تعرف على أهداف إعادة التأهيل المعرفي واستخداماته
إعادة التأهيل المعرفي هو نوع من أنواع التدخل ببعض الأساليب المستخدمة التي تساعد الأفراد الذين يعانون من مشكلة ما في الدماغ على استعادة الأداء الطبيعي لأذهانهم. في هذا المقال سوف نتطرق إلى أهداف التأهيل المعرفي كذلك التقنيات التي يمكن استخدامها من أجل زيادة التأهيل المعرفي.
آلية عمل إعادة التأهيل المعرفي
إن عمل إعادة التأهيل المعرفي يختلف تمامًا عن العلاجات الدوائية ويقوم على أساس عدة نقاط رئيسية أهمها:
- إعادة التأهيل المعرفي لا بد وأن تقوم من خلال العمل الجماعي بين المريض والأسرة وكذلك فريق من المهنيين.
- يتم دمج إعادة التأهيل المعرفي في العلاجات غير الدوائية والتدخل دون كيمياء.
- التأهيل المعرفي يشير إلى سلسلة من التدريبات والمهارات العقلية، التي يتم تنفيذها من خلال علماء النفس وأساتذة الأمراض النفسية والعصبية والمعالجين المهنيين.
إعادة التأهيل المعرفي واستخداماته
يستخدم في مساعدة بعض الأمراض العصبية والنفسية والعقلية في العلاج على سبيل المثال:
- إصابات الدماغ المؤلمة (TBI).
- الحوادث الدماغية الوعائية (CVA).
- أورام الدماغ والمخ المؤلمة.
- الخرف والتصلب المتعدد.
- الفصام (Schizophrenia).
- العمليات المعرفية التي تتدخل فيها اللغة والذاكرة والانتباه والتطبيق العملي.
- في حالات فقدان الوعي أو العجز نتيجة فقدان الوعي أو نتيجة السكتة الدماغية.
ما العلاقة بين اللدونة الدماغية وإعادة التأهيل المعرفي؟
لا بد وأن نعرف بعض الشيء عن اللدونة الدماغية أو مرونة الدماغ وأهميتها عندما نتحدث عن إعادة التأهيل المعرفي، ولا يمكننا الخوض في مصطلح التأهيل المعرفي دون شرح ما هي لدونة الدماغ؟ وما هي الأهمية التي يتعين عليها القيام بها لإعادة التأهيل المعرفي.
اللدونة في الدماغ وما يترتب عليها
هي مطاوعة الدماغ على التغييرات في طرق النقل العصبي، أيضًا في سلوك الجسم نتيجة التغير في ظروف البيئة أو التغييرات التي تعقب الإصابات الجسدية.
- اللدونة في الدماغ هي سمة من سمات عقولنا حيث تستطيع دماغنا، التجديد وإعادة التنظيم، حتى بعد عدة أشهر من الضرر الذي لحق بها.
- يكون الدماغ أكثر تشددًا بتقدم عمر الشخص، وهناك علاقة عكسية مع نضج الدماغ، أي أن المخ يكون أكثر لدونة في الأعمار الأصغر وأقل لدونة في الأعمار الكبيرة.
- تشير الدراسات الحديثة المتعلقة باللدونة في المخ أن الدماغ، تواصل الحفاظ على هذه الخاصية مدى الحياة على الرغم من أن ذلك يحدث بنسبة أقل مع مرور الوقت. ولكن لا تزال اللدونة في المخ موجودة حتى لدى الأشخاص الذين يعانون من أعمار متقدمة.
- لقد بينت الكثير من الدراسات البحثية أن التغيرات في تنشيط المخ وهو ما يطلق عليه لدونة الدماغ تكون مهمة بعد إعادة التأهيل المعرفي الفعال.
ما هي العوامل المؤثرة في إعادة التأهيل المعرفي؟
- عمر المصاب.
- الفاصل الزمني بين الإصابة ووقت التأهيل.
- وجود اضطراب مرتبط بتلف الدماغ.
- الحافز والاستعداد الشخصي لخطوات التأهيل المعرفي.
أهداف إعادة التأهيل المعرفي
إن استعادة المهارات المفقودة بسبب مشاكل ما مثل صدمة الدماغ أو السكتة الدماغية أو أي موقف مشابه عن طريق التأهيل المعرفي ولا بد وأن يكون له أهداف رئيسية وأهم هذه الأهداف:
- الحد من العجز المعرفي بعد صدمة الدماغ.
- تعزيز التكامل وتعظيم درجة استقلال الشخص في مجالات مختلفة من حياته.
- استعادة الذاكرة حيث إن في معظم عمليات إعادة التأهيل المعرفي، يتم مساعدة المرضى على تقوية ذاكرتهم من خلال مختلف التقنيات والتمارين.
- تحسين الاهتمام حيث إن الاهتمام هو أحد المجالات التي يمكن تطويرها بسهولة، وهناك المزيد من الأبحاث حول هذا الموضوع.
- استعادة اللغة حيث تعتبر اللغة من المجالات التي يمكن أن تتأثر بسهولة عند حدوث أنواع معينة من المشكلات، مثل السكتة الدماغية، على سبيل المثال، فمن المحتمل أن تتلف قدرات مثل: المنطق أو التركيز أو التفكير.
- تحسين الوظائف التنفيذية، عندما يعاني شخص من ورم في المخ أو من سكتة دماغية، فمن المحتمل أن تتلف بعض القدرات مثل المنطق أو التركيز أو التفكير. من هنا يقوم التأهيل المعرفي بدوره في تحسين تلك الوظائف الحيوية.
- اكتساب المهارات اليومية حيث إن في بعض الحالات قد يفقد الشخص بعض المهارات الرئيسية مثل: ارتداء الملابس أو الاعتناء بالنظافة ومن هنا سيكون المعالج مسئولًا عن تطوير تلك المهارات.
استراتيجيات إعادة التأهيل المعرفي لعلاج المريض
هناك ثلاث استراتيجيات أساسية يمكن اتباعها لتحسين حياة المريض:
- التعديلات البيئية: هي التغييرات التي يتم إجراؤها في بيئة المريض لتبسيط المهام التي يجب على الشخص القيام بها في يومه.
- المنهج التعويضي: يمكن استخدام تلك الاستراتيجية في عملية تطوير بعض السلوكيات، التي تعمل كبديل لتلك المهارات، التي تدهورت نتيجة للمشكلة التي يعاني منها المريض.
- التدخل المباشر: حيث تقوم هذه الاستراتيجية على محاولة تحسين المهارات التي تضررت نتيجة للمشكلة التي يعاني منها المريض.
أمثلة على تقنيات إعادة التأهيل المعرفي
- استخدام بطاقات (القلم الرصاص والورق)، والمعروفة باسم إعادة التأهيل المعرفي التقليدي، حيث يقوم الشخص بتمارين من خلال الكتابة والقراءة والإلغاء. اعتمادًا على القدرات المعرفية التي يريدها الشخص للعمل.
- تتمثل طريقة أخرى لإعادة التأهيل الإدراكي في المواد المحددة والمتكيفة، حيث يختار المحترف أي أداة بيئية يمكن استخدامها لتنفيذ التدريبات التي تنشأ في جلسة إعادة التأهيل الإدراكي.
- حاليًا، يعتبر الكمبيوتر والأجهزة المحمولة من التقنيات الحديثة التي تستخدم في التأهيل والتحفيز المعرفي.
- يوفر الكمبيوتر والأجهزة المحمولة والبرامج المحملة عليهم بعض المزايا الأكثر جاذبية والأكثر تحفيزًا للمريض على التفاعل مع خطوات التأهيل المعرفي.
إعادة التأهيل المعرفي وطرق العلاج المختلفة
بعض الحالات، يصبح الهدف من العلاج هو استعادة وظائف المخ أو إعادة توصيله، ويعمل ذلك على مساعدة العضو في الالتفاف حول الإصابة وهذا يعني أن العلاج يهدف إلى إعادة تأهيل الوظيفة الإدراكية.
- يقوم الشخص باستخدام الأجهزة المساعدة والتعويضية حيث تشمل استخدام أجهزة الكلام المساعدة للمريض الذي يعاني من ضعف في الكلام.
- يعمل علاج إعادة التأهيل الإدراكي على مساعدة الشخص على (تحسين مهارات الانتباه والذاكرة، وحل المشكلات والتنظيم والتخطيط).
- أثبتت الأبحاث أيضًا أن ال (CRT) يمثل طريقة ناجحة لعلاج الإدمان، حيث لاحظت تحسنًا في( الانتباه، والذاكرة العاملة، وتأخر وظائف الذاكرة).
- استخدام التقويمات وأدوات الذاكرة للمريض الذي يعاني من الأداء التنفيذي.
- استخدام تنبيهات كي يستعيد الشخص انتباهه في سياقات محددة.
- تم تطوير ال (CRT) كي يعالج الاضطرابات مثل (الفصام)، وفي الغالب تتصف بضعف الإدراك والتفكير غير المنظم، مما ينتج عنه أداء غير طبيعي في كل من (العلاقات، والعمل، والمدرسة).
استخدامات وأهداف العلاج المعرفي السلوكي؟
أن العلاج يهدف إلى التركيز في وقت قصير على الأفكار والمعتقدات التي غالبًا ما يعتقدها المريض بقوة ويعمل العلاج المعرفي على تغييرها. ومن أهم أهداف العلاج المعرفي السلوكي هو معالجة الحالات الآتية.
- الإدمان.
- الاكتئاب.
- نوبات الهلع.
- الانزعاج العصبي.
- اضطرابات الشهية والطعام.
- اضطرابات الشخصية.
- الغضب الجامح.
- مشاكل الضغط العصبي والنفسي.
أسئلة شائعة
العلاج المعرفي السلوكي من أقدم أنواع العلاجات النفسية حيث بدأ العمل به في عام ١٩٦٠.
العلاج المعرفي السلوكي لا غنى عنه إطلاقًا في علاج الكثير من الاضطرابات النفسية ويعطي نتائج رائعة في استبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية.
إعادة التأهيل المعرفي هو عملية بطيئة جدًّا، وينبغي تصميمها لكي تكون متناسبة مع حالة كل مريض. هذه العملية تتطلب جلسات علاجية كثيرة ومتكررة تهدف إلى إعادة تدريب وترتيب الدماغ وتعليم المريض على طرق جديدة للتعويض عن القدرات المفقودة. لكن هذا المجال لا يزال قيد التطوير بفضل الاكتشافات الكثيرة في علم الأعصاب والتي ستمكننا من تحسين التدخلات العلاجية المختلفة.