الإجهاض الصامت | هل يخدع الجنين الأم؟

هل تتوقعين عزيزتي الأم أنك من الممكن أن تتعرضي للإجهاض دون أن تشعري بذلك؟ 
أجل من الممكن حدوث ذلك، إذا تعرضتِ إلى الإجهاض الصامت، الذي يحدث دون تشنج أو نزيف أو أعراض أخرى لفقدان الحمل.
وهذا ما سنتحدث عنه تفصيلياً، وعن أسبابه والوسائل الطبية لاكتشافه، والتعامل الصحيح عند حدوثه.

ما هو الإجهاض الصامت؟

الإجهاض الصامت هو عدم تكون الجنين أو وفاته في بداية الحمل، ولكن المشيمة والأنسجة الجنينية لا تزال في الرحم. وفي الأغلب تظل المشيمة تطلق هرمونات الحمل، وبالتالي يعتقد الجسم أن الحمل مازال مستمرا. ويطلق عليه أيضًا (الإجهاض المنسي).

الإجهاض الصامت ليس إجهاضًا اختياريًا أطلق عليه هذا الاسم، لأن هذا النوع من الإجهاض لا يسبب أعراض النزيف والتشنجات التي تحدث في أنواع أخرى من الإجهاض. هذا يمكن أن يجعل من الصعب عليك معرفة أن الخسارة قد حدثت.

ولكن ما الذي يسبب هذا الإجهاض؟

الأسباب التي تؤدي إلى الإجهاض الصامت

أسباب الإجهاض الصامت غير معروفة تمامًا، حوالي 50% من الحالات تحدث بسبب خلل كروموسومي، من شأنه أن يجعل من المستحيل بقاء الطفل على قيد الحياة.

هناك أسباب غير شائعة من شأنها أن تتسبب في الإجهاض المنسي مثل:

  • إصابة الأم بعدوى أو أي أمراض. 
  • تشوهات في الرحم أو غيرها من الأعضاء التناسلية.
  • الحالات الطبية غير المعالجة، مثل مرض السكري أو الفشل الكلوي.
  • الأورام الحميدة الرحمية أو التصاقات الرحم.
  • مشكلات في الغدد الصماء أو اضطراب المناعة الذاتية. 
  • الصدمات الخارجية للجسم.
  • بطانة الرحم المهاجرة.

إذا تعرضتِ لهذا النوع من الإجهاض، في الأغلب لن يتمكن الطبيب من تحديد السبب حيث يتوقف الجنين ببساطة عن التطور، وعادة لا يوجد تفسير واضح. الإجهاد، والتمرين، والجنس، والسفر لا يسببون الإجهاض الصامت، لذلك من المهم عدم إلقاء اللوم على نفسك.

هل يوجد أعراض للإجهاض الصامت؟

من الشائع عدم وجود أعراض مع الإجهاض الصامت، في بعض الأحيان قد يكون هناك إفرازات بنية اللون. قد تلاحظين أيضًا أن أعراض الحمل المبكر، مثل الغثيان أو احتقان الثدي، تقل أو تختفي.

هناك بعض الأعراض التي يمكن أن تظهر ولكن بصورة نادرة مثل:

  • نزيف مهبلي.
  • تشنجات أو آلام في البطن.
  • اختفاء أعراض الحمل.
  • اختبارات الحمل تظهر نتيجة سلبية.
  • ألم في الظهر.
  • في حالات الحمل المتقدم، قد تبطئ حركة الجنين بشكل ملحوظ أو تتوقف.

كيف يتم تشخيص الإجهاض الصامت؟

  • غالبًا ما يتم تشخيص الإجهاض الصامت عن طريق الموجات فوق الصوتية، قبل إتمام 20 أسبوعًا من الحمل. يقوم الطبيب بتشخيصه عندما لا يستطيع اكتشاف نبضات قلب الجنين عند الفحص.
  • في بعض الأحيان، إذا كان الحمل أقل من 10 أسابيع، من المبكر جدًا رؤية نبضات القلب. عندها يراقب الطبيب مستوى هرمون الحمل HCG في الدم على مدار يومين، إذا لم يتضاعف مستوى الهرمون، فهذا علامة على انتهاء الحمل.
  • في بعض الحالات، يظهر الفحص كيس حمل فارغ أو لا يظهر كيس حمل على الإطلاق. الجنين إما لم يتطور أو توقف عن النمو في مرحلة مبكرة جدًا، وتم إعادة امتصاصه من قبل الجسم. يسمى هذا “الموت الجنيني المبكر” أو كما كان يطلق عليه قديمًا “البويضة الخبيثة”.
  • قد يوصي الطبيب أيضًا باختبار وراثي، أو مزيد من فحص الموجات فوق الصوتية، أو اختبارات الدم، لتحديد سبب الإجهاض.

متى يجب عليكِ زيارة الطبيب؟

يجب متابعة الطبيب بصفة دورية، وخاصة إذا كان لديكِ أي أعراض إجهاض، بما في ذلك:

نزيف مهبلي أو تقلصات في البطن أو خروج بعض السوائل أو الأنسجة من المهبل.

مع الإجهاض الصامت، قد يكون نقص أعراض الحمل هو العلامة الوحيدة، على سبيل المثال: إذا كنتِ تشعرين بالغثيان الشديد أو التعب وتوقف ذلك فجأة، توجهي للطبيب فورًا.

بالنسبة لمعظم الحالات لا تشعر الحامل بالإجهاض المنسي، حتى يكتشفه الطبيب أثناء التصوير بالموجات فوق الصوتية.

احتمالات العلاج المتاحة للإجهاض الصامت

الهدف من العلاج هو إزالة الجنين والأنسجة من الرحم ومنع المضاعفات، مثل عدوى الرحم. هناك عدة طرق مختلفة لعلاج الإجهاض الصامت، قد تكون الأم مسئولة عن الاختيار، أو قد يوصي الطبيب بالعلاج الأفضل بالنسبة للحالة.

أولًا: انتظار الإجهاض التلقائي:

يسير على نهج الانتظار والترقب، عادة إذا ترك الإجهاض الصامت دون علاج، فإن الأنسجة الجنينية ستمر وسوف تجهض الأم بشكل طبيعي. يمكن أن يستغرق ذلك من بضعة أيام إلى بضعة أسابيع، وخلال هذه الفترة سيحدث نزيف وتشنج.

يحدث هذا في أكثر من 65٪ الحالات، إذا لم ينجح ذلك، فقد تحتاج الحامل إلى دواء أو جراحة لخروج الأنسجة الجنينية والمشيمة.

ثانيًا: العلاج الدوائي:

يتم ذلك عن طريق تناول دواء يسمى “الميزوبروستول”، يساعد هذا الدواء على تحفيز الجسم وزيادة انقباضات الرحم، لتمرير الأنسجة المتبقية لإكمال الإجهاض.

يتم تمرير دم الجنين وأنسجته عادة في غضون 24 إلى 48 ساعة من تناول الأدوية (والتي يمكن تناولها عن طريق الفم أو كتحميلة مهبلية). يمكن أن تسبب الأدوية النزيف والتشنج وكذلك الغثيان أو الإسهال.

يتم ذلك تحت إشراف الطبيب في المستشفى أو العيادة. 

ثالثًا: اللجوء للجراحة:

قد تكون جراحة التوسيع والكشط ضرورية لإزالة الأنسجة المتبقية من الرحم. قد يوصي الطبيب بإجراء الجراحة مباشرة بعد تشخيص الإجهاض الصامت، أو قد يوصي به لاحقًا إذا لم يمر النسيج من تلقاء نفسه أو باستخدام الدواء.

يمكن أن تسبب الجراحة آثارًا جانبية خفيفة مثل، عدم الراحة والنزيف الخفيف، واحتمالية وجود خطر طفيف للعدوى.

هل للإجهاض الصامت تأثير على احتمالية حدوث حمل في المستقبل؟

التعرض للإجهاض الصامت لا يعني المزيد من حدوث الإجهاض في المستقبل.

إذا كان هذا هو الإجهاض الأول، فإن معدل حدوث الإجهاض الثاني هو 14%، وهو نفس معدل الإجهاض الإجمالي تقريبًا. ومع ذلك، فإن حدوث حالات إجهاض متعددة على التوالي يزيد من خطر الإجهاض اللاحق.

إذا حدث حالتين إجهاض متتاليتين، فقد يطلب الطبيب إجراء اختبار متابعة لمعرفة ما إذا كان هناك سبب كامن. يمكن علاج بعض الحالات التي تسبب الإجهاض المتكرر.

في كثير من الحالات، من الممكن محاولة الحمل مرة أخرى بعد مرور دورة شهرية طبيعية. ولكن يوصي بعض الأطباء بالانتظار لمدة ثلاثة أشهر على الأقل بعد الإجهاض قبل محاولة الحمل مرة أخرى.

الأسئلة الشائعة عن الإجهاض الصامت

هل يمكن حدوث إجهاض صامت بعد سماع نبضات قلب الجنين؟

وفقًا للدراسات، بعد أن تؤكد الموجات فوق الصوتية نبضات قلب الطفل، وبعد مرور ثمانية أسابيع من الحمل، فإن خطر الإجهاض المنسي يبلغ حوالي 3%.

كم من الوقت يستغرق التعافي من الإجهاض الصامت؟

يمكن أن يختلف وقت التعافي الجسدي بعد الإجهاض من أسبوعين إلى شهر، وأحيانًا أطول. من المرجح أن تعود الدورة الشهرية بعد أربعة إلى ستة أسابيع من الإجهاض.

هل يمكن أن لا يسمع الطبيب ضربات قلب الجنين ولا يحدث إجهاض منسي؟

في حين أن عدم سماع النبض قد يعني أنك تعانين من الإجهاض، إلا أن هذا ليس هو الحال دائما. هناك العديد من الأسباب الشائعة وغير الطارئة لعدم إمكانية اكتشاف نبضات القلب في الحمل المبكر.

وفي النهاية، إذا حدث وتعرضتِ عزيزتي الأم إلى الإجهاض الصامت، من الضروري متابعة الطبيب باستمرار لضمان سلامتك وسلامة طفلك. ومن الطبيعي أن تتساءلي إذا ما كنت أخطأتِ بشيء ما. ولكن اطمئني الإجهاض المنسي شائع والأسباب ليست واضحة عادة، لذلك حاول ألا تلقي اللوم على نفسك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى