مزايا وعيوب استخدام إبرة الظهر لتسكين الألم
الشعور بالألم من أسوأ المشاعر التي تمر بالإنسان، لذلك نسعى جاهدين للتخلص منه أو تقليله. ويوجد الكثير من الوسائل لتقليل هذا الألم بعضها يتمثل في المسكنات، والبعض الآخر التخدير، والذي يوجد منه قسمين إما كلي أو نصفي. هنا سوف نتحدث عن التخدير النصفي أو ما يسمى بإبرة الظهر.
ما هي إبرة الظهر؟
إبرة الظهر هي حقنة يتم إعطاؤها بالقرب من الحبل الشوكي، ومكان الإعطاء يعتمد على الإجراء المطلوب، فنجد في حالات الولادة مثلا أنه يتم أخذها أسفل الظهر. وإبرة الظهر من أكثر الطرق فاعليةً وأمانًا في عمليات الولادة، وهنا عزيزتي القارئة تجدين كل ما تتساءلين حوله بخصوصها.
تجهيزات ما قبل إبرة الظهر
إبرة الظهر هي في الأصل حقنة يتم أخذها في أسفل الظهر، والغرض منها هو إيقاف الشعور بالألم في منطقة معينة، وإليك أهم التجهيزات للاستعداد لأخذ الحقنة:
- يجب إخبار الطبيب بأي أدوية يتناولها المريض.
- يتم إعطاء المريض نصائح بخصوص الطعام والشراب.
- قد ينصحك الطبيب بأدوية معينة قبل البدء في هذا الإجراء.
كيفية إعطاء إبرة الظهر
يتم إعطائها بواسطة طبيب تخدير متخصص، وبالنسبة لوضعية الجسم فإن المريض إما أن يكون جالسًا ومنحني إلى الأمام أو يكون مستلقي على جانبه ويضم ركبتيه إلى صدره، ومن الضروري أن يكون المريض في حالة سكون لتفادي أي مشكلة أثناء عملية الحقن.
ويتم إعطاء مخدر موضعي على مكان إعطاء الحقنة على الجلد لتقليل الإحساس بوخز الإبرة.
يتم إدخال الإبرة تحمل داخلها أنبوب بلاستيكي دقيق يسمى القسطرة، ويتم وضعها قريبة من الأعصاب التي تحمل الإشارات إلى المخ. ثم يتم سحب هذه الإبرة ونترك القسطرة. عند هذه الخطوة قد يشعر المريض بقليل من عدم الراحة في مكان الإبرة.
ومن خلال القسطرة أو الأنبوب الرفيع يتم ضخ الأدوية المخدرة، ثم ننتظر من 20 إلى 30 دقيقة حتى نصل إلى التأثير الكلي لهذه الأدوية. قد يشعر المريض ببعض من التنميل في أماكن مثل الصدر والأرجل أثناء عمل هذه الخطوات.
ويتم تحديد مكان إعطاء الإبرة بناءً على نوع العملية، ففي عمليات الولادة مثلا يكون موضع الإبرة في آخر جزء من الظهر.
الإفاقة من تأثير إبرة الظهر
إن المدة التي يستغرقها مفعول التخدير حتى يزول تعتمد على نوع الأدوية المستخدمة بناءًا على تقدير الطبيب، وبعد إنهاء الإجراء المطلوب وانتهاء مفعول التخدير النصفي الذي تم، قد يشعر المريض بالتنميل لبضع ساعات. وينصح الأطباء بالاستلقاء حتى زوال تأثير التنميل. لكن إذا شعر المريض بأي ألم في مكان الإبرة يستشير الطبيب لتوجيهه إلى الإجراء الصحيح.
متى أستطيع العودة إلى ممارسة الحياة الطبيعية؟
يقدم الطبيب النصائح اللازمة بعد الانتهاء من أخذ الحقنة حول ممارسة الأنشطة اليومية حسب طبيعة الحالة ونوع التخدير المستخدم. ومن هذه النصائح العامة منع قيادة السيارة لمدة 24 ساعة ولابد من اصطحاب مرافق.
مواقف يجب استشارة الطبيب فيها
ينبغي عليك استشارة الطبيب إذا شعرت بأحد هذه الأعراض:
- ارتفاع درجة الحرارة أو حمى لأنها قد تكون علامة لحدوث عدوى.
- صداع حاد عند الوقوف أو الجلوس والذي يتحسن في حالة الاستلقاء، الذي قد يمكن أن يكون بسبب حدوث ثقب في الغشاء المحيط بالحبل الشوكي أثناء إعطاء الإبرة.
- تنميل أو ضعف في الأرجل والذي قد يكون بسبب إصابة في الأعصاب.
- تأثر التحكم بالبول والبراز(سلس البول والبراز).
حالات استخدام التخدير النصفي
هناك بعض الحالات نستطيع استخدام إبرة الظهر بها كوسيلة لتقليل الآلام ومنها:
- الولادة الطبيعية، إذ تساعد الأم في التغلب على المرحلة الأولى من الولادة وشعور الأم بالاسترخاء.
- الولادة القيصرية.
- بعض العمليات الجراحية.
مزايا استخدام إبرة الظهر
هذا الإجراء من أكثر الإجراءات فاعلية في السيطرة على الألم كما أنه من أكثر الطرق أمنًا. كما أنه يؤثر على جزء معين من الجسم لذلك يكون الإنسان مدرك لما حوله ومن مزايا استخدام إبرة الظهر أيضًا أنه أقل تأثيرًا على الجنين لأن النسبة التي قد تصل للجنين ضئيلة.
وقد أوضحت الدراسات أن امرأة واحدة من كل 100 امرأة تحتاج إلى إجراء إضافي لتقليل الألم في حالة استخدام إبرة الظهر. في حين أن حوالي 28 امرأة من كل 100 امرأة تحتاج إلى إجراءات أخرى لتقليل الألم في حال استعمال طرق أخرى.
عيوب استخدام إبرة الظهر
غالبا ما يكون هذا الإجراء آمن ولكن هذا لا يمنع أن هناك بعض الآثار والمخاطر التي قد تحدث منها:
- انخفاض ضغط الدم فهناك دراسات أوضحت أن حوالي 14 امرأة من أصل 100 يحدث لها انخفاض في ضغط الدم. ومن الطبيعي أن يحدث هذا وقد يؤدي إلى الشعور بالإعياء ولكن سرعان ما يتحسن ويعود لطبيعته ولكن إذا كان هناك ضرورة للتدخل قد يتم إعطاء محلول طبي وبعض الأدوية لضبط الضغط.
- فقدان السيطرة على المثانة: إذ أنه بعد تخدير الجزء السفلي من الجسم قد لا يشعر المريض بامتلاء المثانة والسيطرة على ذلك الوضع يتم وضع قسطرة في المثانة للتخلص من البول ولكن سرعان ما يعود الوضع إلى طبيعته بعد زوال أثر المخدر. وتشير الدراسات إلى أنه حوالي 15 امرأة من كل 100 يحدث لهم ذلك.
- الإحساس بالإعياء والذي يعتبر من عيوب إبرة الظهر.
- الشعور بالصداع: إذا ثقبت هذه الإبرة الغشاء الذي يحيط بالحبل الشوكي عن طريق الخطأ وتسربت السوائل فإنه يؤدي للشعور بالصداع الحاد، ويتم علاج ذلك الصداع إما باستخدام بعض المسكنات أو قد يلجأ الطبيب إلى التدخل.
- بطء التنفس.
- أثناء إعطاء إبرة الظهر يمكن أن يحدث تضرر العصب عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى فقدان الإحساس الدائم أو المؤقت في الجزء السفلي من الجسم.كما يمكن أن يؤدي إلى حدوث نزيف حول منطقة الحبل الشوكي الذي قد يؤدي إلى تلف الأعصاب، لذا إذا شعرت بأعراض مثل: الوخز أو الخدران بعد زوال تأثير الإبرة عليك استشارة طبيبك على الفور.
- العدوى الميكروبية فإنه قد يحدث انتقال الميكروبات عن طريق الإبرة إلى داخل الجسم على الرغم من أنه نادر الحدوث بسبب إجراءات التعقيم المتبعة.
تأثيرها على الجنين
من المعروف أن أي أدوية تتلقاها الأم فإنها تصل إلى الجنين عن طريق الحبل السري، لكن استخدام إبرة الظهر ليس لها تأثير قوي مثل باقي المسكنات المستخدمة، ولكن أثناء الولادة الطبيعية قد يحتاج الجنين إلى مساعدة لتتم عملية الولادة مثل شفط الجنين.
تأثيرها على الأطفال غير واضح ولكن معظم الدراسات تقول أنها تسبب مشكلة مع الرضاعة الطبيعية. والبعض يقول أنها تسبب مشاكل بالجهاز التنفسي أو تغير معدلات ضربات القلب للجنين.
متي لا أستطيع استخدام التخدير النصفي؟
هناك بعض الحالات لا يسمح باستخدام إبرة الظهر ومنها:
- في حالات الولادة السريعة لأنه لا يوجد وقت كافي لعملية التخدير وقد بدأت الولادة بالفعل.
- إذا لم يستطيع طبيب التخدير إيجاد المنطقة المطلوبة للتخدير.
- في حالة وجود مشكلة في عدد الصفائح الدموية.
- تجلط الدم.
- النزيف.
- التحسس من الأدوية المستخدمة.
الأسئلة الشائعة
هل إبرة الظهر مؤلمة؟
سؤال يعتمد على طبيعة من توجه لها السؤال.البعض يشعر بالقليل من عدم الراحة أثناء التنميل وبعضهم يشعر بهذه الضغطة أثناء وضع القسطرة.
التخدير النصفي هل يؤثر على تأخير عملية الولادة هل هذا صحيح؟
ليس هناك دليل علمي أن التخدير قد يؤدي إلى تأخر عملية الولادة. ولكنه قد يؤدي إلى تسريع المرحلة الأولى من العملية لأنه يؤدي إلى شعور المرأة بالاسترخاء وهذا المطلوب.
هناك طرق عديدة لتقليل الشعور بالألم ومنها إبرة الظهر وهي أكثر الطرق أمانًا في كثير من الإجراءات الطبية ومنها الولادة، ويكفي لتطمئن أن تتبعِ كل نصائح الطبيب ويتم الإجراء مع طبيب موثوق، ولا تقلقِ بشأن الأعراض الجانبية المذكورة، أو الشائعات المنتشرة حول هذا الإجراء.