اكتئاب ما قبل الدورة الشهرية | الأعراض وطرق الوقاية والعلاج

الضيف الثقيل الذي تبغضه كل امرأة مقبله على دورتها الشهرية، فما يقرب من 90% من النساء مررن به ولو لمرة واحدة على الأقل في حياتهم، ومع ذلك تستقبله بعضهن بالتجاهل وأخريات يخجلن من الحديث عنه، إنه اكتئاب ما قبل الدورة الشهرية.

في هذا المقال سنجيب على كل أسئلتكِ عن هذا النوع من الاكتئاب بدءًا من أسبابه، وأعراضه، وكيفية تجنبه، وعلاجه.

ما هو اكتئاب ما قبل الدورة الشهرية؟

هو حالة مزاجية تصيب السيدات قبل بدء دورتهن بأسبوع أو اثنين، قد يكون خفيف تستطيع أن تتعايش معه المرأة أو شديد يؤثر على علاقتها العاطفية، وقد يصل بها إلى أفكار انتحارية في بعض الحالات.

يختلف تأثير اكتئاب ما قبل الدورة الشهرية وشدته عليكِ باختلاف مسبباته، التي ينتج عنها اضطراب بمستويات الهرمونات في الجسم، ونخص بالذكر هرمون السيروتونين (Serotonin)، هذا الهرمون هو أحد الناقلات العصبية بالدماغ وله تأثير كبير على حالتكِ المزاجية، حيث تتأثر عملية إنتاجه بمستويات هرموني:

  • الإستروجين (Estrogen).
  • البروجسترون (Progesterone).

حيث تضطرب مستويات كل من الهرمونين تبعا للوقت من الدورة الشهرية، فيرتفع هرمون الإستروجين قبل حدوث التبويض وينخفض البروجسترون، ويحدث العكس بعد حدوث الإباضة، وينخفض كليهما قبيل الدورة الشهرية مما يعد سببا رئيسا لأعراض اكتئاب ما قبل الدورة الشهرية.

أسباب اكتئاب ما قبل الدورة الشهرية

تتعدد أسباب هذا الاكتئاب من امرأة لأخرى، لكنها تنحصر في سببين أكثر شمولية، وهما:

  1. متلازمة ما قبل الحيض (PMS):

وهي مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية تصيب السيدات قبل بدء دورتهن بأسبوع أو أكثر

 تختلف هذه المتلازمة في شدتها من امرأة لأخري، لكنها أقل حدة وأكثر شيوعًا في أعراضها عن الاضطراب الذي سنذكره لاحقًا لها، حيث تختبرها ثلاث سيدات من أصل أربعة، ولا تتسبب في مشاكل خطيرة، وتنقسم الأعراض إلى:

نفسية، كالآتي:

  • الاكتئاب.
  • القلق والتوتر.
  • نوبات البكاء.
  • التقلبات المزاجية والعصبية، كالغضب دون مبرر.
  • الأرق.
  • الميل للعُزلة الاجتماعية.
  • تقلبات الشهية ما بين الجوع الشديد والإضراب عن الطعام.
  • قلة الرغبة الجنسية.

جسدية، مثل:

  • آلام الثدي.
  • انتفاخ البطن.
  • الصداع.
  • آلام العضلات والمفاصل.
  • زيادة الوزن الناتجة عن احتباس السوائل بالجسم.
  • ظهور البثور.
  • الإسهال أو الإمساك.
  • الإرهاق.
  1. اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي (PMDD):

وهو اضطراب مزعج سابق للحيض، ويمكننا اعتباره النسخة المزمنة من متلازمة ما قبل الحيض؛ لأنه مماثل للمتلازمة في أعراضه، لكنه أشد وأكثر خطورة من الناحية النفسية، لذلك فإن أقل ما ينتج عنه هو اكتئاب ما قبل الدورة الشهرية، هذا إن اقتصرت الأعراض على الاكتئاب فقط، فهو مجهول السبب حتى الآن، لكنه يرجع إلى اضطراب في هرمونات الجسم على الأرجح، وتتمثل أعراضه في الآتي:

  • الاكتئاب الشديد والأفكار الانتحارية.
  • الانفعال الشديد ونوبات الهلع.
  • اليأس وفقدان الشغف.
  • فقدان الطاقة والإرهاق الشديد.
  • الشعور بعدم التحكم في أفعالكِ وفقدان السيطرة عليها.

 هذا الاضطراب نادر ولا يصيب سوى 5% فقط من السيدات اللواتي في سن الخصوبة. لذلك أنتِ على على الأرجح من أصحاب المتلازمة السابقة للحيض وهذا طبيعي للغاية، فهي تصيب حوالي 75% من النساء ولا تشكل أي خطورة.

كيف تعرفين أنكِ مصابة باكتئاب ما قبل الدورة الشهرية؟

هناك أعراض طبيعية ستشعرين بها، فوجودها لا يسبب أي مشاكل ولا يدعو للقلق، وهي سرعان ما ستزول بعد الدورة بأيام معدودة، وتلك الأعراض كالآتي:

  • الحزن.
  • بعض الضيق.
  • الإرهاق.
  • الغضب.
  • الميل للبكاء.
  • شرود الذهن.
  • النسيان.
  • اضطراب النوم بين الكثرة و القلة.
  • فقدان الرغبة الجنسية.
  • اضطراب الشهية.

وبذلك يمكنكِ استخدام هذه الأعراض كتشخيص مبدئي لتعرضك لاكتئاب ما قبل الدورة الشهرية، واستخدامها كعلامات واضحة أيضًا لاقتراب دورتك الشهرية، ومع ذلك هناك بعض الطرق الفعالة لعلاج هذا الاكتئاب والتقليل من آثاره السلبية عليكِ.

علاج اكتئاب ما قبل الدورة الشهرية بالنظام الغذائي

لا توجد وصفة سحرية للتخلص من اكتئاب ما قبل الدورة الشهرية، ولكن ننصحكِ باتباع هذه التعليمات في نظامك الغذائي، ليس للتقليل من حدته فقط، وإنما لتقليل آلام الدورة للمتزوجة أو العزباء أيضًا، وتتضمن الآتي:

  1. تعديل النظام الغذائي، ويكون كالآتي:
    • الاعتدال في تناول الأطعمة الغنية بالأملاح أو السكريات أو الدهون.
    • تجنبي المشروبات الغنية بالكافيين، كالشاي والقهوة ومشتقاتها.
    • إيقاف التدخين بجميع أنواعه.
    • تغذِي على الأطعمة الغنية بالكالسيوم (Calcium)، مثل:
      • اللبن ومشتقاته كالزبادي والجبن واللبن الرائب.
      • الفاصولياء والعدس.
      • اللوز والتين.
      • البرتقال وحبوب السيريال المُعززة (cereal).
    • تناولي الأطعمة الوفيرة بمضادات الأكسدة، وتجدينها في:
      • التوت بنوعيه، الأزرق و الأسود.
      • الفراولة والكرز.
      • الشيكولاتة السوداء.
      • الخضراوات الورقية، وهي ذات فائدة مزدوجة، فهي غنية بالألياف ومضادات الأكسدة أيضًا.
    • الحرص على تناول فيتامين (B-6)، وهو موجود في:
      • الجزر، حيث تعادل فائدة جزرة متوسطة الحجم كوبًا من اللبن.
      • الدواجن وبالأخص الكبد، والديك الرومي واللحم البقري.
      • الأطعمة البحرية كالسلمون والتونة.
      • الفواكه كالموز والأفوكادو.
  2. العلاج بالأعشاب، مثل:
    • الزنجبيل، يُستخدم لتنزيل الدورة الشهرية أيضًا.
    • الكركم، له مفعول مضاد للالتهاب.
    • زيت الجينكو (ginko).
    • الشاي بالنعناع.
    • فول الصويا.
    • زيت زهرة الربيع المسائية (Evening Primrose Oil).
    • بلسم الليمون.

كيف تتعاملين مع الاكتئاب في حياتك اليومية؟

قد يكون تغيير بسيط في روتينكِ اليومي له أثر كبير، وذو نتائج فارقة في التخلص من الاكتئاب، إليكِ بعض الأمثلة:

  • ممارسة رياضة المشي غالبية أيام الأسبوع، لمدة 30 دقيقة على الأقل يقلل من أعراض الاكتئاب وضعف التركيز.
  • تنظيم مواعيد النوم والمحافظة على أوقات ثابتة له، قد يكون نقطة فارقة في تحسن حالتكِ المزاجية؛ حيث أن النوم لمدة 7 ساعات على الأقل يحافظ على مستويات الهرمونات في وضعها الطبيعي بالجسم.
  • الابتعاد عن الضغوط قدر المستطاع، فممارسة رياضات مثل اليوجا والتنفس العميق والتأمل يساعد على تخفيف الضغط والتفكير الزائد، وهو ما ينعكس بالإيجاب على نومكِ وحالتكِ المزاجية أيضًا.

متي نلجأ إلى مضادات الاكتئاب؟

إذا ظل اكتئاب ما قبل الدورة الشهرية مستمر دون تحسن بعد تجربة كل الطرق التي ذكرناها سابقًا، فربما بعض مضادات الاكتئاب قد تجدي نفعًا؛ حيث أقرتها منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) وأثبتت فاعليتها في تحسين الحالة المزاجية لدي السيدات خلال دورتهن، مثل دواء:

  • سيرتالين (Sertraline).
  • فلوكسيتين (Fluoxetine).
  • باروكسيتين (Paroxetine).
  • سيتالوبرام (citalopram).

ويجب التنويه أن أخذ هذه الأدوية لا يكون إلا تحت إشراف طبي، أي مقتصر على وصف الطبيب فقط.

حبوب منع الحمل واكتئاب ما قبل الدورة الشهرية

أثبتت هذه الأدوية فاعليتها مع بعض النساء في تخفيف أعراض اكتئاب ما قبل الدورة الشهرية، حيث أن بعض أنواعها تمنع حدوث التبويض، وبذلك تتوقف التقلبات الهرمونية الناتجة عنه، فتتحسن الحالة النفسية لديهن، ولكن البعض الآخر اختبروا نتائج عكسية، حيث زادت حدة الأعراض لديهن، وتدهورت بشكل أسوأ.

ويرجع السبب على الأرجح للطريقة الخاطئة في أخذ هذه الأدوية، الذي قد يكون أحد أسباب تأخر الدورة الشهرية عند بعض السيدات واضطراب مواعيدها، لذلك لا تأخذي هذه الأدوية إلا تحت إشراف الطبيب.

المضاعفات

عادةً لا يكون لاكتئاب ما قبل الدورة الشهرية أي مضاعفات وتستطيعين التعايش معه دون مضايقة، ولكن كما ذكرنا سابقًا قد يتطور إلى اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي، في حالات نادرة جدًا، وحينها سيكون للاكتئاب تأثير سلبي كبير على حياتكِ اليومية وعلاقتكِ العاطفية أيضًا، فلا تهوني من المشكلة وسارعي في رؤية طبيبكِ.

هل يمكن أن يستمر الاكتئاب لما بعد الدورة الشهرية؟

يزول اكتئاب ما قبل الدورة الشهرية وباقي الأعراض المصاحبة في خلال 4 أيام بعد بدء الدورة عند غالبية النساء، لكن هناك قلة من النساء يشتكين من تقلبات مزاجية مثل الحزن والقلق بعد انتهاء دورتهن، ويرجع ذلك إلى اضطراب مستوي الهرمونات في الجسم، لكن سرعان ما تزول هذه الأعراض بعد تطبيق نفس طرق علاج اكتئاب ما قبل الدورة.

وفي النهاية، تذكري سيدتي أن اكتئاب ما قبل الدورة الشهرية أو ما بعدها ليس بالشيء الهين أو الذي تخجلين منه. هي أوقات ستمر كما مرت التي سبقتها، لكن الخجل الحقيقي هو تهوين ما تمرين به والتقليل من شأنه، لذلك رجاءًا إذا تضخمت الأعراض أو أحسستِ باختلاف كبير عن الوضع الطبيعي، لا تتردي في زيارة طبيبك أويمكنكِ ترك تعليق إذا شعرتي بالقلق.

المصدر
healthlineclevelandclinichealthlinemayoclinicwomenshealth

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى