أنواع مرض الذهان وطرق العلاج
كثيرًا ما نسمع عن الأمراض الذهانية وهنا سنوضح كل شيء يتعلق بمرض الذهان، مرض الذهان هو خلل عقلي يفصل المريض عن الواقع ولا يستطيع التمييز بين الواقع والخيال، بين ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي، يرى أشياء ويسمع أصوات ويخرج أحيانًا من الواقع، مرض الذهان يشمل الكثير من الأنواع والأعراض ولا يقتصر فقط على الهلوسة أو رؤية أشياء ليست حقيقية وهنا سنعرض أنواع الذهان وكل ما يتعلق بها.
أنواع مرض الذهان
الذهان ليس نوعا واحدا، فتوجد منه أنواع متعددة تختلف في الأعراض وأسلوب العلاج، وهي:
الفصام
من أنواع الذهان الأكثر شيوعًا، الفصام هو خلل نفسي قوي ومزمن يمكن أن يبدأ في مرحلة المراهقة أو ما بعد ذلك، يسبب اضطرابًا سلوكيًا وفكريًا ووجدانيًا، وأحيانًا جسديًا، إذا لم يُهتم به قد يصل المريض إلى مرحلة خطيرة تؤدي إلى احتجازه في مصحة لعلاجه، لذلك يجب الاهتمام إذا استمرت الأعراض لستة أشهر، للتأكد من وجود المرض والحاجة للذهاب إلى مختص.
أعراض الفصام
الفصام قد يجعل المريض لا يستطيع التمييز بين ما هو صالح وما هو غير صالح وما هو جيد وسيء، قد يجعل المريض يقوم بتصرفات عشوائية وعدائية تجاه نفسه أو الآخرين، ويتصرف بشكل غير لائق بما هو محيط به، الفصام يؤثر على المريض من عدة اتجاهات منها:
- الجسدية: يمكن أن يؤذي مريض الفصام نفسه وجسده ويشعر أن هناك ما يسكن جسده سواء كان حيوان أو إنسان أو ما غير ذلك، يمكن أن يُهمل مظهره وملابسه حتى يصل الأمر لإصابته بأمراض.
- الفكرية: يمر مريض الفصام باضطراب فكري مما يجعل لديه أفكار مختلطة وغير مفهومة تمامًا، لا يستطيع الوصول إلى فكرة واضحة ومحددة، ويسيطر عليه بعض الأفكار الغريبة مثل وجود فكرة تخبره أنه شخصية مهمة جدًا يتحدث عنها التلفاز ووسائل الإعلام، أو أن الناس يرغبون في اغتياله والقضاء عليه، أو أن هناك من يتجسس عليه، أو أن هناك قوة تتحكم في عقله وأن من حوله يسمعون أفكاره.
- المزاجية: مثل الاكتئاب وفقدان الرغبة والشغف في فعل أي شيء حتى وإن كانت اعتيادية مثل العمل أو تناول الطعام أو حتى الاستيقاظ من النوم، وتقلبات مزاجية قوية فيتحول من حال إلى حال في ثوان معدودة، ومن الممكن أن يبكي أو يضحك في وقت ليس مناسبًا لهذا دون الوعي بما يتطلبه الموقف.
- السلوكية: يتصرف بشكل غريب كأن يجمع النفايات أو يقوم بالاحتفاظ بأشياء لا قيمة لها وعدم الاعتناء بالمظهر الخارجي والجسد.
- الإدراك الحسي: هلاوس سمعية وبصرية، يسمع المريض أصوات لا وجود لها ويرى أشياء أيضًا غير موجودة في الواقع، يسمع في رأسه أصوات تأمره بأشياء معينة من الممكن أن تكون تلك الأشياء عدائية كأن يؤذي نفسه، يجرح نفسه بالسكين، أو يؤذي الآخرين بالضرب أو الهجوم ومن الممكن أن يقتل ويحرق لأنه يسمع صوتًا في عقله يخبره بذلك، ولا يستطيع التمييز أن هذا الصوت ليس حقيقيًا وأنه لا يجب أن يفعل ذلك ولا يستطيع التمييز كما ذكرنا بين الخطأ والصواب وما يمكن فعله وما لا يمكن.
الذهان الوجيز
الذهان الوجيز يحمل الكثير من أعراض الفصام ولكن يختلف في أن الذهان الوجيز قصير المدى، ويأتي بقوة وما يفعله الفصام في شهور وسنوات يفعله الذهان الوجيز في فترة قصيرة جدًا، ولا يحتاج إلى علاج لمدة طويلة، ويمكن أن يأتي ويختفي في أسابيع ولا يعود مرة أخرى.
الاضطراب الضلالي
كما يشرح اسمه هو مرض ضلالي، أي يجعل المريض يضل عن ما هو حقيقي ليتمسك بأفكار لا أصل لها أو وجود في الواقع، ويصل الأمر بالمريض أنه يكون على ثقة تامة بأن تلك الأفكار حقيقة وليست وهمًا في خياله، حتى وإن كان لا يوجد أي دليل واضح في الواقع على تلك الأفكار، وتعتمد الحالة النفسية للمريض على نوع الضلالات العقلية لديه، فإذا كانت اضطهاد فسيكون حزينًا وخائفا، وإن كانت عظمة فسيكون واثقًا من نفسه وسعيدًا، وكل مريض تتملكه فكرة واحدة معينة مثل:
- الاضطهاد: يشعر المريض أن الجميع يريد الإساءة له ومعاملته باحتقار والرغبة في التقليل منه وأن الجميع يتآمر عليه ويريد إيذائه.
- الحب: يعتقد المصاب بالاضطراب الضلالي في تلك الحالة أنه في علاقة عاطفية مع شخصية لا يمكن أن تربطه بها علاقة عاطفية، من الممكن أن تكون شخصية مشهورة أو ذات نفوذ، أو شخصية اجتماعية من مستوى مرتفع، ومن الممكن أن تأخذه أفكاره تلك إلى محاولة الوصول إلى تلك الشخصية ويتصرف معها بهذا الحب الذي اخترعه في عقله.
- الغيرة: هنا يشعر المريض بالغيرة الشديدة ويشك طوال الوقت أن شريكه ينظر لشخص آخر.
- ضلالات جسدية: يعتقد المريض أنه مصاب بمرض خطير ويبدأ في البحث عن علاج، أو أن جسده قد تأذى على الرغم من عدم وجود دليل واقعي على هذا.
- ضلالات العظمة: يرى المريض نفسه شخصية ذات نفوذ أو مستوى اجتماعي عريق، أو لديه علاقات قوية، وأنه مميز عن من حوله ويتصرف بتعال وفخر بنفسه، وكل ذلك ليس حقيقة إنما هو أفكار في عقله فقط.
ذهان النفاس أو ذهان ما بعد الولادة
تصاب الأم بالهلوسة وسماع أشياء لا وجود لها كأن تسمع أصواتًا تأمرها بإيذاء نفسها أو طفلها، ويسبب أيضًا الخوف الشديد على الطفل والشعور أن كل المحيطين به يريدون إيذائه، انفصال الأم عن الواقع ومن الممكن أن تحاول الانتحار، لذلك يجب التعامل مع الأمر أنه حالة طارئة وأن يتابع الأم متخصص حتى لا يصل الأمر إلى انتحارها أو قتلها لطفلها.
ما هو علاج مرض الذهان؟
يختلف علاج مرض الذهان وأسبابه باختلاف الحالة وقوتها ولا يمكن تعميم علاج لكل الحالات، يجب مراجعة مختص لدراسة الحالة ووضع خطة علاجية مناسبة ولكن من الممكن أن نعرض بعض الحالات:
- الفصام: الفصام يحتاج إلى العديد من التدخلات ليتم السيطرة على حالة المريض والتقدم في علاجه، مثل العلاج الدوائي بمضادات الذهان، والعلاج الفردي والجماعي، والعلاج السلوكي، التأهيل الأسري، ومحاولة دمج المرضى مع المجتمع وإرشادهم إلى كيفية الاهتمام بأنفسهم ومحاولة إعادتهم إلى التعاملات الإنسانية الطبيعية، وهناك حالات يجب أن تُوضع في مصحات نفسية لمتابعتها.
- الذهان الوجيز: يحتاج المريض إلى مصحة حتى لا يؤذي نفسه.
- الاضطراب الضلالي: يُستخدم له أيضًا مضادات الذهان وعلاج معرفي وسلوكي وتأهيل أسري، كما هو علاج الفصام.
- ذهان النفاس أو ذهان ما بعد الولادة: باستخدام مضادات الذهان ومضادات الاكتئاب والمساعدة النفسية، ومتابعة الأم بشكل مستمر من أسرتها والمحيطين بها.
علاج مرض الذهان لا يمكن أن يكون ثابت ولا أي مرض نفسي يمكن أن يكون ثابتًا لكل الحالات، يُنصح دائمًا بالاهتمام بالأمراض النفسية مثل الأمراض العضوية لأنها أكثر ضررًا وخطرًا، إذا شعرت بأي أعراض أو مررت بشيء من الممكن أن يكون مرض نفسي، فيجب الذهاب إلى مختص مباشرًة وإذا شعرت بذلك تجاه أي شخص من حولك فعليك بالذهاب به إلى مختص.