الإسعافات الأولية للتسمم بالدواء

التسمم بالدواء, برغم شهرته بين أنواع التسمم المختلفة, إلا أن التسمم الحاد بالأدوية قليلا ما يحدث فى البالغين إلا بغرض الإنتحار أو التسميم الجنائى, فغالبية ضحاياه من الأطفال.

الأدوية مستحضرات تتفاعل مع أجهزة الجسم المختلفة بهدف تحقيق أثر علاجى معين, مثلا القضاء على ميكروب أصاب الجسم, أو خفض ضغط الدم المرتفع أو خفض سكر الدم أو تسكين الألم أو التخلص من الأملاح المعدنية المسببة لنوع من الحصوات أو غير ذلك من أغراض العلاج.

ولأن ما زاد عن حده ينقلب إلى ضده, فبالطبع إذا زادت جرعة الدواء عن الجرعة الموصوفة للمريض, فإن الدواء يتحول إلى سم قد يؤثر على صحة المتناول له سلبيا, أو قد يؤدى حتى إلى وفاته.

لهذا فدكتور كشكول يستعرض من خلال هذا الموضوع, ما هو التسمم الدوائى, ومسبباته, وكيف يتم إسعاف التسمم الدوائى حتى يصل المصاب إلى المستشفى بدون أن تتطور مضاعفات الحالة.

ما هو التسمم بالدواء؟

التسمم الدوائى ببساطة, هو تناول الشخص لجرعة من الدواء تفوق ما تستطيع أجهزة جسمه التعامل معها, أو تناوله لدواء لا يحتاجه من الأصل, مثلما يحدث إذا تناول شخص غير مصاب بإرتفاع ضغط الدم دواء لخفض ضغط الدم, أو حقن شخص غير مريض بإرتفاع سكر الدم بكمية من الإنسولين.

وقد يحدث التسمم الدوائى عن طريق الخطأ, مثلما يحدث عندما يضاعف المريض جرعة دوائه سهوا أو خطأ, أو يجد طفل الدواء فى متناول يده فيتناوله.

وقد يحدث التسمم عن عمد, كم يحدث فى حالات الأنتحار والتسميم الجنائى بغرض القتل.

أقرأ أيضاً: الإسعافات الأولية للتسمم الغذائى | الأسباب الأعراض والوقاية

أنواع التسمم بالأدوية

  • التسمم الدوائى الحاد:

ويحدث هذا النوع من التسمم عندما يتناول الشخص جرعة كبيرة جدا من الدواء, دفعة واحدة أو على دفعات متقاربة, فيعجز الجسم عن التعامل معها وتظهر أعراض التسمم.

وتختلف الجرعة السامة من الدواء على حسب تركيبه وطبيعة عمله وكيفية تخلص الجسم منه, فهناك أدوية يحتاج الشخص لتناول جرعات كبيرة جدا منها ليحدث أثرها السام, بينما تكفى مضاعفة الجرعة إلى ثلاثة أضعافها فى أدوية أخرى ليحدث الأثر السام.

كما أن سن ووزن الشخص يؤثر بالطبع فى الجرعة السامة, حيث أن حساسية بعض الأدوية تزيد فى الأطفال أو فى كبار السن أو فى ذوى الوزن الزائد أو المنخفض, ببساطة الجرعة السامة من الدواء تتحدد على حسب الدواء وظروف من يتناوله.

  • التسمم الدوائى المزمن:

وهو التسمم الذى يحدث على مدار فترة طويلة من تناول الدواء, نتيجة عدم احتياج الجسم له, مثلما يحدث مع المكملات الغذائية والفيتامينات مثلا عند المواظبة على تناولها بدون حاجة لها.

وهذا النوع من التسمم لا يحتاج لإسعاف عاجل, وإنما يحتاج إلى التوقف عن تناول الأدوية المسببة له ومراجعة الطبيب, لأن عكس آثاره ربما يحتاج إلى أدوية أخرى مثلما يحدث مثلا مع زيادة ترسيب أملاح ومعادن مختلفة فى أعضاء الجسم نتيجة الإفراط فى تناولها, فتحتاج إلى أدوية لتخليص الجسم منها.

وبالتالى ما يعنيه دكتور كشكول فى هذا الموضوع, هو إسعاف التسمم الحاد بالأدوية, الذى ينتج عن تناول جرعة زائدة من الدواء, أو تناول دواء لا يحتاجه المريض فيحدث أثره السام على الفور.

أعراض التسمم بالدواء

بالطبع تختلف أعراض التسمم بالدواء, تبعا لنوع الدواء الذى حدث به التسمم وأثره, وبالتالى فليس شرطا أن تجتمع كل هذه الأعراض على المتسمم ليكون قد تسمم.

وإذا تناول شخص دواء بجرعة زائدة ولم تحدث أعراض بالمرة, فهو غالبا لم يصل إلى الجرعة السامة من الدواء, ولم يحدث له تسمم, وهنا يكتفى بمراقبته لمدة 24ساعة بعد تناول الدواء, تحسبا لظهور أعراض متأخرة.

ومن أعراض التسمم بالدواء التى يمكن أن تظهر على المتسمم:

  • الشعور بالضعف والنعاس.
  • الدوار.
  • طنين الأذن.
  • الغثيان.
  • القىء ولكنه لا يحدث بعد التسمم مباشرة ولكنه يبقى متوقع الحدوث وقد يتلوث القىء بالدم.
  • ألام المعدة البطن.
  • عرق غزير بارد.
  • إتساع حدقة العين أو ضيقها بشكل غير طبيعى.
  • تشنجات عضلية.
  • تشنجات عصبية.
  • صعوبة التنفس أو توقفه.
  • إنخفاض ضغط الدم.
  • إنخفاض حرارة الجسم.
  • رزقة الجسم أحيانا.
  • قشعريرة.
  • هلوسة.
  • قد يحدث نزيف من الأنف أو الفم.
  • تزايد سرعة ضربات القلب مع عدم إنتظامها وضعفها.
  • فقدان الوعى.

إسعاف التسمم بالدواء

يتركز إسعاف التسمم بالدواء على المحاور الآتية:

  • التخلص من كمية الدواء التى مازالت موجودة بالمعدة إن كانت حالة المريض تسمح.
  • منع أمتصاص الدواء للدم (ربط السم).
  • تأمين التنفس وحركة القلب إلى حين وصول المساعدة الطبية.

وذلك عن طريق الخطوات الآتية:

  • تحريض القىء بلمس مؤخرة سقف حلق المصاب, إذا كان المصاب واعيا.
  • ربط السم بإعطاء المصاب مزيجا من الفحم الطبى والماء لأن الفحم يرتبط بالمادة السامة فيمنع إمتصاصها لتخرج مع فضلات المصاب.
  • إذا فقد المصاب وعيه فيمنع إعطائه شيئا بالفم مطلقا.
  • يتم ارقاد المصاب على جانبه فى وضعية الأفاقة لتأمين مسارات التنفس وضمان إن لا يختنق بقيئه إذا تقيأ.
  • تدفئة جسم المصاب بالأغطية.
  • التأكد من النبض والتنفس وفى حالة توقفهما يتم أجراء الأنعاش القلبى الرئوى.
  • نقل المصاب إلى المستشفى بأسرع ما يمكن.
  • إرسال الدواء الذى تسبب فى التسمم, وما تقيأه المصاب معه إلى المستشفى.
  • إبلاغ الأطباء القائمين على الحالة بتفاصيلها وتفاصيل الحالة الصحية العامة للمصاب وما يتناوله من أدوية وما يعانى منه من أمراض.

ولتجنب حدوث التسمم الدوائى ينصح دكتور كشكول بإتباع إرشادات الوقاية من حدوثه.

نصائح للوقاية من التسمم بالدواء

  • لا تتناول دواء من تلقاء نفسك أو بناء على نصيحة قريب أو صديق.
  • لا تتناول الدواء إلا بالجرعة والطريقة التى وصفها لك الطبيب المعالج.
  • لا تضاعف جرعة الدواء من نفسك ظنا منك أن ذلك يحسن من أثره فى العلاج.
  • لا تتجاوز مدة العلاج المقررة لك من طبيبك.
  • لا تترك الأدوية فى متناول الأطفال, حتى وإن كانت أدويتهم هم.
  • لا تترك الأدوية فى متناول المسنين المصابين بمشكلات فى الذاكرة, فقد يتناولون جرعات الدواء ثم ينسون أنهم تناولوها فيكرروها وهكذا حتى يحدث التسمم.
  • لا تترك الأدوية فى متناول المرضى المصابين بمشكلات نفسية.
  • لا توكل إلى المرضى المصابين بإعاقة بصرية تناول أدويتهم بأنفسهم.
  • لا تحتفظ بالأدوية فى عبوات أدوية أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى