرات العمود الفقري, محاط بحزمة ليفية تحتويه, وظيفته إتاحة مرونة الحركة للعمود الفقري, وكذلك امتصاص الصدمات ومنع تاثيرها على فقرات العمود الفقري وعلى الحبل العصبي المار من خلالها.
والإنزلاق الغضروفي هو تسرب للمادة الهلامية الموجودة بداخل الغضاريف التى تفصل بين فقرات العمود الفقري خارج الحزام الليفي المحتوي عليها, مما يؤدى إلى ضغطها على الحبل الشوكي الذى يمر من القناة الشوكية للعمود الفقري والعصاب الخارجة منه والتى تغذي أجزاء الجسم المختلفة, مما يتسبب فى التهاب الأعصاب وشعور المريض بالألم والوخز وصعوبة الحركة وضعف الأطراف.
تقسيم فقرات العمود الفقري
لنستطيع تفهم حالة الانزلاق الغضروفي بشكل أوضح, ينبغي لنا أن نتعرف على توزيع فقرات العمود الفقري على طول امتداده من الجمجمة وحت العجز(المؤخرة) وتنقسم تلك الفقرات إلى:
- 7 فقرات عنقية فى منطقة الرقبة.
- 12 فقرة صدرية فى منطقة القفص الصدري.
- 5 فقرات قطنية فى أسفل الظهر.
- 5 عظام عجزية (عصعصية) تندمج معا عن بلوغ سن 20 لتشكل عظمة واحدة هى عظمة العجز أو الذيل أو المؤخرة.
أنواع الانزلاق الغضروفي
ينقسم الإنزلاق الغضروفي إلى ثلاثة أنواع تبعا لموقع الغضروف المنزلق من العمود الفقري, وتلك الأنواع هى:
انزلاق غضروفي عنقي
وهو الانزلاق الغضروفي الذى يحدث فى الغضاريف الفاصلة بين فقرات الرقبة, ومن مميزاته أنه يحدث عادة فوق سن40 عاما, كما تشيع الإصابة به فى الرجال عنها فى النساء, وتتمثل أعراضه فى الأعراض الآتية
- الشعور بالألم فى أحد جانبي الرقبة أو كليهما يمتد إلى الكتف.
- الشعور بالتنميل والضعف فى أحد الذراعين أو كليهما.
- تيبس عضلات الرقبة وصعوبة حركتها.
- زيادة حدة الألم عند الحركات المفاجئة كالسعال أو العطس أو الضحك.
انزلاق غضروفي صدري
هو الإنزلاق الغضروفى فى غضاريف العمود الفقري فى منطقة الصدر وتكون أعراضه فى الصورة الآتية:
- ألم فى أعلى الظهر.
- قد يمتد الألم إلى اضلاع الصدر.
- صعوبة الحركة.
- صعوبة التنفس.
- زيادة حدة الألم عند الحركات المفاجئة كالسعال والعطس والضحك.
- تنميل الساقين.
- تشنج عضلات الساقين.
- قد يحدث عدم تحكم فى البول والبراز فى الحالات المتقدمة.
انزلاق غضروفي قطني
وهو أشيع أنواع الانزلاق الغضروفي حدوثا, وهو ما يطلق عليه(الديسك) وهو انزلاق غضاريف الفقرات القطنية من الظهر, وتكون أعراضه فى الصورة التالية:
- ألم أسفل الظهر.
- تنميل فى العضلة الخلفية للساق.
- ألم حاد عند الحركات المفاجئة كالإنحناء أو القيام من الجلوس.
- صعوبة المشى والشعور بالألم عند المشى.
- تنميل أطراف القدمين.
- سقوط القدم اثناء المشى أو الوقوف فى الحالات المتقدمة.
أسباب الإنزلاق الغضروفي
يمكن أرجاع الإنزلاق الغضرفي إلى الأسباب الآتية:
- حمل الأشياء الثقيلة والأثقال بطريقة خاطئة.
- الحركات الخاطئة أثناء التمرين أو ممارسة الأعمال المختلفة.
- ضعف عضلات الظهر والرقبة.
- تبنى طرق خاطئة للجلوس والحركة.
- السمنة.
- التقدم فى السن.
- ضعف وراثي فى أنسجة الغضاريف.
- إهمال ممارسة الرياضة.
- الحوادث والإصابات العارضة.
- الحمل مع قلة اللياقة البدنية للحامل وزيادة وزنها.
تشخيص الإنزلاق الغضروفي
يتم تشخيص الإنزلاق الغضروفي طبيا من خلال الخطوات الآتية:
- سماع شكوى المريض وتاريخه الطبي.
- الفحص الإكلينيكي للمريض من الطبيب.
- الأشعة السينية على فقرات العمود الفقري.
- الأشعة المقطعية على الفقرات المصابة.
- أشعة الرنين المغناطيسي.
- فحوص الدم لبيان شدة الإلتهاب والوقوف على وجود العدوى من عدمه.
- قياس النشاط الكهربي للعضلات لتوضيح العصب المتأثر بالإنزلاق.
علاج الإنزلاق الغضروفي
تتوقف الطريقة المتبعة لعلاج الإنزلاق الغضروفي على درجة الانزلاق, وينقسم الانزلاق الغضروفى من حيث شدة إصابة الغضروف المنزلق إلى خمسة درجات ولكل منها طريقة علاج مختلفة.
- الدرجة الأولى: وفيها يحدث خروج بسيط للغضروف من بين الفقرتين أعلاه وأسفله دون إصابات فى نسيج الغضروف, ويكون أثره على الأعصاب طفيفا وتتمثل أعراضه فى التنميل فى الأطراف عند الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة, ويكون علاجه بالتمرين الرياضي لتقوية عضلات الظهر لتدعم العمود الفقري والغضاريف مع خفض الوزن الزائد إن وجد.
- الدرجة الثانية:ويحدث فيها ضعفا لأنسجة الحلقة الليفية المحيطة بالغضروف المنزلق, ولكنها لم تصل إلى درجة القطع, يكون علاجه عن طريق تمارين علاجية وعلاج طبيعي وتبنى أوضاع الجلوس والحركة السليمة وإنقاص الوزن الزائد.
- الدرجة الثالثة:وفيها يحدث قطع للحلقة الليفية المحيطة بالغضروف المنزلق, ولكن الغضروف نفسه لا يخرج منها, ويتم علاجه إما تحفظيا بالأدوية المضادة للإلتهاب مع دعم الغضروف بالدعامات الموضعية, أو يتم التدخل بالمنظار للعلاج وذلك تبعا لدرجة القطع ورؤية الطبيب المعالج.
- الدرجة الرابعة:وفيها يحدث قطع للحلقة الليفية المحيطة بالغضروف, ويخرج الغضروف من القطع ويضغط على الأعصاب, ويكون علاجها غالبا بإستئصال الغضروف المنزلق.
- الدرجة الخامسة وهى أسوأ درجات الانزلاق الغضروفى, حيث تنقطع الحلقة الليفية ويخرج منها الغضروف ويتسبب فى إختناق فى القناة الشوكية, ويكون الألم فيها غير محتمل ولا يرتبط بالحركة بل يحدث فى جميع الحالات والأوضاع, وغالبا ما يعجز المريض فيها عن الحركة, وقد يصاب بمشكلات سلس البول أو البراز أو فقدان القدرة على تحريك الأطراف, وعلاجها الأساسي هو الجراحة.
أسئلة شائعة عن الانزلاق الغضروفي
تتوقف خطورة الإنزلاق الغضروفى على موقعه من العمود الفقري وعلى درجته, فكلما لجأ المريض إلى طلب المشورة الطبية فى وقت مبكر كلما تجنب المضاعفات الشديدة للإنزلاق الغضروفي والتى تصل أحيانا إلى عجز المريض عن الحركة أوالإصابة بسلس البول والبراز, وقد يتسبب الإنزلاق الغضروفي فى إعاقة دائمة للمريض لا يمكن عكسها بالعلاج.
من غير الشائع أن يصاب الأطفال بالإنزلاق الغضروفي, ولكنه قد يصيبهم نتيجة حادث مثلا أو نتيجة لإصابتهم بالسمنة الشديدة أو أحد الأمراض التى تتسبب فى ضعف العضلات أو نتيجة لقلة حركة الطفل.
فى بعض الحالات تكون الحزم الليفية المحيطة بالغضاريف ضعيفة نتيجة لعوامل وراثية عند اصحابها, مما يزيد احتمالية الإصابة بالإنزلاق الغضروفي لديهم عندها فى غيرهم, ولكن فى العموم لا يمكن اعتبار الإنزلاق الغضروفي حالة وراثية.
لابد لمريض الإنزلاق الغضروفي من مراجعة الطبيب فورا فى حالة إشتداد الأعراض بشكل مفاجىء, أو حدوث ضعف مفاجىء فى أحد الأطراف أو فقدان فى الإحساس بها, أو حدوث سلسل مفاجىء للبول أو البراز.
بالطبع لا, فبعض الحالات البسيطة من الإنزلاق الغضروفي لا تتطلب العلاج الجراحي, ويمكن تدراكها بإجراءات بسيطة كممارسة الرياضة وخفض الوزن والعلاج الطبيعي, والحاجة للعلاج الجراحي من عدمها يحددها الطبيب المعالج تبعا لظروف الحالة.
مضاعفات الحمل على مريضة الإنزلاق الغضروفي تختلف تبعا لشدة الحالة ووزن المريضة ولياقتها البدنية, فبعض المريضات يمكنهن الحمل والولادة بلا اي مشاكل, بينما قد يشكل الحمل للبعض خطرا على قدرتهن على الحركة, فالطبيب هو من يجب استشارته فى حمل المريضة والإحتياطات الواجبة حياله.
بالطبع يمكن الوقاية من الإنزلاق الغضروفي بإتباع تلك النصائح:
1.مراعاة الأوضاع السليمة اثناء الجلوس والحركة.
2.مراعاة حمل الأثقال بطريقة صحيحة وبما يتناسب مع وزن الجسم ولياقته.
3.إتباع الحركات السليمة أثناء التدريب الرياضي.
4.الإهتمام بممارسة الرياضة بإنتظام.
5.الحفاظ على الوزن الصحي للجسم.
6.تجنب الحوادث والإصابات.
7.تجنب الحركات العنيفة المفاجئة.