اضطراب طيف التوحد | الأعراض والأسباب والعلاج

اضطراب طيف التوحد هو مصطلح يستخدم لوصف مجموعة من عيوب التواصل الاجتماعي التي تظهر فى وقت مبكر والسلوكيات الحسية والحركية المتكررة والمرتبطة بمكون وراثي قوى بالاضافة إلى أسباب أخرى.

اضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum Disorder) هو حالة نمو عصبي معقدة يتميز بالاختلافات في المهارات الاجتماعية والتواصل والسلوك. يشير مصطلح “الطيف” إلى مجموعة واسعة من الخصائص والقدرات التي يمتلكها مختلف الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد. لا يتأثر طفلان من التوحد بنفس الشدة، كل طفل يعاني بشكل مختلف ويحتاج دعم يختلف عن غيره.على الرغم من التحديات التي يواجهها المصابون بالتوحد إلا أنه يمكن للأطفال والمراهقين المصابين بالتوحد تحقيق تطور كبير والعيش حياة مُرضية. ولا تزال هناك حاجة إلى عمل كبير ليتضح كيف ومتى يمكن أن تكون العلاجات السلوكية والطبية فعالة، ولأى من الأطفال والمراهقين.

علامات وأعراض اضطراب طيف التوحد

تبدأ الأعراض قبل سن 3 سنوات وقد تظهر منذ الأشهر 12 الأولى فى حياة الطفل ويمكن أن تستمر طوال حياة الشخص.

يعاني الأشخاص المصابون بالتوحد من مشاكل وقصور واضح فى التواصل و التفاعل الاجتماعي. يظهر لديهم سلوكيات أو اهتمامات مقيدة أو متكررة. قد يكون لدى الأفراد المصابين بالتوحد طرق مختلفة للتعلم أو الحركة أو الانتباه. قد يواجهون صعوبات في النوم و مشكلات حسية مثل ضعف التواصل البصري وعدم الاستجابة لأسمائهم، وانتقائية فى تناول الطعام فقد يميلون الى نوع أو نوعين فقط من الطعام، قد يتطور الأطفال بشكل طبيعى فى الشهور الأولى من حياتهم وفجأه يصبحون منعزلين أو عدوانين أو يفقدون المهارات اللغوية التي اكتسبوها من قبل بالفعل، وعادة ما تظهر هذه العلامات عند سن العامين، هذه الخواص قد تجعل الحياة صعبة للغاية. لن يعمل معظم الأشخاص المصابون بالتوحد بدوام كامل أو بشكل مستقل، بل يحتاجون تدخل مبكر ودعم من أسرهم.

السلوك المصاحب للاضطراب وأنماطه

يصاحب الطفل أو المراهق المصاب باضطراب طيف التوحد سلوكيات نمطية متكررة وقد تظهر عليه واحدة أو أكثر من السلوكيات التالية:

  • يظهر الطفل حركات تكرارية نمطية، الدوران حول النفس أو هز الأرجل أو رفرفة اليدين.
  • لديه نمطية شديدة فى تناول الأطعمة، فقد يفضل نوع واحد فقط دون تغييره ويرفض أطعمة ذات قوام معين.
  • يقوم بأنشطة قد تتسبب في إيذاء جسدي له، مثل خبط الرأس وعض أجزاء من الجسم.
  • يعاني من مشكلات حسية فى تناسق حركاته، فقد يبدو جسده مشدودا غير مرن أو يمشى على أطراف أصابعه أو يعانى من اضطرابات وأرق فى نومه.
  • يطور نشاطات معينة وطقوسًا خاصة به، ويزعجه أدنى تغيير فيها.
  • لا ينتبه إلى التقليد أو لعب الأدوار أو اللعب التخيلي.
  • لديه حساسية تجاه الأصوات والأضواء وبعض الملامس، وتختلف شدة الحساسية من طفل لآخر حسب شدة الاضطراب لديه.
  • لا يدرك المخاطر أو الاقتراب من الحرارة ولا يبالي الشعور بالألم.
  • يركز على نشاط معين بشكل ثابت دون الانتباه إلى المثيرات من حوله.
  • ينبهر بالتفاصيل الدقيقة لشئ معين، مثل جزء دقيق فى لعبة ما، ولكنه لا يفهم وظيفة هذا الجزء فى اللعبه

الأسباب وعوامل الخطر

ليس من المحتمل وجود سبب رئيسى واضح لاضطراب طيف التوحد، ولكن أشار الباحثون فى هذا الصدد أن جينات الشخص المصاب يمكن أن تعمل جنباً إلى جنب مع العوامل البيئية، ومن ثم تؤثر على النمو وتؤدى إلى اضطراب طيف التوحد. وهناك العديد من عوامل الخطر المحددة فى المنشورات البحثية وتشمل:

  • العوامل الوراثية.
  • العوامل البيئية.
  • عوامل ما قبل الولادة.
  • عوامل أثناء الحمل.
  • عوامل ما بعد الولادة.
  • الوالدين الأكبر سنًا.
  • التشوهات التشريحية العصبية.
  • وجود شقيق مصاب باضطراب طيف التوحد.
  • وجود اصابات وراثية معينة، مثل متلازمة داون أو متلازمة X الهش.

التواصل والتفاعل الاجتماعي لدى المصابين بالتوحد

قد يعانى الطفل أو المراهق المصاب بإضطراب طيف التوحد من مشاكل في التفاعل الاجتماعي والتواصل، بما في ذلك الآتى:

  • لديه تواصل ضعيف بالعين ويفتقر إلى تعبيرات الوجه.
  • يتأخر فى النطق أو لا يتكلم أو يفقد القدرة السابقة على نطق الكلمات و الجمل.
  • لا يستجيب عند سماع أسمه أو يبدو عليه أنه لا يسمع فى بعض الأحيان.
  • يقاوم اللمس والاحتضان، ويبدو أنه يفضل العزله والانسحاب واللعب بمفرده.
  • يتحدث بنبرة أو إيقاع غير طبيعي، ويستخدم كلمات نمطية غير مفهومة أو يتحدث مثل الانسان الالى.
  • يستخدم الكلمات والعبارات بشكل حرفي دون فهم معانيها.
  • لا يبدو عليه أنه يفهم الأسئلة أو التوجيهات البسيطة.
  • لا يستطيع التعبير عن مشاعره، ولا يبدو عليه الادراك لمشاعر الآخرين أيضا.
  • لا يشير إلى الأشياء ولا يهتم بجلبها ومشاركتها مع الآخرين.
  • لا يجيد التعامل بشكل لائق فى مختلف المواقف الاجتماعية.
  • ليه صعوبة في فهم الإشارات الغير لفظية، مثل تعابير وجه الآخرين و نبرة أصواتهم أو حركاتهم الجسدية.

تشخيص وعلاج اضطراب طيف التوحد

يتم تشخيص اضطراب طيف التوحد بعد ظهور قصور لدى الطفل فى التواصل والتفاعل الأجتماعى، أو وجود السلوك المقيد على أن تظهر القصور قبل سن 3 سنوات. ويتم التشخيص فى مرحلتين، المرحلة الأولى هي فحص مدى تطور ونمو الطفل مقارنًة بأقرانه العاديين. المرحلة الثانية تتضمن تقييم شامل من فريق متعدد التخصصات.

تهدف البرامج العلاجية لاضطراب طيف التوحد الحالية إلى تقليل الأعراض والقصور التي يواجهها الطفل في حياتِه اليومية. ويختلف تأثير الأعراض من حيث شدتها من طفل لآخر، مما يعنى أن المصابين بالتوحد لديهم نقاط قوة وتحديات عدة واحتياجات مختلفة. لهذا عادة ما تتطلب الخطط والبرامج العلاجية إشراك العديد من الاختصاصات لتلبية احتياجات كل طفل على حدة فى برنامج فردي خاص به يمكن تقديمه في التعليم والمنزل وداخل المجتمع. و من المهم التواصل المستمر بين القائمين على تأهيل الطفل وأسرته، ومتابعة ما يحرزه الطفل من تقدم للتأكد من أن أهداف الخطة العلاجية تلبي التوقعات.

مساعدة عائلات المصابين باضطراب طيف التوحد

تتأثر العائلة مع اكتشاف أن طفلها مصاب باضطراب طيف التوحد ويشكل هذا الكثير من الضغط على العائلة. فقد يحتاج الوالدين قضاء الكثير من الوقت فى مساعدة طفلهما. ويمكن أن يكون هذا مرهق للغاية. وقد لا يجد الآباء الوقت الكافي لبقية أفراد العائلة. الكثير من عائلات الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد يحتاجون إلى الدعم والمساعدة.

  • أطلب المساعدة من الأصدقاء والعائلة في أمور الحياة اليومية، فوجودهم قد يخفف عنك قليلًا.
  • استفد من الاستماع إلى قصص الآباء الآخرين، ويمكنك قراءة الكتب ومشاهدة مقاطع الفيديو عبر الأنترنت.
  • احصل على النصائح من الآباء الأخرين للأطفال المصابين بالتوحد و البالغين المصابين بالتوحد.
  • من الضروري حصول الآباء على فترات ولو قصيرة للراحة حتى يتمكنوا من مواصلة تقديم الدعم لأطفالهم.

عزيزي القارئ اضطراب طيف التوحد يعاني منه الكثير من الأطفال والمراهقين، ولكن النظرة المستقبلية لهم أصبحت أكثر إشراقا مما كانت عليه قبل 50 عامًا، العديد من الأشخاص الذين يعانون من طيف التوحد قادرون على التحدث والقراءة والعيش داخل المجتمع بدلا من المؤسسات. وسيكون البعض خاليا إلى حد كبير من أعراض الاضطراب عند مرحلة البلوغ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى