الأوردة العنكبوتية عند الأطفال .. إليك كل ما تحتاجين معرفته عنها
من المؤكد أنكِ لاحظتي ذات مرةٍ، بعض التفرعات العنكبوتية الصغيرة حمراء كانت أو أرجوانية على بشرة أحد كبار سن العائلة، وكأن بشرتهم أصبحت أكثر رقة، لنرى ما وراءها من أوردة وشعيرات، ولكن هل صادفتي مثل تلك الأوردة العنكبوتية على بشرة صغيرك أو على بشرة أحد أطفال العائلة؛ وأصبتِ بالذعر حينها؟ لا داعي للقلق؛ فسنتناول في مقال اليوم كل ما تحتاجين لمعرفته حول الأوردة العنكبوتية عند الأطفال.
ما هي الأوردة العنكبوتية عند الأطفال؟
الأوردة العنكبوتية عند الأطفال، أو ما يعرف أيضًا باسم توسع الشعيرات العنكبوتية “Spider Telangiectasia”. توجد في الطبقة العليا من الجلد، ويبلغ قطرها أقل من 1مم، وفي بعض الحالات يبلغ قطرها من ١مم إلى ٣مم.
عادة ما تظهر الأوردة العنكبوتية عند الأطفال أو عند البشر بشكل عام على شكل تفرعات شجيرية، أو على شكل شِباك تشبه شبكة العنكبوت؛ ومن هنا اكتسبت اسمها.
أماكن ظهور الأوردة العنكبوتية عند الأطفال
تظهر الأوردة العنكبوتية على الوجه، الرقبة، اليدين والساقين، ويمكن أن تظهر أيضًا على الجزء العلوي من الجذع.
وإن كان شائعًا ظهور تلك الأوردة العنكبوتية عند الأطفال في منطقة الوجه.
هل هناك فرق بين الدوالي والأوردة العنكبوتية؟
نعم، يوجد فرق كبير بين الدوالي والأوردة العنكبوتية، وإن كانتا تتشابهان في عدة أشكال.
إلا إنه من حيث المظهر، فنجد أن الدوالي تكون أكثر بروزًا وسمكًا فوق الجلد، على عكس الأوردة العنكبوتية والتي تكون أصغر حجمًا وأكثر سطحية، بالإضافة إلى عدم وجود بروزات ملحوظة.
كما أن الدوالي تتواجد بشكل أكثر شيوعًا على طول الساق، أما الأخرى فيكثر وجودها في الوجه، متخذة شكل تجمعات شبكية.
إلى جانب ذلك، يمكن أن تكون الدوالي مؤلمة جدًا وقد تؤدي إلى مشاكل صحية أكثر خطورة، بينما لا تؤذي هذه التفرعات العنكبوتية عادةً.
أسباب ظهور الأوردة العنكبوتية عند الأطفال
من المؤكد أن وجود هذا العارض في تاريخ العائلة هو أحد أسباب حدوثه، ومن الممكن أن يكون العامل الوراثي هو السبب الأول لظهور المشكلة، ولكن من المحتمل أيضًا أن يكون ذلك العارض مكتسبًا دون وجود دخل للعوامل الوراثية. وسنتناول فيما يلي بعض أسباب ظهور الأوردة العنكبوتية عند الأطفال:
- السمنة:
إذ تضع السمنة ضغطًا كبيرًا على الأوردة والأوعية الدموية؛ مما يتسبب في إضعاف وظيفتها الطبيعية،
والذي يشكل عاملًا لظهور المشكلة.
- الملابس الضيقة:
تلعب الملابس الضيقة نفس ذات المشكلة التي تقوم بها السمنة المفرطة؛ حيث تشكل أيضًا ضغطًا غير ضروريًا على الأوعية الدموية.
- تضرر الجلد والارتِطام:
إذ أنه من الشائع تعرض الأطفال للسقوط، والارتطام نتيجة لكثرة نشاطهم ولعبهم، وخاصة الأطفال حديثي المشي؛ فيتعرضون للسقوط بكثرة على وجوههم.
مما سيلعب دورًا في إتلاف الجلد والأوعية المحيطة؛ وبالتالي ظهور مشكلة الأوردة العنكبوتية عند الأطفال.
- التعرض لأشعة الشمس والحرارة:
من المعروف وجود العديد من الفوائد الصحية للشمس للأطفال، ولكن التعرض المفرط لتلك الأشعة ولفترات طويلة؛ يمكن أن يأتي بنتيجة عكسية، بسبب ما تحمله من أشعة ضارة فوق بنفسجية ومن الممكن أن يسبب ظهور الأوردة العنكبوتية عند الأطفال، خاصةً الأطفال دون الستة أشهر.
- التغيرات الموسمية ومشاكل المسالك الهوائية:
قد يكون لنزلات البرد المتكررة للأطفال، من زكام ومشكلات الجيوب الأنفية لفترات طويلة؛ أثر في تهيج الجلد وإضعاف الأوعية الدموية، والذي بدوره يؤدي أيضًا إلى تطور ظهور الأوردة العنكبوتية لديهم.
- استخدام الستيرويدات الموضعية:
استخدام الآباء للمَراهم التي تحتوي على الكورتيزون أو الكورتيكوستيرويد، فى حالات علاج بعض الأمراض الجلدية. منها الإكزيما وحكة الوجه أو المناطق المختلفة من الجسم.
لذا قد يؤدي الاستخدام المفرط للإستيرويد إلى ترقق الجلد أو تمدد الأوعية الدموية فى تلك المنطقة، مما يؤول لحدوث المشكلة الرئيسية.
طرق علاج الأوردة العنكبوتية عند الأطفال
نادرًا ما تشكل الأوردة العنكبوتية عند الأطفال خطرًا، وقد تحمل للأفراد مشاكل تجميلية ليس إلا.
ومع ذلك لا يمكن تجاهل إمكانية وجود خطورة لها، وتجاهل بكاء الطفل المتكرر أو شكوته من وجود ألم في المنطقة التي تحتوي على الأوردة العنكبوتية.
أو إذا لاحظتي تفاقم الوضع وحدوث نزيف أو بروز لتلك الأوردة، فيجب عليكِ التوجه فورًا للطبيب لعمل الفحوصات اللازمة.
والتأكد من عدم وجود مخاطر محتملة من تكوّن الدوالي لاحقًا، أو وجودها على عمق من الأوردة العنكبوتية بالفعل.
قد يتمثل العلاج في العيادات الطبية كالآتي:
- الجوارب الضاغطة أو الداعمة:
يساعد ارتداء الجوارب الضاغطة _في حالة وجود أوردة عنكبوتية بالساقين_ على الضغط على الأوردة أسفلها.
ويساعد هذا الضغط في تحسين تدفق الدم ومنع ظهور المزيد من الأوردة العنكبوتية
- العلاج بالتصليب (Sclerotherapy):
يتضمن العلاج بالتصليب حقن أحد المحاليل المهيجة في الوريد المصاب، مما يعمل على دفع الدم ليغيّر مساره من الأوردة المصابة إلى الأوردة أكثر صحة.
- العلاج بالليزر أو بالاستئصال الوريدي.
العلاجات المنزلية
هل يوجد علاجات منزلية يمكن للآباء اتباعها؛ لحل مشكلة الأوردة العنكبوتية عند الأطفال؟ وهل يوجد كريمات أو دهانات موضعية تقضي على المشكلة؟
قد يلجأ بعض الآباء إلى الأدوية والكريمات التي تستلزم وصفة طبية، لكنّ فاعليتها لم تثبت في الدراسات الطبية.
وإذا تفحصنا النظر نرى أن تلك الدِهانات تحتوي معظمها على فيتامين ك (تنظيم عملية تخثر الدم)، فيتامين ج (الذي يقوي جدران الشعيرات الدموية).
فمن الممكن أن نحصل على تلك الفيتامينات في صورتها الكاملة منزليًا من خلال بعض الأطعمة المنزلية التي تحتوي على هذه الفيتامينات.
فإذا أردتي أن تحصلي على فيتامين ك إليك بعض الأطعمة التي تحويه: فول الصويا، القرنبيط والخضروات الورقية (خاصةً اللفت، السبانخ والكرنب).
وكذلك يمكنكِ الحصول على فيتامين ج (فيتامين سي)، من الفواكه الحمضية المفيدة للأطفال، مثل: البرتقال والخوخ والفراولة، وكذلك من الفلفل والبروكلي.
لذا احرصي عزيزتي الأم على أن تشمل وجبات صِغارك على المزيد من هذه الخَضراوات والفواكه.
طرق الوقاية من ظهور الأوردة العنكبوتية عند الأطفال
أهم الأشياء التي يجب أن تحرصي عليها هي أن تتلاشى حدوث مسببات العارض التي أسلفنا ذكرها.
- الحرص على حماية الطفل من التعرض للأذى والسقوط.
- تجنب تعرض الطفل لأشعة الشمس الضارة باستخدام الملابس القطنية البيضاء للأطفال الأصغر سنًا، أو استخدام واقي الشمس قبل التعرض للشمس للأطفال الأكبر سنًا.
- من المهم جدًا الحفاظ على الوزن السليم والصحي للطفل حتى لا تتفاقم المشكلة ونَحد من ظهور الأوردة العنكبوتية عند الأطفال. أو نعمل على إنقاص وزن الطفل إن كان يعاني من الوزن الزائد.
ملحوظة: إنقاص الوزن لن يقضي تمامًا على مشكلة توسّع الشعيرات العنكبوتية، وإنما سيشكل عاملًا كبيرًا ومهمًا فى العلاج، كما يمنع تفاقم المشكلة وحدوث مضاعفات محتملة كالدوالي. - احرصي على تجنب ارتداء الصغار للملابس الضيقة لما لها من نفس التأثير المضر، كالسمنة تمامًا.
وأخيرًا يجب أن تعرفي أن الأوردة العنكبوتية عند الأطفال لا تسبب أي مشاكل صحية طويلة المدى لطفلك. ولذلك يقرر العديد من الآباء عدم معالجتها على الإطلاق، وحتى بعد العلاج، يمكن أن يظهر توسع الشعيرات العنكبوتي جديد في أي وقت، لذا لا داعي للقلق، وتوجهي للطبيب في حالةِ ما إذا تفاقمت الحالة.