أمراض التغذية .. الأسباب والأعراض
أمراض التغذية تعد من أكثر الأمراض تهديدًا وخطورة. نظرًا لأن التغذية السليمة والصحية لها أثرها على الجسم ووظائفه الحيوية.
تتضمن أمراض التغذية الأمراض التي تنتج بسبب زيادة أو سوء التغذية مثل السمنة المفرطة والنحافة وغيرهما.
أهمية التغذية السليمة
التغذية السليمة لها دور فعال في تقوية الجهاز المناعي ومكافحة العدوى. بالإضافة إلى أنها عامل أساسي في تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة التي تشكل خطرًاعلى المجتمع مثل أمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم وداء السكري.
أهمية التغذية السليمة للرضع
يأتي دور التغذية السليمة وفوائدها في مقتبل العمر. وتكون الرضاعة الطبيعية هي أولى خطوات التغذية السليمة والوقاية من أمراض التغذية. وذلك نظرًا لأن لبن الأم يعد مصدرًا أساسيًا للكربوهيدرات التي تعطي للطفل الطاقة، والدهون التي تلعب دورًا فعالًا في تكوين خلايا الجسم والمخ، والبروتينات التي تبني الأعضاء والعضلات. كما يمد لبن الأم الرضيع بكافة الأجسام المضادة، التي بدورها تحميه من الأمراض والعدوى.
إهمال التغذية في الرضع يترتب عليه الأمراض الناتجة عن سوء التغذية مثل تأخر النمو أو السمنة المفرطة أو قصر القامة أو مرض الهزال، كما يرفع من معدلات إصابة الطفل بداء السكري بعد البلوغ.
أسباب أمراض التغذية
تظهر أمراض التغذية نتيجة فرط أو نقص الغذاء أو وجود خلل في توازن الغذاء والذي تكون أحد أسبابه:
- صعوبة توفير الموارد الغذائية مثل الحروب والأزمات الاقتصادية.
- انخفاض الدخل والموارد الإقتصادية.
- العادات الغذائية الخاطئة.
- عدم توازن العناصر الغذائية من الفيتامينات والمعادن في الغذاء.
- الأمراض الجسدية والعقلية التي تسبب سوء التغذية، أو تعوق قدرة الإنسان على الحصول على الغذاء.
الأمراض الناتجة عن سوء التغذية
السمنة المفرطة
تعرف السمنة المفرطة بتراكم الدهون في كافة أعضاء الجسم وخاصة منطقة البطن ، كما تتسبب في الإصابة بأمراض القلب، والشرايين وداء السكري، وهشاشة العظام والأورام.
تكون الإصابة بالسمنة نتيجة الاعتماد على الأطعمة الغنية بالدهون وخاصة الدهون المشبعة، والكربوهيدرات والمهدرجة وعدم ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية.
في عام 2017، وصفت منظمة الصحة العالمية (WHO) السمنة المفرطة بالوباء العالمي. وذلك لأنها تتسبب في وفاة أكثر من 4 مليون شخص سنويًا وتزداد خطورتها كمرض من أمراض التغذية كل عام، مع ارتفاع معدلات الإصابة بها من عام 1975 وحتى 2016 بين الأطفال والمراهقين أكثر من أربعة أضعاف الإصابات. بالإضافة إلى أنه في عام 2019، تم تشخيص قرابة 38.2 مليون طفل تحت عمر 5 سنوات بالسمنة المفرطة.
الأنيميا وفقر الدم
تعتبر الأنيميا وفقر الدم من أمراض التغذية المنتشرة، والتي تنتج بسبب سوء التغذية مثل نقص الحديد وفيتامين ب12 وحمض الفوليك. يتم تشخيص الأنيميا من خلال الأعراض والفحوصات المعملية.
يكمن العلاج في تعويض هذه العناصر من خلال الطعام الغني بالخضروات والفاكهة والمكملات الغذائية.
أعراض الأنيميا
- صعوبة التنفس.
- اضطراب نبضات القلب.
- الدوار والإرهاق.
- الصداع.
- شحوب لون الجلد.
- آلام الصدر.
- طنين الأذن.
مرض كواشيوركور (Kwashiorkor disease)
يُعد مرض كواشيوركور من أمراض التغذية الشائعة بسبب نقص البروتين في الغذاء.
تكون الإصابة بهذا المرض نتيجة الاعتماد على الكربوهيدرات كمصدر أساسي للطعام، أو نتيجة لفطام الطفل عن الرضاعة الطبيعية وعدم الاهتمام بتوازن الغذاء المُقدم له.
أعراض مرض كواشيوركور
- الاستسقاء وتورم القدمين.
- الجفاف.
- تضخم الكبد.
- الإعياء وفقدان الشهية.
- تعثر نمو الأطفال.
- تساقط الشعر وتغيير لونه.
- فقدان الوزن.
مرض السغل
تعددت أسماء مرض السغل والذي يُعرف أيضاً بمرض مرازمس (Marasmus disease) أو الضوى.
يعد السغل من أمراض التغذية العنيفة التي تنتج بسبب فقر الغذاء من الكربوهيدرات، والبروتين والدهون.
ينتشر السغل بين الأطفال في الدول الفقيرة والنامية نتيجة احتياجاتهم المتزايدة من الطاقة والسعرات الحرارية، والذي بدوره يؤدي إلى تأخر وتعثر نمو الطفل.
على صعيد آخر، يكون مرض السغل شائعًا بين البالغين وكبار السن في دور الرعاية نتيجة الإهمال الغذائي.
أعراض مرض السغل
- فقدان عضلات ودهون الجسم بشكل واضح.
- يكون الهيكل العظمي بارزًا.
- جفاف وضمور الجلد.
- تساقط الشعر وضعف الأظافر.
- الضعف والخمول.
- فقدان أكثر من %40 من الوزن.
- انخفاض مؤشر كتلة الجسم إلى 16.
- انخفاض ضغط الدم ونبضات القلب.
- انخفاض درجة حرارة الجسم.
أمراض بسبب نقص الفيتامينات والعناصر الأساسية
نقص فيتامين د
يعد فيتامين د من الفيتامينات الأساسية لنمو العظام، بالإضافة إلى أنه يساعد على إمتصاص الكالسيوم.
يتسبب نقص فيتامين د في الإصابة بأمراض التغذية التي تؤثر على العظام ونموها. كما يختلف اسم المرض وحالته حسب عمر المريض، ففي الأطفال يسبب مرض الكساح، بينما لدى البالغين يسبب لين العظام بالإضافة إلى كسور العظام المتكررة.
كما أظهرت بعض الأبحاث مؤخرًا العلاقة بين فيتامين د وبعض الأمراض المناعية والعصبية مثل الإكتئاب والزهايمر.
يمكن الوقاية من هذه الأمراض من خلال الأطعمة الغنية بفيتامين د مثل البيض والحليب والجبن والأسماك والتعرض للشمس، لأن الشمس تساعد على تكوين فيتامين د في الجسم.
نقص فيتامين ج
يعد فيتامين ج من الفيتامينات الأساسية التي تعزز من صحة الجهاز المناعي. بالإضافة إلى دوره في تقليل مدة المرض وسرعة التئام الجروح. يؤدي سوء التغذية إلى نقص فيتامين ج والذي يُسمى (Scurvy).
يتميز بالأعراض التالية مثل: تورم اللثة، واضطراب التئام الجروح، واضطراب تجلط الدم، واضطراب الجهاز المناعي وزيادة العدوى.
نقص عنصر اليود
اليود عنصر أساسي في الجسم لصحة الغدة الدرقية، حيث يمكن الحصول عليه من خلال ملح الطعام و أسماك الماء المالح. يؤدي نقص اليود في الجسم إلى خلل الغدة الدرقية والذي يتمثل في تضخمها، وتعثر النمو في مرحلة الطفولة، وتراجع القدرات العقلية الذي يُسمى (Cretinism).
نقص فيتامين ب١
يتسبب نقص فيتامين ب١ في اضطراب الجهاز العصبي، والقلب والدورة الدموية والعضلات. تُعد الحبوب الكاملة والمدعمة، وبذور عباد الشمس، واللحوم من أهم مصادر فيتامين ب١.
نقص فيتامين ب٢
يُعد نقص فيتامين ب٢ من أمراض التغذية الشائعة. حيث يتسبب في عدة أعراض أبرزها: تشقق وجفاف الجلد حول منطقة الفم والشفاه بالإضافة إلى التهاب واحمرار اللسان. يُعد الحليب، واللحوم والحبوب من أهم مصادر فيتامين ب٢.
البيوتين
يُعد البيوتين من مشتقات فيتامين ب، حيث يتم تصنيعه في الجسم من خلال البكتيريا النافعة في الأمعاء. لذلك فإن نقصه في الجسم لا يُعد شائعًا. إلا لدى بعض الأطفال نتيجة الإصابة بمرض چيني نادر قد يعوق امتصاص البيوتين من الغذاء، لذلك ينبغي الحصول عليه من المكملات الغذائية والمستحضرات الدوائية.
تتضمن أعراض نقص البيوتين تساقط الشعر، وحكة الجلد والاضطرابات العصبية.
نقص قيتامين ب٣
يتسبب سوء التغذية في نقص فيتامين ب٣ والذي يتسبب في ظهور هذه الأعراض المميزة مثل: الإسهال المزمن، والتهابات الجلد، والخرف واضطراب الذاكرة.
تسمى هذه المجموعة من الأعراض ( Pellagra )، حيث يمكن الوقاية منها من خلال الغذاء الغني بفيتامين ب٣ مثل: الدجاج، والتونة، والحبوب الكاملة والمدعمة، واللحوم الحمراء.
نقص فيتامين أ
يتمثل دور فيتامين أ في الحفاظ على العين، والشبكية والقرنية، حيث يؤدي نقصه إلى اضطراب الرؤية وخاصة الرؤية الليلية. بالإضافة إلى جفاف العين والعدوى المستمرة التي قد تؤدي إلى فقدان البصر.
تتمثل مصادر فيتامين أ في السبانخ، والبطاطا، والجزر، وكبد الحيوانات، والخضراوات والحليب.
الوقاية من أمراض التغذية
أمراض التغذية تعرف بكونها من المشكلات العالمية الشائعة في كلٍ من الدول النامية والمتقدمة. لذا فإن من أهم طرق الوقاية منها هي التثقيف المجتمعي والتوعية بأهمية التغذية السليمة ومخاطر الأمراض الناتجة عن سوء التغذية.
بالإضافة إلى توفير الغذاء للدول النامية وتوفير سبل التغذية السليمة والمياه النظيفة والعقاقير اللازمة. إلى جانب الإهتمام بالفئات الأكثر عُرضة لأمراض التغذية مثل الأطفال وكبار السن.