أسباب الإجهاض المبكر .. تعرفي عليها

تعاني نسبة لا بأس بها من الحوامل من الإجهاض المبكر وتكون تجرِبة قاسية على السيدة الحامل. من المرجح أن يحدث الإجهاض المبكر خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل، قبل 20 أسبوع من الحمل. هناك العديد من أسباب الإجهاض المبكر سنلقي عليها الضوء في السطور القادمة.

مشاكل الجينات والكروموسومات

الكروموسومات هي كتل من الحمض النووي. تحتوي على مجموعة من التعليمات التي تتحكم في العديد من العوامل، الصفات (من كيفية تطور خلايا الجسم إلى لون عيون الطفل).

تحدث معظم حالات الإجهاض لأن الجنين لا يتطور كما هو متوقع. حوالي 50 بالمائة من حالات الإجهاض تكون مرتبطة إما بزيادة أو نقص عدد الكروموسومات. غالبًا ما تنتج مشاكل الكروموسومات عن أخطاء تحدث بالصدفة عند انقسام الجنين ونموه وليس مشاكل موروثة من الوالدين.

مشاكل الكروموسومات يمكن أن تؤدي إلى:

  • البويضة التالفة: تحدث هذه الحالة عندما لا يتكون جنين.
  • وفاة الجنين داخل الرحم: في هذه الحالة يتكون الجنين ولكن يتوقف عن النمو ويموت.
  • الحمل العنقودي والحمل العنقودي الجزئي:
    • الحمل العنقودي: مجموعتين الكروموسومات تأتي من الأب. يرتبط الحمل العنقودي بالنمو غير الطبيعي للمشيمة، عادةً لا يوجد نمو جنيني.
    • الحمل العنقودي الجزئي: عندما يوجد ثلاث مجموعات من الكروموسومات (مجموعة من الأم ومجموعتين من الأب)، عادةً ما يرتبط بتشوهات المشيمة والجنين غير الطبيعي.

الحمل العنقودي والعنقودي الجزئي ليس حملاً قابلاً للحياة. من الممكن أن يرتبط الحمل العنقودي والحمل العنقودي الجزئي أحياناً بتغيرات سرطانية في المشيمة.

هل تُعد الأدوية أحد أسباب الإجهاض المبكر؟

هناك بعض الأدوية قد تكون سبب من أسباب الإجهاض المبكر، منها:

  • الميزوبروستول: يستخدم لقرحة المعدة.
  • الريتينويدات: المُستخدمة في الأكزيما وحب الشباب.
  • ميثوتريكسات: يستخدم لبعض الحالات مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs): مثل الإيبوبروفين؛ يتم استخدامها للألم والالتهاب.

لذلك يجب التأكد من الطبيب أو الصيدلي من أن الدواء المُستخدم اّمن في فترة الحمل قبل تناوله.

مشاكل الرحم وأسباب الإجهاض المبكر

يمكن أن تؤدي المشكلات والتشوهات في رحمِك أيضًا إلى الإجهاض في الثُلث الثاني من الحمل. تشمل المشاكل المحتملة ما يلي:

  • الأورام الليفية: أورام غير سرطانية في الرحم.
  • شكل الرحم غير الطبيعي ومنها الرحم الطفولي، والرحم ذو القرنين.

ضعف عُنق الرحم والإجهاض

في بعض الحالات تكون عضلات عنق الرحم أضعف من الطبيعي. ويطلق عليه ضعف عنق الرحم أو عدم كفاءة عنق الرحم.

قد يكون سبب ضعف عنق الرحم هو إصابة سابقة في هذه المنطقة، عادةً بعد إجراء جراحي. يمكن أن يؤدي ضعف العضلات إلى فتح عنق الرحم في وقت مبكر جدًا خلال الحمل، مما يؤدي إلى حدوث إجهاض.

متلازمة تكيس المبايض

متلازمة تكيس المبايض هي حالة تكون فيها المبايض أكبر من الطبيعي، سببها تغيرات هرمونية في المبايض.

من المعروف أن متلازمة تكيس المبايض من الأسباب الرئيسية للعقم لأنها يُمكن أن تمنع إطلاق البويضة (الإباضة). هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أنها قد تكون مرتبطة أيضًا بزيادة خطر الإجهاض، لذلك تُعد من أسباب الإجهاض المبكر.

البيئية والإجهاض المبكر

بالإضافة إلى التدخين السلبي، فإن التعرض لبعض المواد في بيئتك في المنزل أو في العمل يؤدي إلى حدوث مخاطر في حملكِ. وتشمل هذه المواد ما يلي:

  • الرصاص في أنابيب المياه القديمة أو الطلاء في المنازل التي بنيت قبل عام 1978.
  • الزئبق المنطلق من موازين الحرارة المكسورة أو المصابيح الفلورية.
  • المذيبات مثل مميعات الطلاء ومزيلات الشحوم ومزيلات البقع والورنيش.
  • المبيدات المستخدمة لقتل الحشرات أو القوارض.
  • العثور على الزرنيخ بالقرب من مواقع النفايات أو في بعض مياه الآبار.

تأكد من التحدث مع طبيبك حول هذا الموضوع. قد تجد أن مخاطرك ليست كبيرة كما تعتقد.

أسباب الإجهاض المبكر في الثُلث الثاني من الحمل

  1. الظروف الصحية المزمنة: يمكن للعديد من الحالات الصحية المزمنة أن تزيد من خطر تعرضكِ للإجهاض في الثلث الثاني من الحمل، خاصةً إذا لم يتم علاجها أو السيطرة عليها جيدًا. وتشمل:
    • مرض السكري الخارج عن السيطرة.
    • ارتفاع ضغط الدم الشديد.
    • الذئبة الحمراء.
    • مشاكل في الكلى.
    • فرط نشاط الغدة الدرقية.
    • قصور الغدة الدرقية.
  2. الالتهابات: قد تؤدي العدوى التالية أيضًا إلى زيادة مخاطر إصابتكِ بالإجهاض المبكر:
    • الحصبة الألمانية أو الفيروس المضخم للخلايا (CMV).
    • التهاب المهبل الجرثومي.
    • فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
    • الكلاميديا.
    • السيلان.
    • مرض الزهري.
    • الملاريا.
  3. التسمم الغذائي: يمكن أن يؤدي التسمم الغذائي الناجم عن تناول طعام ملوث إلى زيادة خطر الإجهاض. على سبيل المثال:
    • داء الليستريات: الأكثر شيوعًا في منتجات الألبان غير المبستر، مثل الجبن الأزرق.
    • داء المقوسات: يمكن إصابتك به عن طريق تناول اللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيدًا.
    • السالمونيلا: غالبًا تنتقل عن طريق تناول البيض النيء أو المطبوخ جزئيًا.
  4. مشاكل تخثر الدم: وجود جلطة تسد الأوعية الدموية التي تمد المشيمة بالدم اللازم للجنين مما يؤدي إلى حدوث الإجهاض.
  5. العُمر: عمرك ليس شيئًا يمكنكِ التحكم فيه. لكن لسوء الحظ، يزداد خطر الإجهاض مع تقدم العمر. أظهرت إحدى الدراسات الطبية أن خطر الإجهاض هو 8.9% للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و 24 عامًا ويزداد إلى 74.7% عند النساء في سن 45.
    هذا لأن عدد وجودة البويضات تنخفض مع تقدمكِ في السن. هذا هو السبب أيضًا في أن الحمل قد يستغرق وقتًا أطول مع تقدمك في السن.
    يزداد خطر الإجهاض أيضًا مع عمر الأب. لأن التشوهات الكروموسومية في الحيوانات المنوية توجد في كثير من الأحيان مع تقدم الرجال في السن. يمكن أن تسبب الحالات الشاذة تشوهات وراثية لدى الطفل، مما يؤدي أحيانًا إلى الإجهاض. كما تنخفض قدرة الرجل على إنجاب طفل مع تقدم العمر، ولكن ليس بنفس القدر لدى النساء.

في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي علاج مرضك إلى تحسين فرص الحمل الناجح وتجنب أسباب الإجهاض المبكر.

أساطير حول أسباب الإجهاض المبكر

هناك العديد من الأساطير حول أسباب الإجهاض المبكر. لا ترتبط الأشياء التالية بزيادة خطر الإجهاض:

  • ممارسة الجنس (الجنس آمن خلال الحمل ما لم يطلب منك طبيبك عدم القيام به).
  • الذهاب للعمل.
  • السفر بالطائرة.
  • تناول الطعام الحار.
  • الإجهاد.
  • ممارسة الرياضة.
  • حالتك العاطفية، مثل التوتر أو الاكتئاب.
  • لديكِ صدمة أو خوف.

من المهم أن تتذكر أنه لا يوجد شيء يمكنك القيام به يضمن عدم تعرضك للإجهاض. ومع ذلك، لدينا الكثير من المعلومات حول ما يمكنك القيام به لمحاولة تقليل المخاطر والبقاء بصحة جيدة قدر الإمكان قبل محاولة إنجاب طفل و أثناء الحمل؛ منها:

  • عدم التدخين.
  • ممارسة الرياضة.
  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
  • فقدان الوزن قبل الحمل إذا كنتِ تعاني من زيادة الوزن أو السمنة.
  • إدارة زيادة الوزن إذا كنتِ تعاني من زيادة الوزن أو السمنة خلال الحمل.
  • تجنب بعض الالتهابات خلال الحمل، بما في ذلك الحصبة الألمانية.
  • تجنب بعض الأطعمة خلال الحمل وعدم شرب الكحول أو استخدام المخدرات غير المشروعة في أثناء الحمل.
  •  الحد من تناول الكافيين قبل وأثناء الحمل.

ولا ننسى تذكيرك بأن متابعة الحمل منذ بدايته مع الطبيب، والالتزام بإرشاداته في مراحل الحمل المختلفة من أهم وسائل تجنب أسباب الإجهاض المبكر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى