إفرازات الثدي بين الطبيعة والمرض .. مضاعفات إفرازات الثدي

إفرازات الثدي من الأمور المثيرة للقلق لدى النساء من مختلف الأعمار، كونها مرتبطة في أذهان العديد من النساء بسرطان الثدي، رغم أن إفرازات حلمة الثدي تعد أمرًا طبيعيًا في كثير من الأحيان، كونها قد تحدث نتيجة لتقلبات هرمونية طبيعية، كمرحلة ما قبل الدورة الشهرية أو أثناء الحمل، إلا أن غالبية النساء لا تستطعن التفريق بين ما هو طبيعي منها وبين ما يستدعي الفحص الطبي.
كما أن إفرازات الثدي يمكن أن تحدث للرجال أيضا، وللأطفال، وليست قاصرة على النساء كما يعتقد الجميع.
سنتعرض في الفقرات القادمة لأنواع إفرازات الثدي، ونحاول إيضاح الفارق بين الإفرازات الطبيعية والمرضية، فلنقرأ معاً.
ما هي إفرازات الثدي؟
يمكن تعريف إفرازات الثدي بأنها أي سوائل تخرج من حلمات الثديين، سواء كانت طبيعية أو غير طبيعية، يندرج تحت الإفرازات الطبيعية الإفرازات الشفافة القليلة التي تخرج قبل الدورة الشهرية، أو كعلامة على الحمل، كذلك إفراز اللبن في النساء بعد الولادة لتغذية الوليد.
بينما يعتبر القيح والإفرازات السائلة الغزيرة والدم وإفراز اللبن في غير المرضعة، إفرازات غير طبيعية تستوجب الفحص الطبي.
أنواع إفرازات الثدي
تختلف أنواع الإفرازات بحسب سببها، فتتفاوات في اللون والكثافة، كذلك قد تخرج تلقائيا أو لا تخرج إلا بالضغط على حلمات الثدي، ومن أنواع إفرازات الثدي:
إفرازات الثدي الشفافة
إفرازات الثدي الشفافة بكمية قليلة وتخرج من الثديين معا، يمكن أن تكون من علامات الحمل كنتيجة طبيعية لتأهب الثديين لعملية الإرضاع، كما قد تصحب الدورة الشهرية وتتوقف بعدها، وقد تحدث عند اقتراب سن اليأس أو بعد فطام الرضيع لفترة تختلف من امرأة لأخرى.
غير أن الإفرازات الشفافة قد تكون أيضا علامة على الإصابة بالورم الحليمي بقنوات الثدي، أوعلى سرطان الثدي، وبخاصة إذا كانت بكمية كبيرة، وتخرج تلقائيا، وتخرج من ثدي واحد.
إفرازات الثدي الملونة
إفرازات الثدي البيضاء والخضراء والصفراء والبنية، تحدث غالبا نتيجة وجود عدوى بالثدي أو بالحلمة، كما قد تحدث نتيجة انسداد القنوات اللبنية وبخاصة إذا كانت سميكة وتخرج عند الضغط على الثدي.
إفرازات ثدي مدممة
خروج الدم أو الإفرازات المدممة من الثدي بالطبع لا يمكن أن يكون طبيعي بحال من الأحوال، فهو غالبا ينتج عن الإصابة بالورم الحليمي أو سرطان الثدي.
وينبغي أن تفرق المرأة وبخاصة المرضعة ما بين إفرازات الثدي المدممة وبين نزف حلمات الثدي، فنزف حلمات الثدي قد ينتج عن تشققات الحلمة الشائعة في المرضعات، وهو ببساطة جرح نازف في حلمة الثدي نتيجة الإرضاع في وضعية خاطئة، أو سحب الحلمات من فم الرضيع رغما عنه أو عدم العناية بترطيب الحلمات، فتجف وتتشقق وتصاب بالجروح والنزف وتصبح مؤلمة، وهذا يختلف تماما عن إفراز الثدي للدم أو خروج إفرازات ملوثة بالدم.
إفراز اللبن من الثديين
يعتقد الكثير من الناس أن إفراز اللبن من الثديين قاصرعلى المرضعات، ولكنه قد يحدث مع غير المرضعات، وحتى مع الرجال أيضًا.
إفراز اللبن من الثديين في غير المرضعات ينتج عن زيادة هرمون تحفيز إنتاج اللبن(البرولاكتين)، وقد يحدث هذا لأسباب متعددة كتحفيز الثديين أو اضطرابات الغدة النخامية أو الغدة الدرقية.
أسباب إفرازات الثدي
لإفرازات الثدي أسباب متعددة، منها ما هو طبيعي منها ما يرجع لأسباب مرضية، ومن أهم أسباب إفرازات الثدي ما يلي:
الإسباب الطبيعية لإفرازات الثديين
- الحمل.
- اضطرابات ما قبل الحيض.
- فترة ما بعد فطام الصغير.
الأسباب المرضية لإفرازات الثديين
- قصور الغدة الدرقية.
- أورام الغدة النخامية.
- إنسداد القنوات اللبنية.
- أورام الثدي الليفية.
- الإصابة بالعدوى.
- الورم الحليمي داخل قنوات الثدي.
- الأورام السرطانية.
- اثر جانبي لبعض الأدوية كأدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، وأدوية علاج الاكتئاب والذهان، وأدوية علاج ارتجاع حامض المعدة.
- بعض المكملات العشبية كالحلبة والينسون والشمر.
متى تتطلب إفرازات الثدي مراجعة الطبيب؟
معظم إفرازات الثدي لا تمثل مشكلة حقيقية، وهذا لا يغني طبعا عن مراجعة الطبيب للتأكد من السبب، ولكن هناك أعراض لابد معها من مراجعة الطبيب مثل ما يلي:
- إفراز الدم أو الإفرازات المدممة.
- خروج الإفرازات من ثدي واحد، أيا كان نوعها، حتى وإن لم يصحبها ألم.
- تورم الثدي أو تكتله.
- تورم الحلمة.
- احمرار الثدي.
- تغيرات في طبيعة الحلمة كلونها أو حجمها أو ملمسها أو انقلابها للداخل.
- تغيرات على جلد الثدي، كتغير اللون أو خشونة الملمس.
- تغير حجم الثدي بالزيادة أو النقص.
- وجود ألم.
- احتقان الثدي.
- ارتفاع الحرارة.
- إستمرار الإفرازات بلا توقف.
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- ارتفاع حرارة الثدي أو حرارة الجسم عموما.
- الشعور بالتعب والإرهاق.
- الغثيان والقىء.
مضاعفات إفرازات الثدي
نسبة كبيرة من حالات إفرازات الثديين ناتجة عن حالات بسيطة، غير أن هذا لا يعني إهمالها بحال من الأحوال، فحتى تلك الأسباب البسيطة يمكن أن تنتج عنها مضاعفات خطيرة إذا أهمل علاجها، ومن أهم مضاعفات إفرازات الثدي ما يلي:
- العقم
إفراز الثديين للبن الناتج عن زيادة معدلات هرمون البرولاكتين، يتسبب بإيقاف التبويض أو عدم انتظامه، مما يمكن أن يسبب تأخر الحمل، وقد لا يحدث الحمل إلا إذا تم علاج السبب.
- عدوى الدم
قد تتسبب العدوى البكتيرية في الثدي في انتشار البكتيريا المسببة لها إلى مجرى الدم، مما ينذر بمضاعفات خطيرة قد تؤثر على وظائف الأعضاء الحيوية بالجسم، هي حالات قليلة ولكنها تحدث.
- سرطان الثدي
سرطان الثدي من أخطر أسباب إفرازات الثدي، وإهمال الإفرازات بالطبع يؤدي إلى تأخر اكتشاف المرض وصعوبة علاجه، ومن أهم أنواع سرطان الثدي المرتبطة بالإفرازات:
- سرطان قنوات الثدي (Intradactal Carcinoma)
سرطان ينشأ في قنوات الثدي الواقعة أسفل الحلمات، ويتسبب في إفرازات مائية من الحلمات، ويلعب تشخيصه المبكر دورا كبيرا في إنقاذ المرأة من استئصال الثدي.
- مرض باجيت (Paget,s Disease)
نوع خاص من مرض باجيت يصيب الثدي تحديدا، ينتج عن سرطان في قنوات الثدي يمتد إلى الحلمة، ويظهر كنوع من الإلتهاب أو الأكزيما على جلد الحلمة، مصحوب بإفرازات مائية أو صديدية أومدممة أو تتدرج بين جميع هذه المراحل.
تشخيص إفرازات الثدي
يتطلب تشخيص أسباب إفرازات الثدي من الطبيب بعد سماع التاريخ المرضي والفحص الفيزيائي إجراءات مثل:
- فحص الثدي بأشعة الموجات فوق الصوتية.
- فحص الثدي بأشعة الماموجرام.
- فحص قنوات الثدي الشعاعي بعد حقن الصبغة.
- فحص عينة من إفرازات الثدي.
- اختبارات الدم الهرمونية.
- فحص عينة نسيجية (خزعة) من الثدي.
علاج إفرازات الثدي
بالطبع تتوقف طريقة علاج إفرازات الثدي على سبب الإفرازات، وقد تشمل طرق العلاج ما يلي:
- المضادات الحيوية في حالات العدوى.
- العلاجات الهرمونية في حالات الإضطرابات الهرمونية.
- إيقاف بعض الأدوية والمكملات الغذائية في حال كونها سبب الحالة.
- تجنب لمس الثدي أو الإحتكاك به في حالة زيادة هرمون اللبن.
- مسكنات الألم.
- بعض طرق العلاج الطبيعي كالكمادات الباردة.
- إذا ثبت أن هناك أورام تسبب الإفرازات يتم التعامل معها بحسب طبيعتها دوائيا أو جراحيا.
أسئلة شائعة عن إفرازات الثدي
إفرازات الثديين من أكثر الحالات شيوعا، فيصعب أن نجد امرأة لم تمر بها في مرحلة من مراحل حياتها، كما تصيب الرجال أحيانا، لهذا تدور حولها دائما العديد من الأسئلة، سنعرض الآن أهمها:
لإفرازات الثديين أسباب كثيرة السرطان أحدها فقط، وغالبا ما تكون أسبابها حالات بسيطة كالالتهابات والتقلبات الهرمونية.
لا تتحول أورام الثدي الليفية إلى سرطان، ولكنها قد تحجب الأورام السرطانية الصغيرة خلفها فتؤخر اكتشافها.
يمكن لإفرازات الثدي أن تحدث في مختلف مراحل الحياة، يمكن أن تحدث في الفتيات قبل الزواج، وفي الأطفال والرضع أيضا إذا توافرت أسبابها.
إذا كانت الإفرازات تحدث من الثديين معا، وقاصرة على فترة الدورة الشهرية فقط، فهي طبيعية بالغالب.
عزيزي القارئ، واقع الأمر أن غالبية أسباب إفرازات الثدي غير سرطانية، ولكن السرطان لم يعد أخطر الأمراض كما كان سابقا، فالعديد من الأمراض المهمل علاجها، أخطر من السرطان إذا تم اكتشافه وعلاجه.
لهذا لا تتردد باستشارة الطبيب إذا لاحظت إفرازات غريبة من الثديين، فالوقاية من الأمراض الخطيرة تبدأ بملاحظة وعلاج المشكلات البسيطة.