اضطراب شد خصل الشعر | الأعراض والأسباب وطرق العلاج
قد تصاب بعض السيدات باضطراب شد خصل الشعر أو ما يعرف أيضًا بهوس نتف الشعر، أو فوبيا نتف الشعر. فما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟ هذا ما سنتعرف عليه في المقال التالي.
ما هو اضطراب شد خصل الشعر؟
هو اضطراب نفسي، وهو أحد أنواع اضطراب التحكم في الاندفاع. حيث يتضمن رغبة ملحة، لا تقاوم في نتف الشعر من فروة الرأس، أو الحواجب، أو الرموش. بحيث لا يستطيع الشخص التوقف عن فعل ذلك الأمر رغم المحاولات المتكررة للتخلص من هذه العادة.
أنواع اضطراب شد خصل الشعر
هناك أنماط لنتف الشعر للمصابين بهذا الاضطراب منها:
- النتف القهري:
يقوم المريض بنتف الشعر للتخلص من الشعور بالضيق أو التوتر، حيث يمثل ذلك شعورًا قهريًا، واستجابة لرغبة ملحة لنتف الشعر. حيث يقوم المريض بالبحث عن الشعرة المختلفة أو المجعدة، ولا يستطيع مقاومة الرغبة في نزعها.
- النتف التلقائي:
قد يكون سلوك النتف سلوكًا تلقائيًا يفعله المريض دون إدراك منه، وذلك خلال انشغاله وانهماكه بالتركيز في أي عمل آخر كمشاهدة التلفاز، أو تصفح الإنترنت، أو المذاكرة. فيقوم المريض/المريضة بنتف الشعر دون وعي منه، أي أنه يعتبر سلوكًا غير اختياري بالمقارنة بالنتف القهري، الذي يعد سلوكًا اختياريًا يفعله المريض بوعي وإدراك. حيث يتضمن رغبة ملحة لنتف الشعر للتخلص من الشعور بالضيق، أو التوتر، أو الملل.
وقد يقوم المريض/المريضة بفعل النوعين معًا طبقًا للحالة المزاجية، والمشاعر التي تسيطر عليه. خاصةً مشاعر الضيق، أو الوحدة، أو القلق، أو الضغط، أو الملل.
المراحل العمرية لظهور اضطراب نتف الشعر
قد تظهر أعراض هذا الاضطراب في مرحلتين مختلفتين من العمر.
- مرحلة الطفولة: حيث تظهر الأعراض من سن الثانية إلى السادسة، ولكن غالبًا ما تزول الأعراض تلقائيًا دون علاج.
- مرحلة المراهقة: تظهر الأعراض من سن العاشرة إلى الثالثة عشر، وهو ما يحتاج إلى علاج حاسم؛ نظرًا لما يميز هذه المرحلة العمرية من اضطرابات نفسية وتغيرات جسدية وهرمونية قد تؤدي إلى تفاقم ظهور هذا الاضطراب.
أسباب اضطراب شد خصل الشعر
لا توجد أسباب معروفة لحدوث ذلك الاضطراب، ولكن من المرجح أن تلعب العوامل الوراثية والبيئية دورًا في الإصابة بذلك الاضطراب.
وقد يكون مرتبطًا بتغيرات في مسارات الدماغ التي تتحكم في كيفية إدارة المشاعر، والتحكم في الدوافع، وصنع العادات.
عوامل الخطورة
قد تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة باضطراب شد خصل الشعر منها:
- العمر:
عادة ما يظهر هوس نتف الشعر في مرحلة مبكرة من سن المراهقة نتيجةً لما يميز هذه الفترة من تغيرات نفسية وهرمونية وجسدية؛ مما يجعل المراهقين أكثر عرضة للإصابة باضطراب نتف الشعر.
- العوامل الوراثية:
قد يحدث اضطراب شد خصل الشعر للأشخاص الذين لديهم أقارب يعانون من هذه الأعراض.
- الإصابة باضطرابات عقلية:
قد يعاني المصاب باضطراب هوس نتف الشعر من اضطرابات نفسية أخرى مثل: اضطراب الوسواس القهري (OCD)، أو الاكتئاب، أو اضطرابات القلق.
أعراض اضطراب شد خصل الشعر
قد يعاني الأشخاص المصابون باضطراب شد خصل الشعر من أعراض منها:
- النتف المتكرر للشعر مما يؤدي إلى تساقط الشعر.
- الشعور بالتوتر قبل نتف الشعر أو أثناء محاولة مقاومة الرغبة في النتف.
- الشعور بالارتياح بعد النتف.
- ظهور الصلع في فروة الرأس أو فقدان الشعر في أماكن أخرى من الجسم.
- فرك الشعر المنتوف.
- مضغ الشعر أو أكله.
وقد يعاني المصابون بهذا الاضطراب من أعراض أخرى مثل قضم الأظافر، أو الشفاه.
المضاعفات
قد يترتب على نتف الشعر بعض المضاعفات المؤثرة سلبًا على الحياة مثل:
- تلف الشعر والجلد: حيث يؤدي النتف المستمر للشعر إلى حدوث التهابات وندبات في فروة الرأس أو المنطقة التي يتم نزع الشعر منها، وقد يؤثر ذلك على نمو الشعر بشكل دائم.
- ظهور ثعلبة فروة الرأس.
- الشعور بالخجل، والإحراج مما يدفع الشخص لتجنب الأنشطة الاجتماعية.
- الشعور بالقلق، والضيق الشديد، وقلة احترام الذات، والاكتئاب.
- تكون كرات الشعر: وهي كتلة متشابكة من الشعر تسمى (بازهرات ثلاثية)، تتشكل داخل الجهاز الهضمي، قد تؤدي إلى فقدان الوزن، والتقيؤ، وانسداد الأمعاء.
التشخيص
يتم تشخيص اضطراب شد خصل الشعر من قبل الطبيب النفسي عن طريق:
- السؤال عن التاريخ الصحي للمريض.
- الفحص البدني لاستبعاد وجود أي أمراض أخرى قد تسبب تساقط أو فقدان الشعر.
- تحديد وجود أمراض نفسية أخرى قد تكون مصاحبة لنتف الشعر.
- إجراء الخزعة (خزعة الجلد)؛ لتشخيص وجود أي أمراض جلدية قد تسبب فقدان الشعر.
العلاج
لا توجد معلومات كافية عن العلاجات الفعالة لهذا النوع من الاضطرابات؛ نظرًا لأن المصابون باضطراب شد خصل الشعر يظنون أنه عادة سيئة وليست حالة مرضية تحتاج إلى علاج؛ مما يجعل الأطباء غير قادرين على التشخيص الصحيح لهذه الحالة، وبالتالي عدم وجود علاج محدد لهذا الاضطراب.
ومن العلاجات التي قد تكون فعالة للأشخاص المصابين بذلك الاضطراب ما يلي:
- العلاج السلوكي
يتضمن العلاج السلوكي تعرف المريض على العوامل النفسية والبيئية، التي قد تؤدي لحدوث ذلك الاضطراب، وكيفية التغلب عليها واستبدالها بسلوكيات أخرى فيما يعرف بالتدريب على عكس أو قلب العادة (Habit reversal training).
- التدرب على قبول هذه العادة والاعتراف بها دون التأثر بالرغبة في القيام بها فيما يعرف بالقبول والالتزام.
- تدريبات الاسترخاء
يمارس المريض تمارين التأمل والاسترخاء والتنفس العميق. حيث يساعد ذلك على التخلص من التوتر والمشاعر السلبية التي قد ترتبط بنتف الشعر.
- الأدوية
لا توجد أدوية معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج هوس نتف الشعر، ولكن قد تساعد بعض الأدوية في علاج أعراض هذا الاضطراب منها:
- مضادات الاكتئاب، مثل كلوميبرامين.
- الحمض الأميني أسيتيل سيستين، لتأثيره على الناقلات العصبية المؤثرة على الحالة المزاجية.
- مضادات الذهان غير النمطية (أدوية من الجيل الجديد، تتميز بآثار جانبية أقل) مثل زيبركسا، وليبونكس.
أسئلة شائعة يطرحها الآخرون
اضطراب نتف الشعر هو اضطراب مزمن(طويل المدى)، وقد يختلف الوقت الذي يستغرقه المريض للشعور بالتحسن من شخص لآخر طبقًا لحدة الأعراض. وفي حالات نادرة قد ينتهي اضطراب شد خصل الشعر خلال سنوات من بدايته.
نعم، يؤدي هذا الاضطراب إلى ظهور بقع صلع في الأماكن التي يتم نتف الشعر منها؛ مما يؤدي إلى الشعور بالإحراج من مظهر فقدان الشعر.
نعم، تم تصنيف اضطراب شد خصل الشعر من قبل الجمعية الأمريكية للطب النفسي تحت قائمة اضطراب الوسواس القهري. وهذا يعني أن كلا الاضطرابين يشتركان في العديد من الأعراض، وأنهما غالبًا ما يحدثان في نفس العائلات، كما قد تساعد الأدوية المستخدمة لعلاج الوسواس القهري في علاج اضطراب شد خصل الشعر.
وأخيرًا، يجب أن نتذكر أن نتف الشعر هو حالة طبية لا يمكن التحكم فيها بمفردنا، ولكن مع العلاج قد يكون الأمر أيسر بكثير، فيجب أن نعرف أن العلاج يساعدنا على التخلص من القلق والخجل الناتج عن ذلك الاضطراب، إذ يساعدنا على عيش حياة طبيعية، لا نخجل فيها من مظهرنا. فلا بد من أن نركز تفكيرنا على ما يشعرنا دائمًا بالثقة بالنفس والإقبال على الحياة.