أنواع ملح الطعام والآثار الصحية لتناول ملح الطعام
من أهم مكونات الطعام المنزلي أو السريع أو حتى المعبأ هو الملح وبدونه يفقد الطعام جزءًا من مذاقه ونكهته، لكن هل تسائلت يومًا عزيزي القارئ عن طبيعة ملح الطعام؟ هل هو نوع واحد فقط أم أن منه أنواع عديدة؟ وهل له استخدامات أخرى سوى الطهي؟ للإجابة عن تلك التساؤلات يمكنك متابعة هذا المقال من دكتور كشكول.
الملح هو بللورات طبيعية تستخرج من مناجم الملح “الملاحات” أو تنتج من تبخير مياه البحر من خلال عملية تحلية مياه البحر، وهو يتكون من عنصرين مهمين جدًا هما الكلور والصوديوم وهنا تكمن أهميته، فالملح لا يُستخدم فقط في إضافة نكهة للطعام بل يستخدم في حفظ العديد من الأطعمة لأن الكائنات الدقيقة لا يمكنها النمو في الوسط الغني بالصوديوم.
لكن على الرغم من ذلك فلابد من الحرص في استخدام الملح، فقد ثبت علميًا أن زيادة تركيز الملح يتسبب في ارتفاع ضغط الدم وما يلحقه من أمراض القلب، بالتالي فإن استهلاك الملح بكميات قليلة هو أولى الخطوات في اتجاه الطعام الصحي والحياة الصحية.
أنواع ملح الطعام
تتعدد أنواع ملح الطعام وتختلف فيما بينها ليس فقط في الطعم والملمس ولكن أيضًا في استخدامات ومصادر كل منها، وفي محتواها من المعادن والصوديوم.
من أهم وأشهر أنواع ملح الطعام هي الأنواع الآتية:
- ملح المائدة
يُعرف أيضًا باسم الملح اليودي وهو أشهر أنواع ملح الطعام على الإطلاق لدرجة أن أغلب البشر لا يعرفون غيره، يتكون هذا النوع من “كلوريد الصوديوم” النقي بنسبة 97% تقريبًا وفي أكثر الأحوال يكون هذا النوع مكرر بشدة، أي مطحون طحناً شديدًا ومنزوع منه الشوائب والمعادن النادرة.
يتميز ملح المائدة بسرعة تكتله مما يسبب صعوبة في استهلاكه؛ لذلك تعالج مصانع تكرير الملح تلك المشكلة بإضافة مواد مانعة للتكتل تسهل من استهلاكه، ثم يُعالج باليود لتعزيز قيمته الغذائية التي يفقد معظمها خلال عملية التكرير وهذا هو سبب تسميته بالملح اليودي.
في حالة التوصية بالامتناع عن استهلاك هذا النوع من الملح فيجب التأكد من تناول أطعمة أخرى غنية باليود لتعويض نقص اليود الذي يعد سببًا أساسيًا في الإصابة بقصور الغدة الدرقية والإعاقات الذهنية وغيرها من المشكلات الصحية خاصةً في أثناء الحمل والرضاعة.
ومن الجدير بالذكر أن الأطعمة الغنية بعنصر اليود هي الأسماك، والمأكولات البحرية، والبيض والألبان.
- ملح البحر
يُستخرج من مياه البحار والمحيطات من خلال عملية التبخير، وهو المصدر الرئيسي لملح المائدة وبالتالي فهو يتكون من “كلوريد الصوديوم ” فقط في الغالب، ولأنه غير مكرر فإنه قد يحتوي على بعض المعادن النادرة مثل البوتاسيوم والحديد والزنك علي حسب المصدر البحري المستخرج منه.
يتميز ملح البحر بأنه خشن القوام قوي المذاق ولا يمكن تحمل ملوحته مقارنة بملح المائدة.
- ملح الهيمالايا الوردي
يُستخرج ملح الهيمالايا من منجم بباكستان وهو ثاني أكبر منجم للملح في العالم، ويحتوي على كميات صغيرة من الكالسيوم والحديد والبوتاسيوم والمغنيسيوم وكمية أقل من الصوديوم مقارنة بملح المائدة.
يُسمى بالوردي نتيجة احتوائه على كمية ضئيلة من أكسيد الحديد الذي يعطيه لونًا ورديًا، مما يجعله مفضلًا عند شريحة كبيرة من الناس.
- ملح كوشير
يتميز بكبر حجم بلوراته وإمكان التقاطها باليد ونثرها فوق الطعام بسهولة، سُمي بهذا الاسم لأنه يُسهّل عملية استخراج الدماء من اللحوم تمامًا قبل الطهي نظرًا لطبيعة بلوراته القشرية الخشنة.
لا يحتوي ملح كوشير على مضادات تكتل ولا يعالج باليود وله مذاق خاص عند استعماله في صورة حبيبات كبيرة، لكن عندما يذوب لا يختلف مذاقه عن ملح المائدة.
- ملح السلتيك
يعد هذا النوع من الملح أشهر أنواع ملح الطعام في فرنسا، ويتميز بلونه الرمادي الفاتح ورطوبته العالية وانخفاض محتواه من المعادن، ويتميز بأنه قليل المحتوى من الصوديوم مقارنة بملح المائدة.
تباين الطعم بين أنواع الملح
يختلف الطعم بين أنواع ملح الطعام على حسب اللون و الملمس والمذاق وسهولة الاستهلاك، فمثلًا يوجد من يفضل النكهة القوية طويلة المدى فيناسبه الملح ذو البلورات الكبيرة، لكن بوجه عام عندما تذوب بلورات جميع أنواع الملح لا يختلف المذاق بينهم كثيرًا فهي مسألة ذوق شخصي ليس إلا.
المحتوى المعدني لأنواع الملح
أُجريت دراسة لتحديد المحتوى المعدني للأنواع المختلفة من ملح الطعام وقد أثبتت النتائج أن أنواع ملح الطعام مختلفة إختلاف بسيط في مستويات المحتوى المعدني لكل منها، لكن ذلك لا يُشكّل سببًا حقيقيًا لتفضيل نوع ملح عن الآخر، وعليه فإن اختيارنوع ملح الطعام لا يؤثر بشكل ملحوظ على الصحة العامة.
الآثار الصحية لتناول ملح الطعام
لم تُثبت أي دراسة حتى الآن أي آثار ضارة لأنواع ملح الطعام على الصحة العامة، ولكن يُنصح باختيار الملح الأقل معالجة وذلك لتفادي آثار المواد المضافة التي عادةً ما توجد في ملح المائدة.
يُطلق على الملح مع السكر”السُّمان الأبيضان” لخطورة الإفراط في استهلاكهما على الصحة العامة، فإذا كان لا بد من استعمال الملح في الطعام فيجب أن يكون باعتدال وبحدود حتى لا يؤثر على الصحة، ونحن في موقع دكتور كشكول نتمنى لكم وافر الصحة والعافية فإن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يعرف قيمتها إلا المرضى.