أعراض مرض السكر الأكثر شيوعا والوقاية والعلاج

أعراض مرض السكر, من الأعراض الطبية شائعة الحدوث جدا, لأن مرض السكر اصبح منتشرا فى مختلف الأعمار والبيئات, فهو يصيب الأطفال والشباب والشيوخ, يصيب سكان الريف والحضر على حد سواء.

وبرغم شيوع مرض السكر, إلا أن ثقافة الناس حوله مازالت محدودة, مما يسهم فى حد ذاته فى انتشاره وسهولة الإصابة به, كما تنتشر حوله أيضا العديد من المفاهيم المغلوطة, لذلك كان من الضرورى أن تزداد ثقافة الناس حول أعراض مرض السكر, وكيفية الإكتشاف المبكر لها وطرق الوقاية من المرض والسيطرة عليه إذا حدثت الإصابة.

نطرح من خلال هذا الموضوع, المعلومات التى تهم الجميع حول هذا المرض الخطير, وأنواعه وأعراضه وسبل الوقاية منه, وطرق العلاج المتاحة له.

ما هو مرض السكر؟

السكر, هو مصدر الطاقة فى الجسم البشرى, ويتمثل السكر فى الجسم البشرى فى سكر الجلوكوز, الذى ينتج من هضم المواد الغذائية المختلفة, وعلى رأسها الكربوهيدرات.

فعندما يتم هضم الغذاء, ينتج عن هضمه سكر الجلوكوز, الذى يمتص إلى مجرى الدم, فتحصل خلايا الجسم على حاجتها منه, بفعل هرمون الإنسولين المفرز من البنكرياس, والذى يقوم بإدخال سكر الجلوكوز من الدم إلى داخل الخلايا المختلفة, ثم يتم تحويل الفائض منه إلى دهن حيوانى يختزن فى الجسم, لإستعماله عند الحاجة إليه.

وبذلك يبقى مستوى سكر الدم عند معدلات ثابتة لا يزيد عنها, إن زادت يتم تحويلها الى دهون وتخزينها, وإن قلت تتم إعادة تحويل الدهون المختزنة إلى سكر الجلوكوز.

فى حالة الإصابة بمرض السكر, تقل كفائة الإنسولين فى نقل جلوكوز الدم إلى داخل الخلايا المختلفة, أو يختفى هرمون الإنسولين من الجسم أصلا, وبهذا يبقى سكر الجلوكوز حرا فى مجرى الدم, يسبب أضرارا على أعضاء الجسم المختلفة, بينما لا تستطيع خلايا الجسم الحصول على حاجتها من الطاقة لأن الجلوكوز لا يستطيع العبور إلى داخلها.

وهذا ببساطة هو تعريف مرض ارتفاع سكر الدم, أو البول السكرى, الذى هو زيادة معدل سكر الجلوكوز فى مجرى الدم عن الحدود الطبيعية التى يجب أن يكون عليها.

المعدلات الطبيعية لسكر الدم

  • سكر الدم الصائم: أقل من 100.
  • سكر الدم بعد تناول الطعام بساعتين: أقل من 140.
  • سكر الدم التراكمى: يتراوح بين 4-5.6.

الأنواع الرئيسة لمرض السكر

ينقسم مرض السكر, على حسب قدرة الجسم على إنتاج الإنسولين من عدمها إلى نوعين رئسيين:-

  • سكر النوع الأول:

فى هذا النوع من مرض السكر لا يكون البنكرياس قادرا على إنتاج الإنسولين بالمرة, نتيجة خلل أدى إلى تلف الخلايا المسئولة عن إنتاج هرمون الإنسولين من البنكرياس, والمعروفة بخلايا بيتا, وهى خلايا متخصصة موجودة فى منطقة من البنكرياس تسمى جزر لانجرهانز.

وبالتالى فإن العلاج الوحيد لمرض السكر من النوع الأول, هو حقن المريض بهرمون الإنسولين لتعويضه بالإنسولين الذى توقف جسمه عن إنتاجه بصورة طبيعية.

ولا يوجد أى علاج آخر لسكر النوع الأول غير هرمون الإنسولين, الذى تتحدد جرعته بمعرفة الطبيب, تبعا لسن المريض ووزنه ومعدل نشاطه وطبيعة طعامه .

وفى العادة يصيب هذا النوع من مرض السكر الأطفال والمراهقين, قد يصيب الكبار أيضا بعد فترة طويلة من الإصابة بسكر النوع الثانى, أو نتيجة حدوث خلل من أى نوع أدى إلى فقدان البنكرياس لوظيفته فى إنتاج الإنسولين.

وعلى عكس الشائع, لا تلعب العوامل الوراثية دور يذكر فى الإصابة بسكر النوع الأول.

  • سكر النوع الثانى:

وفى هذا النوع من مرض السكر, لا يتوقف البنكرياس عن إفراز هرمون الإنسولين, ولكن كفائة الهرمون فى الحفاظ على معدلات سكر الدم تقل, بحيث يصبح وجوده شبيها لعدمه.

ويصيب سكر النوع الثانى البالغين فى العادة, وهو أكثر شيوعا من سكر النوع الأول, نظرا لكون العوامل الوراثية وأسلوب الحياة الخاطىء, كليهما يسببه.

ويتم علاج هذا النوع من السكر بأدوية تحسن من كفائة عمل الإنسولين وتقلل من مقاومة خلايا الجسم له, مما يساعد المريض على ضبط معدل سكر الدم لديه.

كما أنه فى المراحل الأولى من سكر النوع الثانى, قد يكون العلاج بمجرد اتباع نظام غذائى قليل السعرات الحرارية خاليا من السكريات, وممارسة الرياضة, وإنقاص الوزن الزائد, فيؤدى ذلك إلى زيادة كفائة الإنسولين وتحسين استفادة الجسم منه, فينضبط سكر الدم لدى المريض بلا أية أدوية.

سكر الحمل

هو نوع من سكر النوع الثانى, يصيب بعض النساء فى فترة الحمل, وتحديدا فى الشهر الخامس من الحمل, نتيجة لكون هرمونات الحمل مع نظام الحياة الخاطىء وزيادة الوزن, والعوامل الوراثية, وسن الأم الحامل, تسهم جميعها فى تقليل كفائة الإنسولين فى الحفاظ على معدل سكر الدم الطبيعي.

وفى حالة سكر الحمل, يعود السكر إلى معدلاته الطبيعية تلقائيا بمجرد الولادة, ولكن بالطبع لابد من التعامل معه بالعلاج اللازم والنظام الغذائى خلال فترة الحمل, حتى لا يتسبب فى مضاعفات للحامل أو للجنين.

كما أنه من الجدير بالذكر, أن الإصابة بسكر الحمل فى إحدى مرات الحمل, ترفع الإستعداد للأصابة به فى مرات الحمل التالية, كما ترفع إستعداد الطفل المولود للإصابة بسكر النوع الثانى عندما يكبر, وترفع أيضا من استعداد الحامل نفسها للإصابة بسكر النوع الثانى فى مرحلة لاحقة, فمعظم من يصبن بسكر الحمل, يصبن فيما بعد بسكر النوع الثانى.

أعراض مرض السكر

فى واقع الأمر, قد لا يعطى مرض السكر أعراضا واضحة فى بداية الإصابة به, فغالبية المرضى يكتشف إصابته بالسكر إما عن طريق الصدفة, أو بعد سنوات من الإصابة, وربما تكون مضاعفات مرض السكر هى سبيل إكتشاف وجوده.

ولذلك فتعد المتابعة الدورية لقياسات سكر الدم هى السبيل الوحيد لإكتشاف المرض فى بداية الإصابة, لأن أعراض مرض السكر قد لا تظهر بوضوح إلا بعد أعوام من الإصابة, وبعد حدوث مضاعفات للمرض فعلا.

  • نقص الوزن غير المبرر.
  • الشعور المستمر بالجوع.
  • الشعور المستمر بالعطش وجفاف الحلق.
  • زيادة معدلات التبول.
  • ظهور التبول اللا إرادى فى الأطفال وكبار السن.
  • الشعور بالتعب والإرهاق والخمول.
  • ضعف المناعة وسهولة الإصابة بالعدوى.
  • التهابات الجلد المتكررة كالدمامل والإلتهابات الفطرية.
  • التهابات الجهاز التناسلى المتكررة وبخاصة فى الإناث.
  • قد يحدث إضطراب فى الحيض لدى النساء.
  • حدوث مشكلات الحمل كتسمم الحمل والولادة المبكرة أو الإجهاض المتكرر أو صعوبة حدوث الحمل أصلا.
  • التشوش وضعف التركيز والذاكرة.
  • الضعف الجنسى لدى الجنسين.
  • ضعف وتآكل الأسنان وقد تسقط.
  • ظهور صعوبات التعلم لدى الأطفال كضعف الذاكرة وصعوبة الحفظ والتركيز وإنخفاض المستوى الدراسى.
  • قلة جودة النوم نتيجة الحاجة المتكررة للتبول أثناء النوم.

تشخيص مرض السكر

يتم تشخيص مرض السكر بعدة طرق:

  • قياس سكر الدم العشوائى: وهو قياس السكر فى أى وقت بدون اعتبار لموعد الوجبة السابقة على القياس.
  • قياس سكر الدم الصائم: ويكون بعد صيام لمدة 8 ساعات.
  • قياس سكر الدم بعد تناول الطعام بساعتين.
  • قياس سكر الدم التراكمى (الهيموجلوبين السكرى): ويعطى فكرة عن معدلات سكر الدم خلال الثلاثة أشهر السابقة على القياس.
  • اختبار تحمل السكر:
    • هو اختبار يتم للوقوف على قدرة الجسم على التعامل مع السكر, ويكون بقياس سكر الدم الصائم, أى بعد ثمان ساعات من الصيام, ثم يعطى المريض شرابا سكريا, به نسبة محددة من الجلوكوز, عادة ما تكون 75جرام أو 100جرام, تبعا لوزن المريض, ثم يتم قياس سكر الدم بعد شرب الشراب السكرى بساعة, ثم كل ساعة ولمدة ثلاث ساعات متتالية, لتتبع ما إذا كان جسم المريض قادر على ضبط سكر الدم أم لا.
    • ويكون المريض مصابا بالسكر فى حالة ارتفاع سكر الدم الصائم لديه عن126, وارتفاعه عن 200 بعد ساعتين من شربه لمحلول الجلوكوز, وذلك فى حالة شرب 75جرام من الجلوكوز.

الوقاية من مرض السكر

  • إتباع نظام غذائى صحى.
  • ممارسة الرياضة البدنية بإنتظام.
  • الحفاظ على الوزن الصحى.
  • تجنب تناول السكريات والنشويات البيضاء والمشروبات الغازية والوجبات السريعة.
  • تقليل الدهون المشبعة فى الغذاء.
  • تضمين الغذاء مصادر صحية للسكر كالفواكه والحبوب الكاملة.
  • متابعة قياسات سكر الدم بصورة دورية كل ستة أشهر لجميع أفراد الأسرة بما فيهم الأطفال.
  • الحرص على عدم زيادة الوزن المبالغ فيها أثناء الحمل, فلا يجب أن يزيد وزن الحامل أكثر من 12كيلو جرام طول فترة الحمل.
  • تجنب العادات السيئة كالتدخين وشرب الكحوليات.
  • عدم تغذية الأطفال الرضع على لبن البقر والعسل والسكر والملح وبياض البيض والمكسرات قبل بلوغهم سن السنة.
  • الحرص على تطعيمات الأطفال فى مواعيدها المحددة.
  • التعامل مع أية حالة مرضية تصيب الشخص فور حدوثها وعدم التأخر فى إستشارة الطبيب بشأنها.
  • تجنب عوامل القلق والتوتر النفسى.
  • السيطرة على أمراض المناعة الذاتية والأمراض الوراثية والأمراض المزمنة فى حالة وجودها كالروماتويد والذئبة الحمراء وحمى البحر الأبيض المتوسط وارتفاع ضغط الدم.
  • تنظيم مواعيد النوم بحيث لا تقل ساعات النوم عن سبع ساعات يوميا فى فترة الليل.
  • عدم تناول أية أدوية بدون وصفة طبية.

علاج مرض السكر

  • النظام الغذائى.
  • ممارسة الرياضة.
  • إنقاص الوزن الزائد.
  • العلاج بالإنسولين لسكر النوع الأول.
  • العلاج بأدوية السكر لسكر النوع الثانى.
  • المتابعة الدورية لقياسات السكر للتأكد من إنضباطه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى