اجروفوبيا .. اضطراب يمنعك من الاستمتاع بحياتك

اجروفوبيا أو رهاب الخلاء أحد أنواع اضطرابات القلق والتوتر، التي تعيق الإنسان وتمنعه من مواصلة حياته اليومية، والاستمتاع بما يعايشه بسبب مخاوف لا أصل لها إلا في مخيلته، لذا نستعرض أبرز المعلومات عنه مع كيفية علاجه، والتعامل معه بصورة صحيحة؛ للخروج من تلك الحالة والقدرة على مواصلة الحياة والاستمتاع بها.

ماذا تعني الاجروفوبيا؟

تُعرف الاجروفوبيا أيضًا برهاب الخلاء وهو اضطراب نفسي من عائلة اضطرابات القلق والتوتر، بحيث يعاني المصاب به من الخوف الشديد تجاه الأماكن المزدحمة والمواقف المليئة بالأشخاص؛ لكونها تشعره بانعدام الحيلة والمحاصرة وأيضًا الإحراج، على سبيل المثال: الوقوف ضمن الطوابير، أو البقاء ضمن الأماكن المزدحمة، أو استعمال وسيلة المواصلات العامة.

أعراض الاجروفوبيا

يمكن تصنيف علامات الإصابة باضطراب اجروفوبيا النفسي إلى 3 تصنيفات مختلفة، وفيما يلي علامات كل تصنيف منهم على حدة:

العلامات اليومية

وهي العلامات التي يمكن ملاحظتها في عادات المصاب اليومية:

  • الخوف من استخدام وسائل المواصلات العامة.
  • عدم القدرة على البقاء في الأماكن المفتوحة.
  • الخوف من البقاء في المساحات المغلقة.
  • عدم التمكن من الوقوف ضمن الطوابير.
  • الخوف من البقاء في جمع من الأشخاص.
  • عدم القدرة على الخروج من المنزل بمفرده.

العلامات الجسدية

تظهر تلك العلامات بمجرد حدوث نوبات الخوف، وهي:

  • تسارع معدل ضربات القلب.
  • فرط أو ضيق التنفس.
  • الإحساس بالألم وانعدام الراحة في منطقة الصدر.
  • الإعياء.
  • التعرق المفرط.
  • الدوار.
  • الوهن.
  • اضطرابات الجهاز الهضمي.
  • الاختناق.
  • التقيؤ.
  • احمرار الوجه.
  • الرجفان.
  • الارتباك.

العلامات السلوكية

يعاني المصاب باضطراب اجروفوبيا النفسي تغيرات واضحة في سلوكياته، مثل:

  • تغيير سلوكه داخل بيئة العمل أو في المنزل أو بالمدرسة.
  • تجنب رؤية الأصدقاء والتفاعل معهم.
  • التسوق من خلال الإنترنت بدلًا من الخروج.
  • الاعتماد على المحيطين به والاتكالية.
  • عدم الخروج من المنزل لمدة طويلة.

الحالات الأكثر عرضة للإصابة بالاجروفوبيا

في الحقيقة لم يُكتشف إلى وقتنا الحالي السبب وراء الإصابة باضطراب اجروفوبيا النفسي، ومع ذلك هناك مجموعة من العوامل المساهمة لذلك، بحيث تجعل من يعاني منها أكثر عرضة للإصابة برهاب الخلاء لاحقًا، وهي كالآتي:

  • الإصابة باضطرابات القلق والخوف أو أي نوع من أنواع الفوبيا.
  • الاستجابة بالخوف الحاد لأزمات الهلع.
  • التعرض سابقًا لمواقف حياتية قاسية، على سبيل المثال: التعرض للهجوم، أو الإساءة أو موت أحد الوالدين أو الاعتداء.
  • العوامل الوراثية.
  • المعاناة من العصبية والتوتر بصورة مستمرة.

يذكر أنه من الممكن أن يبدأ الأجروفوبيا خلال مرحلة الطفولة، أو في نهاية مرحلة المراهقة أو أثناء السنوات الأولى لمرحلة البلوغ، وأكثر من يصاب به هن السيدات مقارنة بالرجال.

مضاعفات اضطراب الاجروفوبيا 

إن مضاعفات الاجروفوبيا لا تتعلق بالمضاعفات الصحية الخطيرة نوعًا ما، بل ترتبط أكثر بالحياة اليومية والحالة النفسية للإنسان، فقد يتسبب في انخفاض كفاءة الحياة والحد من الأنشطة اليومية، كعدم القدرة على مغادرة المنزل أو التعامل مع البشر والمحيطين بك، أو المشاركة ضمن الفعاليات العادية والمناسبات، وقد يؤدي بك إلى:

  • الإصابة بمتلازمة الاكتئاب الحاد.
  • إدمان المواد الممنوعة، مثل: المخدرات، والمشروبات الكحولية.
  • المعاناة من الاضطرابات العقلية الأخرى، كاضطرابات الشخصية.
  • الرغبة في إنهاء الحياة أو الإقدام بالفعل على الانتحار.

طرق تشخيص اضطراب الاجروفوبيا

يمكن الكشف عن الإصابة باضطراب اجروفوبيا النفسي من خلال عمل الفحوصات التالية:

  • مناقشة الأعراض مع الطبيب النفسي وأسباب الإحساس بنوبات الهلع والذعر.
  • مقابلة تفصيلية مع معالج الصحة النفسية؛ الذي يمكنه ملاحظة وجود خطأ ما من خلال سؤال المصاب عدة أسئلة معينة.
  • الفحص السريري؛ لاستبعاد الاضطرابات الصحية الأخرى، التي قد تسبب ظهور نفس العلامات على المصاب.

هل يمكن علاج رهاب الخلاء؟

بالطبع كل الاضطرابات النفسية قابلة للعلاج، بما فيهم اضطراب اجروفوبيا النفسي أو ما يُعرف برهاب الخلاء، وتتضمن الخيارات العلاجية المتاحة ما يلي:

العلاج النفسي

المقصود هنا من العلاج النفسي التعامل مع طبيب نفسي معالج ومتخصص؛ لتحديد أهدافك في الحياة، وتعلم القدرات العملية لخفض نوبات الهلع لديك، لذلك سيلجأ المعالج إلى الاعتماد على العلاج المعرفي السلوكي؛ لكونه العلاج الفعال لاضطرابات القلق العام، وبالأخص الاجروفوبيا.

إن أكثر ما يميز العلاج المعرفي السلوكي هو قصر مدته وتركيزه على تعليم المصاب قدرات جديدة؛ للتغلب على القلق والسيطرة عليه بصورة أفضل، من خلال تحدي المخاوف مباشرةً واستعادة ممارسة الحياة والأنشطة اليومية كالسابق بالتدريج، فهو يعتمد على تعلم ما يلي:

  • معرفة أسباب الإحساس بنوبات الهلع وعلامات الذعر وما يسبب حدتها.
  • طريقة التعامل السليم مع علامات الذعر والهلع.
  • أساليب تحدي مسببات الخوف والذعر.
  • طريقة خفض الإحساس بالقلق والتوتر تدريجيًّا عند مواجهة المخاوف، وكيفية السيطرة على نوبات الهلع عند وقوعها.
  • كيفية التخلص من السلوكيات الغير سليمة عبر العلاج بالتعرض للأحداث والأماكن المتسببة في الإحساس بالذعر.
  • طريقة التحكم في المشاعر في حالة التعرض لمثيرات الخوف.
  • تدريب المخ على التفكير بصورة إيجابية ومختلفة.
  • التدرب على التخلص من محفزات الخوف والأفكار السلبية.

العلاج الدوائي

في الغالب تستعمل علاجات دوائية محددة من الأدوية المضادة للاكتئاب، وأحيانًا تستخدم مضادات القلق، ويتضمن العلاج الدوائي لرهاب الخلاء ما يلي:

مضادات الاكتئاب

تستعمل أنواع معينة من مضادات الاكتئاب لعلاج الاجروفوبيا، وتدعى مثبطات السيروتونين الانتقائية، على سبيل المثال: دواء سيرترالين، وعلاج فلوكستين، بالإضافة إلى علاجات دوائية أخرى ممتازة لعلاج فوبيا الخلاء، ولكن لا ينصح باستهلاك أي علاج دوائي دون استشارة الطبيب في المقام الأول؛ لتجنب المعاناة من الأضرار الصحية لاحقًا.

مضادات القلق

العلاجات الدوائية المضادة للقلق والتوتر التي تدعى بالبنزوديازيبينات، وتكون عبارة عن أدوية مهدئة يستعين بها الطبيب لخفض علامات الذعر بصورة مؤقتة ولكن بجرعات محددة ولفترة زمنية معينة؛ لاحتمالية تسببها في الإصابة بالإدمان عند استهلاكها بجرعات كبيرة ولفترات زمنية طويلة ودون إشراف من الطبيب.

كيف تتعامل مع اضطراب الاجروفوبيا؟

في الحقيقة هناك مجموعة من النصائح التي من شأنها أن تساعدك في السيطرة على أعراض نوبات القلق والذعر المصاحبة لرهاب الخلاء، والتي تتمثل في النقاط التالية:

  • مراعاة أخذ نفس داخلي عميق والالتزام بالهدوء، عند مواجهة موقف أو حدث يثير الإحساس بالذعر والخوف.
  • الحرص على غلق العينين؛ لمسح المحفزات البصرية من العقل، والتي من شأنها أن تزيد من حدة الخوف والقلق.
  • محاولة التفكير بالأحداث السعيدة بشكل تفصيلي؛ للحد من التفكير فيما يسبب الخوف والهلع.
  • الالتزام بممارسة التمارين الرياضية؛ لكونها تخفض من فرص التعرض لنوبات الخوف والذعر، بسبب تأثيرها الإيجابي والفعال على الحالة المزاجية لدى الأشخاص وخفض أعراض التوتر والقلق.
  • الحرص على اتباع أسلوب غذائي صحي ومتوازن، بحيث يحتوي على الفيتامينات والألياف بمعدلات مرتفعة.
  • الابتعاد عن تناول المشروبات أو المأكولات المتضمنة لمادة الكافيين بنسب عالية.

رهاب الخلاء أو اجروفوبيا اضطراب نفسي يؤثر على جودة وكفاءة ومتعة الحياة اليومية، بل ويتسبب في انعدام الإحساس بالأمان، فاحرص على ألا تترك نفسك فريسة سهلة له، وحاول التغلب عليه والتخلص منه إلى الأبد، فالحياة نعمة من الله عز وجل وهي فرصة واحدة لن تتكرر مرة أخرى؛ لذا حاول الاستمتاع بها طالما حييت بدلًا من أن يسيطر الخوف عليك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى