الآباء النرجسيين .. تأثير الأباء النرجسية على أبنائهم

هناك دراسات تشير إلى أن جميعنا نولد نرجسيين إلي مرحلة عمرية معينة ثم نصبح طبيعيين.عادة ما يرغب الأباء أن يكون أبنائهم أفضل منهم عدا النرجسيين منهم، يشعرون بالغيرة منهم، إن علاقة الطفل بوالديه علاقة وطيدة.
تتطلب التربية الجيدة التعاطف والرحمة والاستعداد لجعل بعض احتياجاتك ثانوية – بشكل أساسي، العديد من السمات التي لن تجدها في الشخص النرجسي.
لذلك إذا كان أحد الأبوين مصاب باضطراب الشخصية النرجسية يكون تأثير ذلك سلبي على الطفل، سنتعرف في هذا المقال على الآباء النرجسيين 

صفات الآباء النرجسيين

للآباء النرجسيين صفات تؤثر بالطبع فيمن حولهم، وعلى رأس المتأثرين بالطبع هم الأبناء، ومن صفات هؤلاء الآباء:

  • يرون طفلهم كمصدر للتحقق: غالبًا ما يتباهى النرجسيون بأطفالهم بصوت عالٍ عندما يحصلون على الدور الكبير في المسرحية المدرسية. قد تراهم يتفاخرون بهم باستمرار عبر الإنترنت، أو يتحدثون عن جمال أو موهبة أطفالهم في المحادثة.
  • يضعون دائما احتياجاتهم الخاصة أولا:على سبيل المثال إذا كان الوالد يحب الإبحار، فيجب على أطفاله الإبحار في نهاية كل أسبوع. أو إذا كان الوالد لديه مباراة لفريق يشجعه، فلن يفوتها أبدًا، حتى في حدث مهم مثل حفل تخرج أحد أبنائه.
  • لديهم حدود ضعيفة: يمكن أن يكون الآباء النرجسيون متطفلين تمامًا، قد يطرحون أسئلة استكشافية أو ينتقدون طفلهم بطريقة تبدو تطفلية أيضًا، مثل التعليق على الوزن أو المظهر أو الصفات الأخرى التي تجعل الطفل يشعر بالوعي الذاتي.
  • يلقون اللوم على أطفالهم: يحتاج النرجسيون إلى الشعور بالكمال، لذلك يتهربون من المسؤوليات عن أخطائهم ويلومون أطفالهم. يمكن أن يكونوا قاسين عندما يشعرون بالانتقاد، وغالبًا ما تكون تعليقاتهم لاذعة. قد يكون الامتناع الشائع عن الوالدين النرجسيين شيئًا مثل: “إنني متعب جدًا من خطأك”، أو “كان بإمكاني أن أحظى بمهنة رائعة لو لم أكن مضطرًا للتعامل معك”.
  • يهمشون الاطفال ويهمشون أفعالهم، لا يشجعون الأطفال على أي عمل يقومون به.
  • لا يتعاطف مع الأبناء لكن يطلب منهم أن يتعاطفون معه، ويتوقعون أن يكون الطفل هو مقدم الرعاية.
  • في سن مبكرة نسبيًا، الرسالة من الوالد النرجسي هي أن طفلهم يجب أن يعتني بهم.
  • يمتد هذا غالبًا إلى مرحلة البلوغ، حيث يمكن أن يكون الوالد النرجسي متلاعبًا تمامًا. قد يكون الكلام الشائع، “لقد أطعمتك وكسوتك، لذلك أنت مدين لي الآن.” يتوقع العديد من النرجسيين أن يقدم أطفالهم الرعاية والدعم في وقت لاحق في الحياة.
  • عنف جسدي مثل الضرب.
  • عنف لفظي مثل السب بألفاظ مسيئة وأحيانًا بذيئة.
  • عنف عاطفي حيث يحرم الطفل من عطف وحنان الأب.
  • قد يصل الأمر إلي حد الغيرة من أبنائه.
  • عزل البنات ومنع زواجهن لأنه يعتبرهن مِلكه.
  • جعلك تشعر بالسوء لعدم فعل ما يريد على الفور.
  • جعلك تشعر بالذنب من خلال التباهي بما فعلوه من أجلك.
  • يكون قاسياً ولا يرحم، ويفعل أي شيء ليكون في المقدمة.
  • يجعلك تشعر بالقلق ويقلل من ثقتك في كثير من الأحيان.
  • التغيب عن أحداث حياتك.
  • جعلك تنخرط في رياضة أو أنشطة أخرى رغم عدم رغبتك.
  • عدم توفير الدفء والرعاية العاطفية في العلاقة.
  • استخدامك لتحقيق مكاسب شخصية.
  • الشعور بالضيق والانزعاج عند الحاجة إلى الوقت والاهتمام.
  • اختلاق أعذار سيئة لتقييد الوقت معًا.
  • إظهار تغيرات مزاجية مفاجئة وغضب متقلب.

تأثير الأباء النرجسية على أبنائهم

  • فقد الثقة في هذا الجنس الآخر.
  • فقد الثقة في الناس عمومًا.
  • فقد الثقة بالنفس بل يصل الأمر للإكتئاب.
  • التردد: يخشى الأطفال البالغون لأبوين نرجسيين أن يؤذوا شخصًا آخر باختيارهم القيام بما هو مناسب لهم. لقد تم “تدريبهم” على مراعاة احتياجات والديهم أولاً وقبل كل شيء، وبالتالي يصعب عليهم مراعاة احتياجاتهم الخاصة دون الشعور بالأنانية للقيام بذلك. يمكن أن يؤدي هذا التردد والشعور بالذنب إلى الشلل.
  • عدم التركيز على احتياجاتهم الخاصة: نظرًا لأن الوالد يعيش بشكل غير مباشر من خلال طفله، يتم تجاهل أهداف الطفل. يتعلم الطفل أن أهدافه واحتياجاته ليست مهمة. ينصب تركيزهم على إرضاء الوالدين ليظلوا في علاقة طيبة. قد يؤدي هذا إلى القلق لأن الطفل يسعى إلى أن يكون الطفل المثالي، وأن يرقى إلى مستوى الرغبات غير الواقعية للنرجسيين.
  • قد يحدث الاكتئاب نتيجة عدم تلبية الطفل لتوقعات الوالدين.
  • اللوم الذاتي المزمن: سواء أكان الوالد يسيء معاملة الطفل بشكل علني أم لا، فعادة ما يكونون غير متوفرين عاطفياً ويكونون منشغلين للغاية بأنفسهم ومخاوفهم الخاصة عن سماع ألم طفلهم. ومن أجل محاولة الحفاظ على وحدة الأسرة، يتجنب الطفل إلقاء اللوم على والديه وبدلاً من ذلك يحمل كل اللوم على نفسه.
    يمكن أن يستمر هذا حتى مرحلة البلوغ، حيث يستمر الطفل البالغ في إلقاء اللوم على الأشياء التي لا تقع على عاتقه دائمًا. يصبحون كبش فداء في كثير من المواقف من أجل الحفاظ على السلام.
  • التركيز المستمر على سعادة الآخرين: الأطفال الذين يكبرون مع والد نرجسي ينظمون حياتهم كلها وشخصيتهم حول سعادة والديهم، ثم يكبرون وينظمون حياتهم حول سعادة الآخرين، يعمل العديد منهم في مهنة المساعدة.
  • سلوك الوالدين غير متوقع، إنهم غير متأكدين مما سيرضي الوالدين، مما يتسبب في شعورهم بالتوتر. سيشعر الطفل بالمسؤولية عن سعادة الوالدين. سوف يتعلمون أيضًا أن لطف والديهم يأتي مع ظروف تجعل الطفل يشعر بأنه مدين للوالد.

أسباب الإصابة بهذا الاضطراب

  • وراثة من أحد الأبوين.
  • خلل هرموني معين.
  • عوامل نفسية.
  • عوامل تربوية مثل person praise.

ماذا تفعل إذا كنت ابنًا لآباء نرجسيين؟

يمكن أن تؤدي تربيتك على يد شخص نرجسي إلى خسائر فادحة في صحتك العقلية. في الأماكن العامة، يُنظر إلى هؤلاء الآباء على أنهم مثاليون ومحبون. لكنهم وراء الأبواب المغلقة يغضبون ويصرخون وينتقدون. سيتحكم الوالد في حياة الطفل باعتباره ملكًا له، وينظر إلى الطفل على أنه امتداد للوالد.

ونصيحتنا لأبناء هؤلاء الآباء بالآتي:

  • طلب الإرشاد من متخصص.
  • الاهتمام بالنفس و تطوير الذات: من المهم أن تدرك قيمتك الذاتية على الرغم من الإهانات من والدك النرجسي. سيساعدك العثور على الأنشطة التي تزيد من مهاراتك وقدراتك على تعزيز ثقتك بنفسك.
  • الابتعاد عن الأهل قدر المستطاع: غالبًا ما يختبر الوالد النرجسي حدودك ويتجاوزها لمجرد إثبات قدرته على ذلك. قد يحضرون إلى منزلك دون دعوة، أو يخالفون قواعد الأسرة لإثارة غضبك، أو يلعبون ألعابهم المفضلة مع أطفالك. يجب أن تضع حدودًا صارمة وتفرض العواقب عند تجاوزها.قد تشعر حينها وكأنك تؤدب طفلًا، لكن كن حازمًا وواضحًا فيما يتعلق بالسبب الذي يجعلك تفعل ذلك. قد تحتاج حتى إلى منحهم مهلة عن طريق مطالبتهم بالمغادرة إذا لم يتبعوا القواعد.
  • أخذ في الاعتبار أنهم ليسوا مرجعيتك.
  • قلل توقعات منهم.

عزيزي القارئ، كونك ابن لآباء نرجسيين لهو أمر مرهق حقا، ولكنهما والداك على أي حال ولا يمكنك التملص من هذه الحقيقة أو تغييرها، فقط عليك أن تعي أبعاد شخصية الوالد النرجسي كي تتجنب تأثيراتها على حياتك، وأن تضع حدودا صارمة لخصوصيتك لا تسمح له باقتحامها، وأن تحاول دوما أن تكون لك حياتك المستقلة والبعيدة تماما عن مجال سيطرته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى