أعراض نقص الكالسيوم ..التشخيص والعلاج

أعراض نقص الكالسيوم من أقل الأعراض المرضية التى يلاحظها المرضى, برغم أنها أعراض شائعة, غير أن نسبة كبيرة من المرضى لا يربط بينها وبين نقص الكالسيوم, ويرجعها فى العادة لأسباب أخرى كالأنيميا والإرهاق البدنى والتوتر النفسى.

وذلك لأن نقص الكالسيوم عندما يكون فى بدايته, فإنه لا يتسبب بأعراض محددة يسهل ربطها به, بل إن ألأعراض تكون عامة ولا تشير إلى شىء محدد.

ومع الأسف فإن غالبية من يعانون من أعراض نقص الكالسيوم لا يطلبون المشورة الطبية, إلا فى حالة تسبب النقص فى مشكلات صحية أو مضاعفات.

فى هذا الموضوع نتطرق لنقص الكالسيوم وما قد يتسبب به من أعراض, وكيفية تشخيصه وعلاجه بمعرفة الطبيب.

ما هو الكالسيوم؟

الكالسيوم هو أحد العناصر المعدنية الموجودة فى قشرة الأرض (التربة), وفى مكونات الصخور, وينتقل منها ليذوب فى الماء, فتمتصه النباتات المختلفة, فيصبح مكون من مكوناتها, ثم يحصل عليه الحيوان والأنسان, سواء من أكل النباتات المحتوية عليه, أو الحيوانات التى تغذت عليها, ليصبح جزء من أجسامهما أيضا.

ويحصل الجنين على أول ما يحتاجه جسمه من الكالسيوم من دم الأم خلال فترة الحمل.

أهمية الكالسيوم

يقوم عنصر الكالسيوم بالعديد من الوظائف الحيوية للجسم البشرى, كما يدخل فى تركيب بعض أعضاء الجسم أيضا:

  • ينظم عمليات إنقباض وإنبساط العضلات المختلفة سواء الإرادية أو اللا إرادية وعلى رأسها عضلات القلب والتنفس وعضلات الأمعاء.
  • يعتبر المكون الرئيسى للعظام والأسنان حيث أن 99% من مخزون الكالسيوم فى الجسم موجود فى العظام والأسنان.
  • يدخل فى تنظيم عمليات نقل الإشارات العصبية بين المخ وأعضاء الجسم المختلفة.
  • يدخل فى تنظيم عملية تجلط الدم.
  • يدخل فى تنظيم ضغط الدم وابقاءه فى حدوده الطبيعية.
  • يدخل فى تنشيط عمل الإنزيمات والهرمونات بأنواعها وعلى رأسها الإنزيمات الهضمية كإنزيم الليبيز الذى يفرز من البنكرياس ويقوم بهضم الدهون.
  • يساهم فى تركيب الأحماض النووية التى هى اللبنات التى تتكون منها جينات الخلايا المختلفة (المادة الوراثية للخلايا).
  • له دور فى الوقاية من بعض الأورام السرطانية كسرطان القولون.
  • يلعب دورا هاما فى تنظيم كوليسترول الدم والوقاية من الإصابة بمرض السكر.

ما هو نقص الكالسيوم؟

عنصر الكالسيوم يجب أن يكون موجود فى الدم بمقدار محدد, ليستطيع الجسم الحصول على كفايته منه للقيام بوظائفه الحيوية المختلفة.

وإذا قل الكالسيوم فى الدم عن الحدود الطبيعية التى يجب أن يكون عليها, تعرف هذه الحالة بنقص الكالسيوم.

نسبة الكالسيوم الطبيعية

  • الأطفال والمراهقين: 7.6–10.8ملليمول/لتر.
  • البالغين: 8.7–10.2ملييمول/ لتر.

أعراض نقص الكالسيوم

كما ذكرنا سابقا, فإن نقص الكالسيوم الطفيف, عادة لا يتسبب بأعراض, ولا يتم اكتشافه إلا من خلال تحليل الدم, ولكن عندما يكون النقص كبيرا فى كالسيوم الدم, يتسبب ذلك بالأعراض المرضية الآتية:

  • الشعور بالضيق والأكتئاب غير المبرر.
  • ضعف الأظافر وسهولة تقصفها.
  • جفاف الجلد وضعف الشعر وتساقطه.
  • ضعف مناعة الجسم ضد العدوى بأنواعها وخاصة العدوى ببكتريا الأمعاء والجهاز التنفسى.
  • الشعور بالتعب والإعياء.
  • التقلبات المزاجية والنفسية, وقد يصل الأمر إلى الهلوسات والضلالات.
  • ضيق التنفس.
  • سهولة التعرض للكسور (هشاشة العظام).
  • ضعف الأسنان وإصابتها بالتلف والسقوط.
  • ظهور أعراض التهاب ألأعصاب, وتتمثل فى الشعور بالتنميل وفقدان الإحساس فى اليدين والقدمين والوجه.
  • الإصابة بالتشنجات العضلية بلا مبرر واضح.
  • ضعف التركيز والشعور بالإرتباك وضعف الذاكرة.
  • إضطراب ضغط الدم (إنخفاض ضغط الدم).
  • عدم انتظام ضربات القلب.

أسباب نقص الكالسيوم

  • عدم الحصول على كميات كافية لإحتياج الجسم من الكالسيوم عن طريق الغذاء, وخاصة فى مراحل الطفولة المبكرة.
  • افتقار النظام الغذائى إلى مصادر الكالسيوم.
  • نقص فيتامين د, الذى يسبب عدم قدرة الجسم على الإستفادة من الكالسيوم.
  • العوامل الجينية والوراثية التى تجعل إستفادة الجسم من عنصر الكالسيوم فى بعض العائلات أقل منه فى غيرها.
  • الإصابة بخمول الغدة الدرقية.
  • تعدد مرات الحمل والولادة خاصة إذا لم يتم الفصل بينها بفترات زمنية كافية.
  • الإصابة بأمراض معوية تسبب سؤ امتصاص الكالسيوم من الطعام.
  • أثر جانبى لبعض الأدوية التى قد تسبب قلة امتصاص الكالسيوم من الطعام, أو زيادة طرحه مع البول.
  • التقلبات الهرمونية وخاصة لدى النساء فى فترة انقطاع الطمث وما قبلها.
  • إضطراب نسب المغنسيوم فى الدم.
  • زيادة نسبة الفوسفات فى الدم.
  • الإصابة بالتسمم الدموى (عدوى الدم).
  • التعرض المستمر لعمليات تبديل الدم.
  • اللإصابة بإلتهاب البنكرياس الحاد.
  • الإصابة بالفشل الكلوى.
  • العلاج الكيماوى للسرطان.
  • جراحات الغدة الدرقية.

مضاعفات نقص الكالسيوم

  • هشاشة العظام مما يسبب الألم المستمر وسهولة التعرض للكسور.
  • إصابات كسور العمود الفقرى التى قد تسبب الإعاقة الدائمة.
  • اضطرابات القلب والدورة الدموية.
  • تضرر العينين وقد يتأثر الإبصار.
  • قد تصل المضاعفات إلى حد الوفاة فى حالة إستمرار النقص وعدم العلاج.

تشخيص أعراض نقص الكالسيوم

يكون تشخيص النقص نفسه عن طريق تحليل عينة من الدم, لمعرفة نسبة الكالسيوم به.

ومن الجدير بالذكر أن تحليل الدم لتشخيص نقص الكالسيوم, لابد أن يتم معه تحليل لنسبة فيتامين د, نظرا لكون استفادة الجسم من الكالسيوم مرتبطة بوجود نسبة طبيعية من فيتامين(د), وفى حالة وجد خلل فى كلا العنصرين, فلا يمكن علاج نقص أحدهما بدون علاج نقص الآخر.

أما السبب المؤدى للنقص فيحتاج بالطبع إلى أنواع مختلفة من الفحوص للوقوف عليه وعلاجه, كأن تكون المشكلة بالغدة الدرقية مثلا, أو بالجهاز الهضمى, أو غيره.

الوقاية من أعراض نقص الكالسيوم

  • حرص الأم الحامل على التأكد من نسبة الكالسيوم لديها حال التخطيط للحمل.
  • حرص الحامل والمرضعة على الحصول على إحتياجهما من الكالسيوم الذى يزيد فى فترتى الحمل والرضاعة.
  • المباعدة بين مرات الحمل بما لا يقل عن عامين كاملين ما بين الولادة والحمل التالى.
  • الحرص على تناول مصادر الكالسيوم المختلفة من خلال النظام الغذائى اليومى.
  • الحرص على ممارسة الرياضة البدنية التى تزيد من إستفادة الجسم من الكالسيوم.
  • الحرص على التعرض لأشعة الشمس فى فترة الصباح الباكر أو فترة ما قبل غروب الشمس, لمساعدة الجسم على تنشيط فيتامين د الذى يدعم استفادة الجسم من الكالسيوم.
  • عدم إهمال الأعراض المرضية مهما كانت بساطتها وضرورة طلب المشورة الطبية بشأنها.
  • عدم إهمال الحالات المرضية المختلفة والتى يمكن أن تتسبب فى نقص الكالسيوم.
  • القيام بالتحاليل الدورية لقياس نسب العناصر الغذائية المختلفة بالجسم والتأكد من توافرها بالقدر الطبيعى.

علاج أعراض نقص الكالسيوم

يجب التنويه هنا, إلى أن وجود أعراض نقص الكالسيوم وحدها لا يعد دليلا كافيا على نقصه, فهذه الأعراض مشتركة فى الكثير من الحالات المرضية الأخرى, ويجب تلقى العلاج بالكالسيوم فقط فى حالة ثبوت نقصه بالفحص الطبى.

ومن الجدير بالذكر أيضا أنه فى حالة ثبوت نقص الكالسيوم عن مستواه الطبيعى عن طريق التحاليل الطبية, فإن علاج المشكلة يتطلب تناول عنصر الكالسيوم من مصدر دوائى, وقد يحتاج المريض معه الى تناول فيتامين(د) أيضا إذا ثبت نقصه.

ولا يصلح هنا الإكتفاء بتناول مصادر الكالسيوم الغذائية لعلاج المشكلة, فطالما وصل النقص إلى الحالة المرضية, فلابد من تناول كمية كبيرة من الكالسيوم للعلاج, وهذه الكمية يصعب جدا توفيرها بالغذاء العادى.

هذا طبعا بالإضافة إلى ضرورة علاج الحالة المرضية التى تسببت فى نقص الكالسيوم إن وجدت.

مصادر الكالسيوم فى الغذاء اليومى

  • أسماك السردين والسلمون إذا أكلت بعظامها (مسلوقة أو معلبة).
  • الحليب ومنتجاته.
  • الفاصوليا البيضاء.
  • الحمص.
  • البطاطا الحلوة.
  • المكسرات والبذور.
  • السبانخ.
  • الطحينة.
  • البامية.
  • الملفوف.
  • البروكلى.
  • التين المجفف.
  • الجوافة.
  • اليوسفى.
  • الكيوى.
  • الموز.
  • التفاح.
  • المشمش.
  • الزبيب.

مصادر فيتامين د

بدون فيتامين(د) لا يستطيع الجسم الإستفادة من عنصر الكالسيوم حتى فى حالة وجوده, وبالتالى فلابد من الحصول على حاجة الجسم من فيتامين(د) مع الكالسيوم لتتحقق الإستفادة.

أشعة الشمس هى المصدر الرئيسى للحصول على فيتامين(د), حيث أن الجلد يحتوى على خلايا تقوم بتنشيط الفيتامين للصورة التى يستخدمها الجسم, عند التعرض لأشعة الشمس المباشرة, ولهذا يعد التعرض للشمس فى خلال فترة الصباح من أهم وسائل ضمان حصول الجسم على حاجته من فيتامين(د) النشط.

بالإضافة الى ذلك, يتواجد فيتامين د فى بعض المصادر الغذائية:

  • الأسماك الدهنية.
  • زيت كبد الحوت.
  • الكبد البقرى.
  • اللبن البقرى كامل الدسم.
  • صفار البيض.
  • الفطر.
  • المكسرات.
  • السبانخ.
  • البروكلى.
  • البابايا.
  • الخوخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى