ما هو اختبار تحمل الجلوكوز وفيما يستخدم؟
اختبار تحمل الجلوكوز (Glucose tolerance test) يعتبر المعيار الذهبي لمعرفة ما إذا كان يوجد خلل في تعامل الجسم مع الجلوكوز بعد تناول الوجبات أم لا. في هذا المقال سوف نتطرق إلى استخدامات هذا الاختبار وكذلك الخطوات والإجراءات التي يجب القيام بها من أجل الحصول على نتائج سليمة.
ما هو اختبار تحمل الجلوكوز؟
هو اختبار طبي يتم فيه إعطاء المريض الجلوكوز، ثم يؤخذ منه عينات على مدار عدة ساعات متتالية لتحديد ما إذا كان الجلوكوز مستمرا على مستواه في الدم، أم يتلاشى تدريجيًا بمرور الوقت.
استخدامات اختبار تحمل الجلوكوز
- يستخدم الاختبار لاكتشاف الداء السكري وخصوصًا الداء السكري من النوع الثاني.
- لمعرفة مدى مقاومة الإنسولين بالجسم.
- اكتشاف وتشخيص ضعف تحمل الجلوكوز وهو حالة من اضطراب مستوى الجلوكوز في الدم ومقاومة الإنسولين وغالبًا ما تأتي باضطراب في القلب وقد تكون بداية الإصابة بالبول السكري.
- استخدام اختبار تحمل الجلوكوز الفموي بطريقة معدلة للكشف عن سكر الحمل.
كيف تستعد لاختبار تحمل الجلوكوز؟
من المهم تناول الطعام والمشروبات بشكل طبيعي في الأيام التي تسبق إجراء اختبار تحمل الجلوكوز، كذلك لا بد من إخبار الطبيب بالأمراض التي يعاني منها الشخص قبل إجراء الاختبار.
- عدم تقييد تناول الكربوهيدرات في الأيام أو الأسابيع التي تسبق الاختبار، حيث يجب أن يكون الاستهلاك اليومي الأدنى من الكربوهيدرات 150 جرامًا لمدة ثلاثة أيام على الأقل.
- لا يجرى الاختبار أثناء الشعور بأي أعراض مرضية، لأن النتائج أثناء المرض قد تكون مغلوطة.
- لا ينبغي إعطاء الجرعة الكاملة من الجلوكوز أثناء إجراء الاختبار لأشخاص يقل وزنهم عن ٤٥ كيلو جرامًا، لأن إعطاء الجلوكوز المفرط قد يؤدي إلى نتيجة إيجابية كاذبة.
- يتم إجراء اختبار تحمل الجلوكوز الفموي OGTT صباحًا بعد فترة صيام أثناء الليل.
- يُطلب من المريض الصيام لمدة 8-12 ساعة قبل الاختبار ويسمح له بتناول كوب ماء صباحًا.
- تناول بعض الأدوية مثل الجرعات الكبيرة من الساليسيلات، وموانع الحمل التي تؤخذ عن طريق الفم تؤثر على قراءات اختبار تحمل الجلوكوز.
- يجب أن يكون الشخص الذي يخضع للاختبار متمتعًا بصحة جيدة ولا يعاني حتى من نزلات البرد.
- يجب أن يكون الشخص نشيطًا وليس مستلقيًا على سبيل المثال في مستشفى.
- لا بد وأن يكون الشخص الخاضع للاختبار غير مدخن ولا يتناول الكافيين.
خطوات اختبار تحمل الجلوكوز
هذا الاختبار يمر بعدة نقاط و خطوات رئيسية حتى نتمكن من الحصول على نتائج سليمة.
- عدم تناول أي نوع من الأطعمة أو الشراب قبل إجراء الاختبار بحوالي من ٨ ثمان إلى ١٢ اثنتي عشرة ساعة.
- الذهاب إلى معمل تحاليل وقيام أحد أفراد الطاقم الطبي والصحي بسحب عينة دم من أحد الأوردة.
- يتم قياس مستوى سكر الدم أثناء الصيام.
- إذا كان الاختبار من أجل الكشف عن داء السكري من النوع الثاني سيقوم أحد أفراد الطاقم الصحي بتقديم محلول الجلوكوز الذي يحتوي على ٧٥ جرامًا من السكر مذاب في ٢٥٠ مللي ماء للمريض.
- بعد ساعتين يتم قياس السكر في الدم مرة أخرى في حالة فحص النوع الثاني من الداء السكري أو يتم سحب عينة كل ساعة لمدة ساعتين أو ثلاثة.
إجراء الاختبار بالنسبة للحامل
- في حالة فحص سكر الحمل يتم قياس نسبة السكر في الدم بعد صيام ثماني ساعات.
- يتم إعطاء الحامل محلولًا سكريًا يحتوي على ١٠٠جرامًا من السكر.
- يتم سحب عينة دم بعد ساعة من تناول المحلول السكري والكشف عن نسبة وجود السكر بها.
- سحب عينة أخرى بعد ساعتين من تناول المحلول وقياس نسبة السكر بها.
- سحب عينة ثالثة بعد ٣ساعات من تناول المحلول السكري.
لماذا يتم إجراء اختبار تحمل الجلوكوز للحامل؟
- أثناء الحمل تحدث تغيرات فسيولوجية وهرمونية كثيرة في جسم المرأة مما يزداد معه خطر الإصابة بمرض السكري، ومرض السكري الذي يبدأ أثناء الحمل غالبًا ينتهي بعد الحمل ويطلق عليه سكري الحمل (Gestational diabetes).
- يأخذ الجنين غذاءه من دم الأم وبشكل مباشر عن طريق الحبل السري، لذلك فقد يتأثر الجنين بمستوى السكر المرتفع الموجود في دم الأم إذا كانت تعاني من سكري الحمل.
- يمكن لهذه المستويات المرتفعة من السكر أن تؤثر على الجنين بعدة طرق مثل النمو المفرط بالرأس، أو الجسم، مما يصعب مروره من المهبل أثناء الولادة الطبيعية ومن هنا يلجأ الطبيب إلى الولادة القيصرية، بالإضافة إلى ذلك هناك احتمال كبير أن يصاب هذا الجنين بالسكري بعد ولادته.
- من هنا يجب أن تقوم النساء الحوامل بفحوصات روتينية لمستوى السكر في الدم في حال كانت نتائج فحص تحمل الجلوكوز (Glucose challenge test – GCT) غير سليمة، ينبغي إرسال المرأة لإجراء فحص أكثر دقة وهو فحص تحمل الجلوكوز الفموي (OGTT – Oral glucose tolerance test).
دواعي إجراء فحص اختبار تحمل الجلوكوز للحامل
يطلب من النساء الحوامل إجراء تحليل GTT للحامل في الفترة الواقعة بين الأسبوع الرابع والعشرين والأسبوع الثامن والعشرين، كما تجدر الإشارة لأنه قد يطلب من المرأة الحامل إجراء تحليل GTT للحامل قبل ذلك إذا كانت قراءة تحليل الجلوكوز في البول عالية.
ومن دواعي إجراء الاختبار:
- إصابة أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى مثل الأب والأم والأخوة بمرض السكري.
- الإصابة سابقًا بارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم أو الإصابة بسكري الحمل في حمل سابق.
- إصابة المرأة بتكيس المبايض.
- الخمول البدني وزيادة وزن الحامل بدرجة ملحوظة.
- إصابة المرأة الحامل بأمراض القلب
- زيادة حجم الجنين وكبر رأسه.
تفسير نتائج فحص اختبار تحمل الجلوكوز
للتحقق من إصابة الفرد بالسكري من النوع الثاني
تعد نتائج قراءة تحليل GTT طبيعية إذا كانت القراءة كالتالي:
- بعد صيام 8 ساعات أقل من 100 ملجم/ ديسيلتر.
- بعد تناول السكر بساعتين أقل من 140 ملجم/ ديسيلتر.
تدل قراءة تحليل GTT، أن الفرد عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني إذا كانت نتائج التحليل كما يلي:
- بعد صيام 8 ساعات (100 إلى 125) ملجم/ ديسيلتر.
- بعد تناول السكر بساعتين (140 إلى 199) ملجم/ ديسيلتر.
تدل قراءة تحليل GTT أن الفرد مصاب بمرض السكري إذا كانت قراءة التحليل كما يلي:
- بعد صيام 8 ساعات أكثر من 126 ملجم/ ديسيلتر.
- بعد تناول كمية السكر بساعتين أكثر من 200 ملجم/ ديسيلتر.
تشير تلك النتائج الأخيرة إلى الإصابة بالسكري من النوع الثاني ولكن سوف يطلب الطبيب من الفرد إجراء اختبارات أخرى لتأكيد تشخيصه، وأهمها تحليل السكر التراكمي.
للتحقق من إصابة المرأة الحامل بسكري الحمل
- أثناء الصوم حتى ١٠٥ ملجم/ديسيلتر.
- بعد ساعة من تناول المحلول السكري حتى ١٩٥ملجم /ديسيلتر.
- بعد ساعتين من تناول المحلول حتى ١٦٥ ملجم/ديسيلتر.
- بعد ٣ساعات حتى ١٤٥ ملجم/ديسيلتر.
يتم تشخيص سكر الحمل في حالة وجود نتيجتين على الأقل من النتائج الأربعة أكبر من قيمتها الطبيعية.
فوائد اختبار تحمل الجلوكوز
- يجعل مريض النوع الثاني من الداء السكري أكثر اهتمامًا بمتابعة السكر في الدم والسيطرة عليه.
- اكتشاف ارتفاع السكر في الدم سريعًا قبل حدوث أي مضاعفات.
- المساعدة على متابعة فعالية العلاج وكذلك وضع نظام غذائي صحي لمرضى السكر.
- اكتشاف سكر الحمل والسيطرة عليه حتى نتجنب حدوث أي مضاعفات للجنين.
- اكتشاف وتشخيص حالات ضعف تحمل الجلوكوز التي قد تكون عاملًا خطرًا لأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.
مخاطر اختبار تحمل الجلوكوز
الاختبار في حد ذاته ليس له مخاطر، ولكن قد تكون المخاطر منحصرة عند سحب عينة الدم.
- من الممكن أن تسبب كدمة أو بعض النزيف.
- أو الشعور بالدوخة أو الصداع بالرأس.
- قد تحدث عدوى بعد سحب العينة نتيجة عدم الالتزام بنظافة المكان الذي تؤخذ منه العينة.
- قد تشعر بعض النساء الحوامل بالعرق والغثيان والدوار بعد تناول المحلول السكري.
الأسئلة الشائعة
الجلوكوز يعمل على تحسين الأداء العضلي ولا يؤثر على طريقة الولادة ولا يسبب أي مضاعفات للأم أو الجنين.
لا بد وأن تؤخذ عينة الدم لفحص سكر الحمل ويكون المريض صائمًا ولكن تناول كوب ماء صباحًا لا يؤثر.
إذا تجاوز ١٤٠ ملجم/ ديسيلتر وهنا يجب اللجوء إلى اختبار تحمل الجلوكوز بكل خطواته التي شرحنا في المقال.
إن اختبار تحمل الجلوكوز لا يستخدم فقط في فحص الداء السكري من النوع الثاني، وكذلك سكري الحمل، فحسب لكنه يستخدم أيضًا في فحص وتشخيص الخلل الذي قد يحدث في تعامل بعض الأنسجة والخلايا مع الجلوكوز(مقاومة الإنسولين). يمكن للطبيب استخدام اختبار تحمل الجلوكوز في تشخيص ضعف تحمل الجلوكوز، الذي قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.