الإجهاض وانواع الاجهاض وأعراضه وأسبابه وطرق الوقاية
الإجهاض تجربة مؤلمة وقاسية على كل سيدة، وقد يحدث بشكل تلقائي قبل الأسبوع العشرين من الحمل لعدة أسباب سنتعرف إليها في هذا المقال.
ولكن الإجهاض ليس له علاقةً بعدم الخصوبة؛ لأن 85% من السيدات اللاتي تعرضن للإجهاض يمكن لهم الحمل والولادة بشكل طبيعي فيما بعد.
أعراض حدوث الإجهاض
تتباين الأعراض وفقًا لمرحلة الحمل، حيث إن أعراض الإجهاض في الشهر الأول تختلف عن أعراض الإجهاض في الشهر الثالث. وقد تجهض المرأة في الشهر الأول دون أن تعلم اعتقادًا منها أنه الطمث. وهذه بعض علاماته:
- نزيف مهبلي متوسط أو حاد.
- مغص وانقباضات بالرحم.
- ألم في أسفل الظهر.
- نزول أنسجة وجلطات دموية من المهبل.
الأسباب
هناك أسباب لها علاقة بالكروموسومات وأسباب لها علاقة بالأم وقد يكون غير معلوم السبب.
- أسباب لها علاقة بالجينات أو كروموسومات، وتحدث مشاكل الكروموسومات خلال انقسام الجنين ونموه وليست لها علاقةً بجينات الأبوين كما يعتقد البعض، وينتج عنها الآتي:
- تلف البويضة ولا يتكون جنين في هذه الحالة.
- موت الجنين داخل الرحم بعد تكونه.
- الحمل العنقودي والحمل العنقودي الجزئي: في الحمل العنقودي تأتي مجموعتا الكروموسومات من الأب بينما الحمل العنقودي الجزئي يتكون من مجموعة كروموسومات من الأم ومجموعتان من الأب. ولا يمكن استمرار هذا الحمل، وقد يصاحبه سرطان في المشيمة.
- أسباب صحية للأم:
- مشاكل هرمونية.
- أمراض الغدة الدرقية.
- سوء التغذية.
- عدم انتظام مستوى السكر في الدم لمرضى السكر.
- التسمم الغذائي.
- ارتفاع حاد في ضغط الدم.
- مشكلات تخص عنق الرحم وشكل الرحم.
- بعض الأدوية.
- العدوى ببعض أنواع الفيروسات والبكتيريا.
السيدات الأكثر عرضة للإجهاض
- السيدات فوق 40 عامًا.
- من تعرضن للإجهاض سابقًا.
- من تعانين سمنةً مفرطةً.
- المدخنات ومتعاطيات المخدرات والكحول.
أنواع الإجهاض
يقسم إلى أنواع وفقًا للأعراض المصاحبة للإجهاض، ومرحلة الحمل كالتالي:
1. إجهاض كامل
تفقد السيدة الحمل كاملاً وجميع أنسجة الحمل.
2. إجهاض غير كامل
يظل جزء من نسيج الحمل أو المشيمة داخل الرحم، وقد يتطلب التدخل الطبي وتنظيف الرحم بعد الإجهاض.
3. إجهاض فائت أو منسي
يموت الجنين دون علم الحامل ويظل داخل الرحم.
4. الإجهاض المهدد أو المنذر
تشعر الحامل بتقلصات يصاحبها نزيف أحيانًا، وهذا يعني احتمالية حدوث إجهاض ولكن قد يستمر الحمل في بعض الأحيان.
5. إجهاض محتوم
تعاني الحامل نزيفًا وانقباضات في الرحم واتساع لعنقه، وفقدان الحمل في هذه الحالة أمر محتوم.
6. إجهاض إنتاني
يحدث نتيجة وجود عدوى في الرحم.
7. الإجهاض المتكرر
يطلق على السيدة التي تجهض أكثر من 3 مرات خلال الثلث الأول من الحمل، ويصيب هذا النوع 1% فقط من السيدات.
التشخيص
سيقوم الطبيب ببعض الفحوصات للتشخيص كالتالي:
- فحص الحوض: لمعرفة ما إذا كان عنق الرحم قد اتسع أم لا.
- الموجات الصوتية: لسماع نبضات قلب الجنين، وتحديد ما إذا كان ينمو بشكل جيد أم لا.
- اختبارات الدم: يطلب الطبيب فحص لهرمونات الحمل مثل: (السينادوتروبين المشيمي البشري HCG) ومقارنتها بالسابق، ومتابعة الأنيميا إذ من الممكن أن تعاني السيدة أنيميا نتيجة للنزيف الحاد.
- فحص الأنسجة: التي تخرج من المهبل للتأكد من فقدان الحمل وأن الأعراض التي تشكو منها السيدة ليست لأسباب أخرى.
- اختبار الكروموسومات: إذا كنتِ تعانين إجهاضًا متكررًا؛ فسوف يطلب الطبيب هذا الاختبار لمعرفة ما إذا كانت جينات الأب هي السبب أم لا.
العلاج
يتوقف نوع العلاج الذي تتلقاه كل سيدة للإجهاض على حسب نوعه، فإذا كان إجهاضًا كاملاً لن يتطلب علاج أو تدخل طبي. وإذا كان إجهاضًا غير كامل، فهذا يتطلب العلاج للتخلص من المتبقي من الأنسجة والمشيمة.
علاج الإجهاض المهدد
يوصي الطبيب السيدة ببعض النصائح كالتالي:
- الراحة التامة حتى يتوقف النزيف أو يزول الألم، وعلى الرغم من أنه لم يثبت أن الراحة تمنع فقدان الحمل لكن هو إجراء وقائي متبع.
- تجنب ممارسة الرياضة أو الجنس.
- من الجيد أيضًا تأجيل السفر إذا كان مخططًا له.
- قد يصف الطبيب أدويةً تحتوي على هرمونات مثل البروجيسترون لدعم بطانة الرحم.
علاج الإجهاض غير الكامل أو المنسي
قد ينتظر الطبيب مدة تتراوح من أسبوعين إلى 4 أسابيع للتأكد من وفاة الجنين وعادة ما يحدث إجهاض بشكل تلقائي بعد أسبوعين من وفاة الجنين، ولكن في حالة عدم نزول الجنين سيتطلب هذا تدخل الطبيب إما بشكل دوائي أو جراحي كالتالي:
1. التدخل الدوائي
بعد التأكد من فقدان الحمل فعليًا، يستخدم الطبيب أدوية تساعد على طرد أنسجة الحمل والمشيمة مثل ميزوبروستول (misoprostol)، ويوجد في شكل أقراص أو لبوس مهبلي ولكن لا يمكن استخدامه إلا تحت إشراف طبي.
يفضل الأطباء التحاميل المهبلية لأنها أكثر فعالية، ولا تسبب آثار جانبية مثل الغثيان أو الإسهال.
يبدأ النزيف عادةً بعد مدة تتراوح من ساعتين إلى 6 ساعات، ويستمر لخمس ساعات تقريبًا.
يمكنك استخدام مسكنات الألم مثل ايبوبروفين (ibuprofen) بجرعة تصل إلى 800 mg كل 8 ساعات، ويمكن أيضًا وضع كمادات دافئة على البطن للتخفيف من حدة التقلصات والألم.
2. التدخل الجراحي
إجراء جراحي بسيط يسمى توسيع الشفط والكشط (suction dilation and curretage) لإزالة باقي أنسجة الحمل. ويعد التدخل الجراحي ضروريًا في حالة النزيف الحاد أو وجود عدوى داخل الرحم، ولكنه قد يؤدي إلى تلف أنسجة عنق الرحم أو الرحم إذا لم يتم بالشكل الصحيح.
علاج الإجهاض المتكرر
- علاج المشكلات التشريحية أو الخلقية جراحيًا مثل: الرحم المنفصل أو الأورام الليفية أو وجود ندبات أو أنسجة ليفية داخل الرحم.
- إذا كانت المريضة تعاني أمراضًا مناعيةً فقد يصف الطبيب أدوية تزيد من سيولة الدم مثل: الأسبرين أو الهيبارين.
- يجب علاج بعض الحالات الصحية أولًا مثل: ارتفاع سكر الدم أو اضطرابات الهرمونات أو أمراض الغدة الدرقية، ويمكن لمكملات البروجيستيرون تحسين فرصة الحمل لهذه الحالات.
- في حالة وجود مشاكل في الكروموسومات، قد ينصح الطبيب بزيارة اختصاصي أمراض وراثية. ويعد الحقن المجهري مفيدًا في علاج هذه الحالات؛ حيث يختار الاختصاصي الأجنة السليمة وراثيًا وينقلها إلى الرحم.
المضاعفات المحتملة
لا تحدث المضاعفات دائمًا، ولكن تحدث أحيانًا مع بعض الحالات كالتالي:
- النزيف
- الحمى أو الرعشة
- تمزق بعنق الرحم أو الرحم.
- حدوث عدوى بالرحم.
طرق الوقاية
- تجنبي عوامل الخطورة مثل: التدخين وتناول الكحوليات.
- تناولي الجرعة اليومية من الفيتامينات.
- تقليل تناول الكافيين.
- احصلي على الرعاية الكفاية للحمل.
- تناولي الطعام الصحي وحافظي على الوزن المناسب.
الحمل بعد الإجهاض
يمكن الحمل مرة أخرى بمجرد حدوث تبويض، وتعود الدورة الشهرية مرة أخرى في خلال أربعة إلى ستة أسابيع وقد تكون غير منتظمة قليلاً في البداية بسبب التغيرات الهرمونية.
إذا كنتِ تعانين إجهاضًا متكررًا، فقد يطلب منك الطبيب استخدام وسائل منع الحمل لفترة قصيرة لإجراء بعض الفحوص لمعرفة الأسباب.
الحالة النفسية بعد الإجهاض
من الطبيعي بعد المرور بمثل هذه التجربة الشعور بالحزن والبكاء المستمر، خذي وقتك للحزن على خسارتك واطلبي الدعم من المقربين منك.
احتفظي بملابس الطفل ومستلزماته بعيدًا عنكِ حتى وقت تصبحين فيه جاهزةً مرة أخرى لرؤيتها.
زوري طبيب نفسي إذا شعرتِ بالحاجة لذلك.
عزيزتي المرأة قد تستغرقين وقتًا أكثر للتعافي عاطفيًا لذلك مارسي بعض الأنشطة أو التمارين الرياضية الخفيفة، وإذا كنتِ تعملين عودي للعمل في أسرع وقت، ومع مزيد من الإيمان بالله ستتحسن حالتكِ سريعًا.
مع أغلب النساء يحدث الإجهاض مرة واحدة فقط، لذلك كوني هادئة ومطمئنة.