أسباب الألم العضلي الليفي وأعراضه وعلاجه وهل يمكن الشفاء منه؟
هل تتساءل عن مرض الألم العضلي الليفي؟، هل تريد معرفة الأعراض والأسباب ومعرفة إن كان هناك علاج نهائي لهذا المرض أم لا؟، أو أنك تعاني بعض الأعراض وتود معرفة هل هذه الأعراض هي أعراض الألم العضلي الليفي أم لا؟؛ إليك هذه المقالة التي ستتناول تفاصيل كثيرة عن أسباب الألم العضلي الليفي، وعن جميع أعراضه بدقة وكذلك طريقة علاجها ومعرفة هل يمكن الشفاء التام من هذا المرض أم لا، كما ستتناول الفئات الأكثر عرضة للمرض والعوامل التي تحفز المرض، وتلك التي تزيد من حدة النوبات، كل ما عليك هو قراءة المقالة بتركيز لتفهم طبيعة هذا المرض وكيفية التعامل معه.
ما مرض الألم العضلي الليفي؟
هو مرض مزمن يعرف أيضًا باسم الفيبروميالجيا (Fibromyalgia) ويتسبب في حدوث آلام في جميع أنحاء الجسم، وتعب وإرهاق دائم، واضطرابات في النوم؛ مما يؤثر على طبيعة حياة المريض بشكل عام، ويكون لدى المصاب حساسية عالية للشعور بالألم.
أعراض الألم العضلي الليفي
تعد الأعراض الأساسية للمرض هي الشعور بالتعب الدائم والإرهاق، بالإضافة إلى إضطرابات النوم والحساسية للألم، كما توجد بعض الأعراض الأخرى مثل:
- آلام متفرقة في جميع أنحاء الجسم أو بعض الأماكن.
- ألم عند اللمس.
- تصلب العضلات والمفاصل.
- آلام الفك الصدغي.
- الصداع النصفي والصداع التوتري.
- تنميل أو وخز في الذراعين والساقين.
- آلام في الصدر والرأس والبطن وكذلك الظهر والأرداف، قد يصفها المريض بأنها آلام حارقة أو تشبه الوخز.
- إضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ والإمساك.
- حساسية تجاه الضوء والضوضاء والروائح ودرجة الحرارة.
- تشوش في التفكير والتركيز والذاكرة؛ يسمى (الضباب الليفي).
- اضطرابات المثانة وآلام الحوض.
أسباب الألم العضلي الليفي
في واقع الأمر أن السبب الحقيقي لمرض الألم العضلي الليفي غير معروف حتى الآن، لكن فحوصات تصوير الدماغ لأغلب المصابين أثبتت وجود تغيرات في مسارات نقل واستقبال الألم في المخ.
كما أثبتت الأبحاث وجود تغيرات في مستويات هورموني (السيروتونين) و(النور إبينيفرين) في الدماغ، ويرجع العلماء هذه التغيرات إلى عدة عوامل ربما تكون هي السبب في الإصابة بهذا المرض مثل:
- عوامل وراثية؛ حيث إن الفيبروميالجيا عادة يصيب أكثر من شخص في العائلة الواحدة، إلا أن الجين المسؤول عن هذا المرض غير معروف حتى الآن.
- عوامل بيئية (غير وراثية)؛ كالتعرض لحادث أو ضغط نفسي شديد أو أحد الأمراض المسببة للألم مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
- بعض الأمراض النفسية؛ كالقلق والاكتئاب.
الفئات المعرضة للإصابة بمرض الألم العضلي الليفي
- يمكن أن يصيب مرض الألم العضلي الليفي جميع الأشخاص إلا أن النساء أكثر عرضة للإصابة عن الرجال.
- قد تحدث الإصابة في أي مرحلة عمرية، لكن أعراض المرض تبدأ غالبا بين سن ٢٥ و٥٥ عامًا.
- تزداد فرصة الإصابة بالمرض لدى الأشخاص الذين لديهم أمراضًا تسبب لهم آلامًا مستمرة، حيث أن ذلك يؤثر على نواقل ومستقبلات الألم فيصبح المصاب أكثر حساسية للألم عن غيره، ومن هذه الأمراض:
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
- التهاب القولون التقرحي.
- مرض الذئبة الحمراء.
- التهاب الفقرات التصلبي.
- آلام الظهر المزمنة.
- القلق والاكتئاب.
ما محفزات الألم العضلي الليفي؟
هناك بعض العوامل التي من الممكن أن تحفز الإصابة بالفيبروميالجيا، وتختلف تلك العوامل من شخص لآخر، مثل:
- الضغوط النفسية.
- تغير الروتين اليومي.
- تغيير النظام الغذائي أو عدم الحصول على غذاء صحي متوازن.
- الاختلال الهرموني بالجسم.
- عدم الحصول على قسط كاف من النوم.
- تغيرات الطقس ودرجات الحرارة.
- الإصابة ببعض الأمراض وتناول علاجات دوائية.
تشخيص الألم العضلي الليفي
- لا يوجد تحليل خاص لتشخيص مرض الفيبروميالجيا؛ لكن الأطباء يشخصون المرض بمقارنة الأعراض واستخدام طريقة الاستبعاد (differential diagnosis) ومناقشة الأعراض مع المريض.
- قد يطلب الطبيب بعض التحاليل الطبية لاستبعاد بعض الأمراض التي تسبب التعب العام، وقد تتداخل مع تشخيص الألم العضلي الليفي مثل الأنيميا واختلال الغدة الدرقية.
علاج الألم العضلي الليفي
حتى الآن لا يوجد دواء واحد لعلاج الألم العضلي الليفي، لكن العلاج يكون عن طريق التعامل مع أعراض المرض بحسب ظهورها وشدتها، كما يختلف العلاج من مريض لآخر، وتشمل خطة العلاج برنامجًا مكونًا من الآتي:
- العلاج الدوائي.
- العلاج النفسي.
- ممارسة بعض التمارين الرياضية لتقوية العضلات وتحسين العظام، وكذلك أيضًا بعض تمارين الاسترخاء العضلي.
العلاج الدوائي
تستخدم بعض مضادات الاكتئاب لعلاج الألم المزمن الذي يسببه الفيبروميالجيا، والتي تعمل أيضًا على تحسين الحالة المزاجية للمريض، وتساعد كذلك على تحسين نومه، مما ينتج عنه تحسن في حياته اليومية بشكل عام.
توجد أنواع كثيرة من مضادات الاكتئاب، لكن بعضًا منها فقط يستخدم في علاج الفيبروميالجيا، مثل:
- سيتالوبرام (citalopram).
- أميتريبتيلين (amitriptyline).
- دولوكستين (duloxetine).
- فلوكستين (بروزاك) ((fluoxetine (prozac).
- باروكسيتين (paroxetine).
- سيرترالين (sertraline).
ويناقش الطبيب مزايا وعيوب كل دواء مع المريض للوصول للدواء المناسب له.
العلاج النفسي
فيما يخص علاج الفيبروميالجيا؛ يوجد نوعان من العلاج النفسي يمكنهما التحسين من جودة حياة المريض، وهما:
- التقبل والالتزام (ACT): يختص بتعليم المريض تقبل المرض لأنه خارج عن إرادته، مع الالتزام بإجراء تغييرات من شأنها تحسين جودة حياته.
- العلاج المعرفي السلوكي(CBT): هو علاج بالكلام يتعلم فيه المريض تغيير طريقة تفكيره والتحكم في مشاعره وكذلك إدارة الضغوط.
ويسهم العلاج النفسي أيضًا في تحسين جودة نوم المريض، والسيطرة على الألم مما ينتج عنه تحسن كبير في حياته بشكل عام.
التمارين الرياضية
النشاط البدني من الأمور الأساسية في علاج الفيبروميالجيا، حيث يساهم في علاج الألم والتقليل من حدته، فمن الضروري أن يخضع المريض لبرنامج رياضي صحي تحت إشراف طبي، ويكون ضمن قدرات المريض وقابلًا للإستمرارية.
تعمل ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة على استرخاء العضلات وتقويتها وتحسين جودة العظام، مما يعمل على تقليل الآلام الناتجة عن الفيبروميالجيا.
علاج الفيبروميالجيا عن طريق الإبر الصينية (Acupuncture)
يستخدم الوخز بالإبر في علاج هذا المرض حيث ثبت أنه يقلل الألم ويحسن من الحالة الصحية للمريض، لكن فاعليته تستمر لثلاثة أشهر فقط، ولم يسجل أن له فاعلية في علاج الألم على المدى الطويل .
هل يمكن الشفاء التام من الألم العضلي الليفي؟
لا يمكن الجزم بذلك لأن سبب المرض غير معروف حتى الآن، لكن يمكن علاج الأعراض واتباع نمط حياة صحي للتقليل من الألم وتحسين جودة الحياة، وإليك بعض النصائح للتغلب على الألم فيما يلي:
- اتباع نمط غذائي متوازن وصحي.
- الحفاظ على ممارسة الرياضة بانتظام.
- تحسين جودة النوم باتباع نظام يومي يساعد على نوم أفضل، مثل التقليل من تناول الكافيين والمنبهات، والذهاب للسرير في موعد محدد كل ليلة، وممارسة تمارين الاسترخاء قبل النوم، والنوم في غرفة مظلمة هادئة وباردة .
- التوقف عن التفكير الزائد والتغلب على الضغوط.
في الختام تحدثنا في هذه المقالة عن مرض الألم العضلي الليفي، حيث تناولنا تعريف المرض وأعراضه وناقشنا أسبابه وكذلك العلاجات الممكنة، كما تناولنا بعض النصائح التي من شأنها مساعدة المريض على تقليل الألم وتحسين جودة حياته، وللحصول على رعاية طبية متخصصة عليك مراجعة طبيبك.